انتقد السيناتور الجمهورى "ليندسي غراهام"، الأربعاء، الاتجاه نحو انسحاب كامل للقوات الأمريكية من سوريا، واصفا ذلك بـ"الخطأ الكبير".
وقال "جراهام" إن انسحاب القوات الأمريكية سيكون "انتصارا كبيرا لتنظيم الدولة وإيران وبشار الأسد وروسيا"، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز".
وأضاف السيناتور المعروف بدفاعه الدائم عن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب": "أخشى أن يؤدي ذلك إلى عواقب مدمرة على أمتنا والمنطقة والعالم بأسره (..) سيزيد ذلك من صعوبة الاستعانة بشركاء في المستقبل للتصدي للإسلام الراديكالي، وستعتبره إيران، وغيرها من الأطراف الشريرة، دلالة على الضعف الأمريكي في الجهود الرامية لاحتواء نفوذها".
جاء ذلك تزامنا مع تأكيد مصادر مطلعة أن إدارة "ترامب" تبحث سحبا كاملا لقوات الولايات المتحدة من سوريا، رغم تصريح ممثلها الخاص هناك "جيمس جيفري"، الثلاثاء، بأن واشنطن "لن تستعجل" في اتخاذ هذه الخطوة.
ونقلت "رويترز" عن مسؤولين أمريكيين (لم تسمهم) أن قرار الانسحاب جاء متزامنا مع اقتراب القوات الأمريكية من نهاية حملتها لاستعادة كل الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" بسوريا.
وفي ذات السياق، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأربعاء، أن واشنطن "تستعد لسحب قواتها بالكامل من شمال شرقي سوريا".
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع، أن "الجيش الأمريكي يستعد لسحب قواته بالكامل من شمال شرقي سوريا، في خطوة قد تؤدي إلى زعزعة الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط".
وبحسب المصدر، الذي لم تكشف الصحيفة هويته، فقد "شرع المسؤولون الأمريكيون في إبلاغ شركائهم في شمال شرقي سوريا بخططهم، للبدء الفوري بسحب القوات الأمريكية من المنطقة".
ونوهت "وول ستريت جورنال" إلى أن الخطوة الأمريكية جاءت بعد اتصال هاتفي، الأسبوع الماضي، بين "ترامب" ونظيره التركي "رجب طيب أردوغان"، عقب إعلان عملية تركية مرتقبة ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (تمثل وحدات حماية الشعب الكردية مكونها الرئيس) في المناطق الواقعة شرق نهر الفرات.
وذكر "ترامب"، خلال كلمة له في أبريل/نيسان الماضي، بأنه يفكر مليا بسحب القوات الأمريكية من سوريا.
واعتبر "ترامب" التدخل الأمريكي في سوريا مكلفا جدا لواشنطن، بينما يعود بالمنفعة على "دول أخرى" لم يسمها صراحة، لكنه دعا السعودية إلى دفع أموال ثمن بقاء القوات الأمريكية هناك.
وتدعم واشنطن "قوات سوريا الديمقراطية" في قتالها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وهو ما يثير حفيظة تركيا، إذ تعتبرها فرعا لـ"حزب العمال الكردستاني" الذي تصنفه تنظيما إرهابيا.
وتسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" على مناطق شرق الفرات في الشمال السوري، والتي يهدد "أردوغان" بشن هجوم عسكري للسيطرة عليها وطرد القوات الكردية منها.
