بلومبرغ: بن سلمان يتوارى خلف حفلات الرقص والاختلاط

الأربعاء 19 ديسمبر 2018 05:12 ص

"متع نفسك.. لكن لا تفكر بتحدي القيادة"..

اعتبرت شبكة "بلومبرغ" الأمريكية الشعار السابق ملخصا للمعادلة السياسية التي سمحت بها السلطات السعودية بحفلات يرقص فيها الرجال والنساء بشكل مختلط، كتلك التي استضافتها بمدينة الدرعية، القريبة من العاصمة (الرياض)، ضمن افتتاح مهرجان مسابقة "فورميلا الدرعية"، الذي حضره ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان".

وفي تقرير للصحفية "فيفيان نيريم"، أقرت الشبكة الأمريكية بأن "بن سلمان" اتخذ خطوات "جريئة" لتحديث المملكة اجتماعيا، ووفر فرصا للفرح لم تكن متاحة سابقا، لكن ذلك جاء في إطار محاولة لإخفاء "الجانب المظلم" لحكمه، حسب تعبيرها، خاصة في ظل اتهامه بإعطاء أوامر اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي".

ونقلت "نيريم" عن عدد من السعوديين تساؤلهم حول ما إذا كان الحفل الصاخب، الذي أحياه النجم الموسيقي الشهير "ديفيد جوتا"، يمثل محاولة جديدة لإلهاء الرأي العام الدولي وتغيير وجهة نظره بعد جريمة الاغتيال.

فالمرأة السعودية باتت تستطيع قيادة السيارة أخيرا، وبدا بالإمكان الاختلاط بين الرجال والنساء والاستماع للموسيقى في المقاهي، وهي التي كانت تعتبر حراما في المملكة المحافظة، لكن التعبير عن الرأي بحرية ظل غير ممكن، بل إن المساحة التي كانت متوفرة لحرية التعبير تلاشت، بحسب التقرير.

وحل مكان المحافظة بالسعودية نوع من الوطنية التي تبجل ولي العهد باعتباره قائد سفينة التغيير وليس الزعيم المتهور الذي حملته المخابرات الأمريكية (CIA) مسؤولية اغتيال "خاشقجي"، وهو ما عبر عنه "وليد" (30 عاما)، وهو يحتسي الشاي في مطعم مكتظ بالرياض، قائلا: "السعودية مستهدفة لأن الجميع يكرهها. أنا متفائل، رغم أن العلامات التي تصل لا تبشر بالخير".

وهنا أشارت كاتبة التقرير إلى أن أغلب السعوديين الذين حاورتهم طلبوا عدم نشر أسمائهم كاملة، الأمر الذي يؤشر إلى أن الانفتاح الاجتماعي لا يتواكب مع نظير سياسي بالمملكة، بحسب التقرير.

وفي هذا الإطار، نقلت "نيريم" عن المحلل السياسي السعودي "محمد اليحيى" قوله: "المجتمع تغير، ولم تعد الافتراضات القديمة قائمة. اليوم هناك تغييرات كثيرة حصلت في السعودية".

وحول موقف الجمهور السعودي من هذه التغيرات الاجتماعية، أشارت إلى صعوبة معرفة ما إذا كان معظم الناس يدعمونها، "لكن يمكن القول إن الناس منقسمون بنظرتهم لها"، حسب قولها.

وأشار التقرير إلى أن بعض السعوديين قالوا إنهم منزعجون من الانتهاكات الأخلاقية والدينية التي تتضمنها الحفلات الموسيقية، في حين رأى آخرون أنها أمر جيد.

ولفتت "نيريم" إلى أن صيغة الانفتاح الاجتماعي والكبت السياسي تمثل فهم "بن سلمان" للثمن الذي يجب دفعه لقطع جذور التطرف وتعزيز التغيير دون إثارة حرب أهلية.

وفي هذا الإطار، جاء سجن المعارضين السياسيين والقادة الدينيين لأنهم "خونة"، كما قاد "بن سلمان" حملة باسم مكافحة الفساد سجن فيها أمراء ورجال أعمال احتجزهم لأشهر في فندق ريتز كارلتون قبل افتتاحه في فبراير/شباط الماضي، بحسب التقرير.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بلومبرغ محمد بن سلمان السعودية جمال خاشقجي أمريكا مجلس الشيوخ

منتقبة تثير جدلا بوصلة رقص وسط الشباب بموسم الرياض