السودان.. الاحتجاجات تتوسع وسط البلاد وأطباء يلوحون بالإضراب

الأحد 23 ديسمبر 2018 11:12 ص

توسعت الاحتجاجات التي يشهدها السودان، الأحد، والتي تندد بالأوضاع الاقتصادية الصعبة وغلاء الأسعار إلى مدن جديدة، مثل أم روابة، وسط البلاد، بينما تنتظر البلاد إضرابا محتملا للأطباء، الإثنين، أعلن عنه "تجمع المهنيين"، الذي يضم أطباء ومهندسين ومعلمين وأساتذة جامعات.

في سياق متصل، ساد هدوء حذر شوارع العاصمة الخرطوم، وسط تواجد مكثف لقوات الشرطة والجيش.

وقال أحد سكان أم روابة، إن نحو 600 شخصا تجمعوا في سوق المدينة وهم يهتفون: "الشعب يريد إسقاط النظام"، وساروا حتى وصلوا أمام مبنى ديوان الزكاة وهم يحاولون الدخول إلى المبنى والشرطة تحاول منعهم.

وأكد شاهد عيان آخر، أن "المتظاهرون أحرقوا إطارات وأغصان أشجار جافة في الشوارع الرئيسية للمدينة"، بحسب ما نقل "القدس العربي".

وبعد ظهر الأحد، تجددت الاحتجاجات في مدينة عطبرة، على بعد 400 كيلومتر، شمال العاصمة.

وقال شاهد في المدينة، التي انطلقت منها الاحتجاجات: "خرج المئات من ضاحية السيالة في مدينة عطبرة، وهم يهتفون، الشعب يريد إسقاط النظام، في طريقهم إلى وسط المدينة واعترضتهم قوات مكافحة الشغب وسيارات عليها أشخاص بملابس مدنية وأطلقت عليهم الغاز المسيّل للدموع".

وعرفت تلك الاحتجاجات، والتي بدأت الأربعاء الماضي بـ"اجتجاجات الخبز"، بعدما أدى قرار الحكومة، خلال الأسبوع الجاري، بزيادة أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، ليباع سعر رغيف الخبز بما بين 3 و5 جنيهات سودانية، إلى احتجاجات سقط فيها ثمانية قتلى، ستة في القضارف (شرق) واثنان في عطبرة (شمال شرق)، في مواجهة قوات مكافحة الشغب، كما ذكر مسؤولون وشهود.

لكن المعارضة السودانية تقول إن عدد القتلى تجاوز 22، وأن هناك عشرات من المصابين.

وبدأت الاحتجاجات، الأربعاء، في مدينتي بورتسودان، شرقي البلاد، وعطبرة، شمالها، وامتدت الخميس إلى مدن أخرى، بينها الخرطوم.

وتجددت التظاهرات، الجمعة، والسبت، خصوصاً في الخرطوم وأم درمان، وفي الأبَيض في ولاية شمال كردفان.

وانضم إلى التحرك المطلبي "تجمع المهنيين"، الذي يضم أطباء ومهندسين ومعلمين وأساتذة جامعات، بالدعوة إلى إضراب للأطباء، الإثنين، في جميع مستشفيات السودان، مؤكداً أنه "يراقب تردي الأوضاع الخدمية والمعيشية للمواطنين".

وأضاف التجمع، في بيان: "سنقوم بمجموعة إضرابات في قطاعات مختلفة تبدأ بالاطباء".

والأحد، أصدر للجيش السوداني بيانا أكد فيه "التفافه حول قيادته وحرصه على مكتسبات الشعب وسلامة المواطنين"، مضيفا أن "الجيش والشرطة وقوات الدعم السريع وجهاز الأمن والمخابرات تعمل ضمن منظومة أمنية واحدة ومتجانسة".

في الأثناء، بدت شوارع الخرطوم هادئة والحركة فيها أقل من المعتاد، رغم أن الأحد هو بداية الأسبوع، في ظل الإغلاق التام للجامعات والمعاهد العليا والمدارس على إثر قرار أصدرته السلطات، الجمعة.

