رويترز: ترامب تجاهل مستشاريه وفاجأ عسكرييه بالانسحاب من سوريا

الخميس 20 ديسمبر 2018 12:12 م

أثار قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بسحب القوات الأمريكية بالكامل  من سوريا جدلا واسعا، وسط تقارير تفيد أنه تجاهل كبار مستشاريه للأمن القومي، وفاجأ قادته العسكريين المتواجدين على الأرض في سوريا بالقرار.

وفي هذا السياق، دافع "ترامب"، يوم الخميس، عن قراره ، معتبرا  أنه يفي بتعهد قطعه خلال حملته الانتخابية.

وقال "ترامب" في تغريدة على "تويتر": "الخروج من سوريا لم يكن مفاجئا، أطالب به منذ سنوات، وقبل 6 أشهر، عندما عبرت علنا عن رغبتي الشديدة في فعل ذلك، وافقت على البقاء لمدة أطول، روسيا وإيران وسوريا وآخرون هم العدو المحلي للدولة الإسلامية، نحن نؤدي عملهم، حان الوقت للعودة للوطن، وإعادة البناء".

 

 

ويبدو أن تغريدة "ترامب" كانت ردا على  تقرير مطول أوردته وكالة "رويترز" سلط الضوء على تفاصيل وأبعاد الانسحاب، وفقا لتصريحات مصادر متعددة بينهم مسؤولون سابقون وحاليون.

وقالت "رويترز" فى تقريريها، إن "ترامب" تجاهل كبار مستشاريه للأمن القومي، وفاجأ القادة العسكريين الأمريكيين على الأرض، وصدم أعضاء الكونجرس وحلفاءه بقراره سحب القوات الأمريكية من سوريا.

واعتبرت أن قرار "ترامب" بالانسحاب من سوريا يقلب السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط رأسا على عقب.

ووفق "رويتزر"، قال مسؤولون حاليون وسابقون وأشخاص اطلعوا على القرار، إن النتيجة ستكون تمكين روسيا وإيران وعدم استكمال تحقيق هدف القضاء على خطر عودة تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي خسر أغلب الأراضي التي كان يسيطر عليها.

وقال مسؤولان كبيران، إن "ترامب" مضى قدما في قراره في الأسابيع القليلة الماضية، رغم محاولات كبار مستشاريه إثناءه، عازما على الوفاء بتعهد انتخابي بتقليص المشاركة العسكرية الأمريكية في الخارج.

 وقال مسؤول بارز سابق بإدارة "ترامب"، إن قرار الرئيس اتخذ أساسا قبل نحو عامين، وإن "ترامب" تجاهل أخيرا ما اعتبرها نصيحة غير مقنعة بالإبقاء على القوات.

وقال المسؤول السابق المقرب من البيت الأبيض: "الرئيس انتصر، كان يميل دائما إلى عدم البقاء هناك"، وأضاف أن مجموعة متنوعة من كبار مستشاريه نصحوه بعدم الانسحاب.

ومضى المسؤول السابق قائلا، إن "ترامب" كان يسأل في اجتماعاته مع مستشاريه: "ما الذي نفعله هناك؟ أعلم أننا هناك لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، لكننا فعلنا ذلك، والآن ماذا؟".

وفهم "ترامب" وجهات نظر كبار مستشاريه بأن القوات الأمريكية ليست على الصفوف الأمامية، وأن عددها لا يتجاوز ألفي جندي، وأن وجودها يعزز بدرجة كبيرة القوات المحلية التي تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكنه رفض ذلك قائلا إنه كان يريد الانسحاب فور سقوط الرقة، وغيرها من معاقل التنظيم المتشدد.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي، إن مسؤولي وزارة الدفاع (البنتاغون) يرون على نطاق واسع أن قرار "ترامب" يخدم مصالح روسيا وإيران، اللتين استخدمتا دعمها للحكومة السورية في تعزيز نفوذهما الإقليمي، كما طورت إيران قدرتها على نقل السلاح إلى جماعة "حزب الله" اللبنانية لاستخدامه ضد (إسرائيل).

ورد المسؤول الدفاعي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، على سؤال عن المستفيد من الانسحاب قائلا: "من الناحية السياسية روسيا، ومن الناحية الإقليمية إيران".

وقال مسؤول دفاعي أمريكي آخر طلب عدم نشر اسمه كذلك إن قادة الجيش الأمريكي أبدوا قلقهم للإدارة بشأن ما قد يعنيه الانسحاب السريع للقوات المحلية المدعومة من الولايات المتحدة التي تحارب تنظيم "الدولة الإسلامية".

وكتب "جاك كين" النائب السابق لرئيس هيئة أركان الجيش على "تويتر" يقول، إن "ترامب" "دمر الملاذ الآمن لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وسيخسر السلام بالانسحاب".

وأضاف "كين" الذي ينظر إليه باعتباره خليفة محتملا لوزير الدفاع "جيم ماتيس": "التنظيم سيعاود الظهور، وإيران التي تمثل تهديدا أكبر ستهيمن على سوريا بالكامل، و(إسرائيل) ستكون في خطر أكبر".

ومثل خبراء آخرين يقول "كين"، وهو محلل لدى "فوكس نيوز"، إن "ترامب"، بقرار الانسحاب، يتخلى عن قدرة واشنطن على القيام بدور رئيسي في التوصل إلى تسوية للحرب الأهلية السورية.

ويتفق الخبير في معهد الشرق الأوسط، "تشارلز ليستر"، مع هذا الرأي قائلا إن القرار "يهدم تماما الاستراتيجية الأمريكية الأوسع في سوريا، وربما الأهم من ذلك، (يهدم) محور سياسة إدارة ترامب، وهو احتواء إيران".

وتابع قائلا: "سوريا هي جوهرة التاج في استراتيجية إيران الإقليمية".

وعلى نفس المنوال شكا نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي من أنهم لم يطلعوا مسبقا على القرار.

وقال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عضو لجنة العلاقات الخارجية، "جيف فليك" لـ"رويترز"، إن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين أبدوا خيبة أملهم أثناء غداء مع "مايك بنس" نائب الرئيس.

وقال مسؤولون فرنسيون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم إنهم يسعون لفهم ما يعنيه القرار بالتحديد وكيف سيؤثر على مشاركتهم في عمليات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

وقال دبلوماسي فرنسي: "إذ اتضح أن الأمر بالسوء الذي يبدو عليه، فستكون هناك مشكلة خطيرة بالنسبة لنا وللبريطانيين لأن التحالف عمليا لا يجدي بدون الولايات المتحدة".

وأودت الحرب الأهلية في سوريا، التي بدأت عام 2011، بحياة مئات الآلاف وشردت نحو نصف سكان البلاد البالغ عددهم نحو 22 مليون نسمة قبل الحرب، واستعصت على كل الجهود الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى حل.

  كلمات مفتاحية

أمريكا روسيا سوريا إيران انسحاب قوات أمريكية قادة عسكريين

استقالة ماتيس والانسحاب الأمريكي من سوريا ضربة لإسرائيل