استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل تسرع المحتفلون بانتصار «عاصفة الحزم» بإقامة سرادق الفرح وتبادل التهاني؟

الجمعة 24 أبريل 2015 03:04 ص

تعددت التفسيرات وتناقضت في معظم الأحيان، للقرار الذي اتخذته القيادة السعودية، بشقيها السياسي والعسكري، بوقف عمليات «عاصفة الحزم» والانتقال الى «إعادة الأمل»، الأمر الذي أثار حالة من البلبلة والارتباك في صفوف المحتفلين بالنصر، أو المؤكدين على الهزيمة، كل حسب موقفه من الصراع الدائر في اليمن.

وما زاد من البلبلة وحالة الارتباك أن غارات «عاصفة الحزم» تواصلت في اليوم التالي، وكذلك العمليات العسكرية على الارض، فالتحالف «الحوثي الصالحي» واصل تقدمه في عدن وولايات يمنية اخرى، والقصف الجوي استمر وبصورة أعنف مما يعني أن المحتفلين بالانتصار تسرعوا في احتفالاتهم، أو انهم قرأوا البيان السعودي قراءة خاطئة.

الغموض هو سيد الموقف، والوضع في اليمن بشقيه السياسي والعسكري ما زال على حاله، بل يزداد تعقيدا، ومن السابق لأوانه إصدار أحكام قاطعة تحدد المنتصر أو المهزوم في هذه الحرب.

***

هناك عدة نقاط يمكن استقراؤها من خلال ردود الفعل والقراءات غير الدقيقة للبيان السعودي يمكن إيجازها كما يلي:

  • أولا: إذا كانت «عاصفة الحزم» حققت كل أهدافها بنجاح مثلما قال العميد الركن «أحمد عسيري» المتحدث باسم هذه العاصفة، فلماذا لم يعد الرئيس اليمني «الشرعي» عبد ربه منصور هادي إلى العاصمة اليمنية «الدائمة صنعاء أو المؤقتة عدن»، وينسحب الحوثيون إلى صعدة، ويسلموا كامل أسلحتهم التي استولوا عليها من الجيش اليمني؟

  • ثانيا: العميد «عسيري» قال أنه بعد 2432 غارة جوية لطائرات التحالف، وعلى مدى أربعة اسابيع تقريبا من القصف تم تدمير قدرة الحوثيين على تهديد دول الجوار اليمني، وكل ما في حوزتهم من صواريخ باليستية، وربما يكون ما قاله عن أعمال التدمير صحيحا، ولكن على حد علمنا لم يشكل الحوثيون وأنصارهم أي تهديد على دول «عاصفة الحزم» مثل الامارات والبحرين وقطر والكويت والسودان، بالاضافة الى المملكة العربية السعودية، ولم نقرأ أو نسمع عن امتلاك التحالف الحوثي صواريخ باليستية قصيرة المدى أو عابرة للقارات، ونأمل أن يوضح لنا العميد «عسيري» هذه النقطة في مؤتمره الصحفي المقبل.

  • ثالثا: ترددت أنباء عديدة عن وجود مبادرة عُمانية لانهاء الصراع سلميا، وتعددت الروايات حول بنود هذه المبادرة، فالبعض قال أنها تتضمن ثمانية نقاط، والبعض الآخر عشرة، والثالث 12 نقطة، ولم يصدر أي تصريح عن السلطات العُمانية، صاحبة الشأن، أو بيان يؤكد او ينفي وجود هذه المبادرة.

  • رابعا: إذا كانت «عاصفة الحزم» انتهت، أو أدت اغراضها، في إضعاف، وربما إنهاء قدرات الحوثيين العسكرية، فلماذا يصدر العاهل السعودي أمرا باستدعاء قوات الحرس الوطني «مئة الف جندي وطائرات أباتشي عمودية ودبابات ومدرعات» وارسالها للدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة قبالة الأراضي اليمنية؟ فهل الحرب انتقلت الى حدود البلدين، وما هي حقيقة ما يجري هناك؟

  • خامسا: إذا كانت دول التحالف المشاركة في «عاصفة الحزم» موحدة فما هو موقفها من انتهاء هذه العاصفة، وهل تم التشاور معها للانتقال إلى المرحلة الجديدة، أي عمليات «إعادة الامل»؟ وإذا كان الحال كذلك، كيف يتم تفسير «الغزل» الذي غرد به الفريق «ضاحي خلفان» على حسابه الخاص على «تويتر» بالرئيس «علي عبد الله صالح» ونجله أحمد؟