وانتشرت قرب الجامعات ناقلات داخلها عناصر من شرطة مكافحة الشغب يحملون هراوات وعبوات غاز مسيل للدموع.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا" أن السلطات "ضبطت خلية تخريبية تريد القيام بأعمال تخريبية في العاصمة، كما حدث في مناطق أخرى"، وأضافت أن الخلية "تضم أعضاء في أحزاب معارضة ولديها اتصالات مع حركات متمردة"، بدون أن تسمي الأحزاب أو الحركات.

واستمر وقوف المواطنين في طوابير أمام المخابز.

وفي الخرطوم بحري رفضت المخابز أن تبيع لكل فرد أكثر من 20 قطعة خبز زنة 70 غراماً للقطعة، في ظل تذمر المواطنين.

وقال مواطن وهو يتسلم الخبز: "لدي أسرة كبيرة وهذا الخبز لا يكفينا للوجبات الثلاث"، فأشار عامل المخبز إلى رجل الأمن في الداخل، وقال: "لن يسمح لي بأن أعطيك أكثر من هذا".

وفي القضارف، شرقي البلاد، والتي شهدت احتجاجاتها سقوط قتلى، قال صاحب محل تجاري: "فتحنا محلاتنا وجنود من الجيش يحرسون المحلات ويتجولون في السوق وهم مسلحون".

والسبت، ندّد زعيم حزب "الأمة"، أبز حزب معارض في السودان، "الصادق المهدي"، الذي عاد منذ أيام إلى بلاده، بـ"قمع الجيش" مسيرات الاحتجاج على الغلاء متحدثاً عن سقوط 22 قتيلاً، لكن لم يتسن تأكيد ذلك من مصدر مستقل.

وكان مدير جهاز الأمن السوداني "صلاح قوش"، اتهم، خلال مؤتمر صحفي، الجمعة، عناصر موالية لحركة تحرير السودان بقيادة "عبد الواحد نور"، بالوقوف وراء التظاهرات، قائلا إنها تدربت على يد المخابرات الإسرائيلية (الموساد).

وأوضح: "رصدنا 280 شخصاً من مجموعة عبد الواحد محمد نور، تم ترحيلها من إسرائيل إلى نيروبي، وتقديرنا أن الموساد جنّد بعضاً منهم وكوّن شبكة، لعمل تخريبي في الخرطوم وأم درمان وبحري والكلاكلات والحاج يوسف وبربر والدامر".

لكن حركة "تحرير السودان"، سخرت، الأحد، من اتهامات "قوش"، واعتبرتها "أكاذيب وقلة حيلة".

وقال المتحدث باسم الحركة، "محمد عبد الرحمن الناير"، في بيان، إن تصريحات مدير الأمن تلك "دليل عجز وقلة حيلة ومحاولة يائسة لتبرير الفشل الذي لازم نظامه".

وتساءل عن دواعي عدم اعتقال المجموعة التي قال إنها تحركت من (إسرائيل) الى كينيا ومنها الى السودان.

وأضاف: "إذا كانت لدى صلاح قوش معلومات كما يزعم عن مجموعة تابعة للحركة وتتكون من مئتين وثمانين عنصراً يشرف عليها الموساد، فلماذا لم يعتقلها قبل تنفيذ الجريمة المدعاة؟".

وشدد على "أن تصريحات قوش ليست سوى أكاذيب لإيجاد شماعة يعلق عليها فشل نظامه وصرف الأنظار عن القضية الجوهرية والأزمة الحقيقية وصفوف الرغيف والبنزين والبنوك".

وبيّن أن الحركة "تفرق بين معارضة النظام ومعارضة الوطن".

وأردف: "معركتنا مع النظام ومليشياته وأجهزته القمعية وليست مع الشعب السوداني، وندرك أن الأصول والمرافق العامة ملك للشعب السوداني وليس المؤتمر الوطني".

وكشف أن حركته تمتلك دلائل تؤكد على أن الذين ارتكبوا أعمال تخريب وحرق ونهب خلال الاحتجاجات هم منسوبو جهاز الأمن "بهدف إجهاض الثورة، التي انتظمت البلاد وتخويف المواطنين بما سوف تؤول إليه الأمور".

  كلمات مفتاحية

السودان مظاهرات السودان احتجاجات السودان أطباء احتجاجات الخبز

فيديو.. جماهير الهلال السوداني تهتف: الشعب يريد إسقاط النظام

مستشار سابق لمرسي يحذر السودانيين من الثورة