روسيا ضغطت على سوريا وإيران لتسهيل تشكيل الحكومة اللبنانية

الخميس 20 ديسمبر 2018 09:12 ص

كشفت مصادر مطلعة أن ضغوطا روسية على كل من طهران ودمشق لتسهيل تشكيل الحكومة اللبنانية كانت وراء تسريع التسوية لولادة الحكومة اللبنانية برئاسة "سعد الحريري"، خلال الأيام الماضية.

ورغم وجود مخاوف لدى الفرقاء اللبنانيين من مخاطر التردي الاقتصادي المتصاعد وشعور رئيس الجمهورية العماد "ميشال عون" بأن إضاعة الوقت استنزف عهده وهو في بداية سنته الثالثة، فإن المصادر السياسية الواسعة الاطلاع أكدت أن الدور البارز في ترجيح إنهاء أزمة تشكيل الحكومة كان التدخل من قبل القيادة الروسية لدى كل من دمشق وطهران من أجل "تسهيل إنجازها في سرعة وبرئاسة الحريري لحفظ الاستقرار في لبنان وعدم استخدامه ورقة في أي صراع على الصعيد الإقليمي"، بحسب ما نقلته صحيفة "الحياة".

وقالت المصادر، إن التحضير للعب الجانب الروسي الدور الواضح في تسريع ولادة الحكومة اللبنانية، بدأ خلال اللقاء وقوفا بين الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" وبين رئيس الحكومة المكلف "سعد الحريري" حين التقاه في باريس على هامش الاحتفال بذكرى 100 عام على الهدنة في الحرب العالمية الأولى في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وأوضحت المصادر أن الجانب الروسي أجرى تقويما للموقف وقرر بذل جهود مع القيادتين السورية والإيرانية لحثهما على إقناع حلفائهما في لبنان بتسهيل قيام الحكومة اللبنانية.

وبدأ التحرك الروسي على خطين، الأول الاتصالات التي قامت بها إدارة الكرملين بالعلاقة مع السفارة الإيرانية في موسكو، والثاني عبر الخارجية الروسية لمناسبة الاتصالات التي تلاحقت في الأسبوعين الماضيين حول الأزمة السورية وتشكيل لجنة صوغ الدستور، في زيارات عدة إلى العاصمتين السورية والإيرانية.

وقالت المصادر إن روسيا يهمها ألا يعتقد أي فريق لبناني أو إقليمي يعتبر نفسه منتصرا على الصعيد الإقليمي، خصوصا في سوريا، أن باستطاعته ترجمة هذا الانتصار في لبنان وفرض شروطه فيه.

وأضافت المصادر أنه فضلا عن أن موسكو تعتبر نفسها هي المنتصرة في سوريا، فإنها تعتقد أن ظروف لبنان غير ظروف العراق الذي هو على حدود إيران، بينما (إسرائيل) هي الدولة المحاذية للبنان، الذي له حدود واسعة مع سوريا أيضا حيث تتواجد القوات الروسية على الساحل السوري في طرطوس واللاذقية ومناطق أخرى.

وبالتالي فإن موسكو لا ترغب في أن يتأثر هذا الوجود القريب من الحدود مع لبنان، جراء أي توتر في داخله أو على الحدود الجنوبية.

وبحسب المصادر السياسية المطلعة إياها فإن حفظ الاستقرار الداخلي وعلى الحدود اللبنانية، مسألة مهمة للتواجد الروسي، وهذا الاستقرار لا يتأمن إلا في ظل توازن سياسي في السلطة اللبنانية ودون غلبة لفريق على آخر.

  كلمات مفتاحية

ضغوط روسية الحكومة اللبنانية سعد الحريري الصعيد الإقليمي حدود إيران

وزير المالية اللبناني يؤكد قرب تشكيل الحكومة الجديدة

ميشال عون يبشر بقرب تشكيل الحكومة اللبنانية

الحريري ينفي تهربه من التعاون العسكري مع روسيا