  • سادسا: لماذا جاءت أنباء وقف عمليات «عاصفة الحزم» من إيران أولا، وعلى لسان «حسين عبداللهيان» نائب وزير الخارجية الإيراني، فهل هناك اختراق استخباري، أم صفقة جرى التوصل إليها خلف الابواب المغلقة، وما هي تفاصيلها، وحتى متى سننتظر للتعرف على بنودها؟

  • سابعا: القصف الجوي يتوقف عادة في الحروب في حال توفر عدة امور: نفاذ بنك الأهداف، وهذا لم يتحقق بدليل استئناف الغارات، أو الاستعداد لتوغل بري، وهذا لم يتأكد، أو لبدء مفاوضات للتوصل إلى حل سياسي، وهذا ما زال مستبعدا، بدليل بقاء الوضع على الأرض على حاله واستمرار التحالف الحوثي في تغيير الوقائع على الارض.

  • ثامنا: العميد «عسيري» قال إن بدء «عاصفة الحزم» جاء بطلب من الرئيس اليمني «الشرعي»، ووقفها جاء بطلب منه ايضا، فهل يملك الرئيس هادي الاستقلالية في عملية اتخاذ القرار، ويستطيع بالتالي أن يرفض أو يخالف وجهة نظر مضيفيه وحكومته في الرياض؟

***

انتظرنا ما يقرب اليوم قبل أن نعلق على القرار السعودي المفاجئ الثاني، بعد الأولى الذي أطلق «عاصفة الحزم» لعلنا نفهم حقيقة دوافعه، والأسباب التي إدت إليه، والتغييرات التي يمكن أن يحدثها على الأرض عسكريا وسياسيا، ولكن يبدو أننا، مثل الكثيرين غيرنا، سنظل نواجه صعوبات، لندرة المعلومات وغموض البيان الرسمي السعودي وأخذنا على حين غرة.

لا نعرف متى سيهدأ الغبار، وتتضح الحقائق، ولكن ما نعرفه أن القيادة السعودية، وكل الأطراف المتورطة في حرب اليمن تعيش مأزقا يصعب الخروج منه، وأن هذا الصراع مرشح للتفاقم والاستدامة.

نشعر بحراجة موقف المحتفلين بالانتصار الذين تبادلوا التهاني، مثلما نتفهم أيضا موقف المشككين، لأننا نعرف دوافعهم وطبيعة الخندق الذي يقفون فيه، ونعيد التأكيد بأنه من الصعب أن نرى منتصرا أو مهزوما في هذه الحرب، ولا نبالغ إذا قلنا أن الهزيمة بأشكالها كافة هي المصير النهائي، والشعب اليمني الفقير المعدم هو الضحية الكبرى في هذه الحرب التي فرضت عليه، ولم يخترها، ولهذا لا وقت للاحتفال أو الشماتة، وإنما يجب إعطاء الأولوية لتخفيف معاناة هذا الشعب الذي يواجه جوعا فوق جوع، وفقرا فوق فقر، وظروفا معيشية صعبة، وبنى تحتية مدمرة، ومستقبل دموي مجهول النهاية.

نتمنى أن تكون الأنباء عن مبادرة عُمانية للحل صحيحة، وأن تتجاوب معها كل الأطراف المعنية حقنا للدماء، وتقليصا للخسائر، على أن يتحمل المسؤول الأكبر عن هذه الحرب مسؤوليته كاملة، ويتولى عملية إعادة الإعمار، وإعادة الامل بحياة افضل للانسان اليمني، وإلا فإن انتقام هذا الشعب الكريم الشهم، عزيز النفس، سيكون أكبر مما يتصوره الكثيرون، فاليمن كان وسيظل مقبرة الغزاة، والذكي من اتعظ من غيره.

 

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية التحالف العربي المبادرة العُمانية عاصفة الحزم إعادة الأمل

باكستان ترحب بانتهاء «عاصفة الحزم» في اليمن

مسلحون موالون لـ«هادي» يعربون عن استيائهم من إيقاف «العاصفة» ويصفونه بـ”الغريب“

ماذا بعد «عاصفة الحزم»؟

بعد أن هدأت «العاصفة»... جردة حساب

التحالف يعلن انتهاء «عاصفة الحزم» بتحقيق أهدافها وبدء «إعادة الأمل» لاستئناف العملية السياسية

سياسات خاطئة عـرّتها «عاصفة الحزم»

«نيويورك تايمز»: التدخل العسكري في اليمن أدي إلى «كارثة»

«ديفينس وان»: ما الذي حققته المملكة العربية السعودية في اليمن؟

«عاصفة الحزم» .. والاستراتيجية الخليجية