استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مواجهة العنصرية

الاثنين 27 أبريل 2015 05:04 ص

«إن كل مواطن في بلادنا، وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى، وأتطلع إلى إسهام الجميع في خدمة الوطن…»، «إن للإعلام دوراً كبيراً وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في دعم هذه الجهود وإتاحة فرصة التعبير عن الرأي، وإيصال الحقائق وعدم إثارة ما يدعو إلى الفرقة أو التنافر بين مكونات المجتمع، فالواجب على الإعلام أن يكون وسيلة للتآلف والبناء وسبباً في تقوية أواصر الوحدة واللحمة الوطنية».

بهذه الكلمات الصادقة والواضحة خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز جميع المسؤولين والمواطنين، بتاريخ 10 مارس 2015م، مطالبا إياهم بالوقوف صفا واحدا أمام التحديات التي تواجه المجتمع والوطن، ومعبرا عن سياسة عامة للدولة حول المساواة بين المواطنين جميعهم. 

حدث خلال الأسبوع الماضي ثلاثة مواقف تعبر عن عنصرية مقيتة وبغيضة، وتستبطن تهديدا حقيقيا للسلم الاجتماعي والوحدة الوطنية. الأولى تغريدة من عسكري يدعو لحرق القطيف وأهلها، والثانية تحويل معلمة في منطقة مكة إلى عمل إداري بسبب مذهبها، والثالثة كلمة نابية توصيفية (الطرش) أطلقها أحد الأشخاص في مقابلة تلفزيونية رياضية ضد مشارك معه في الحوار. 

الإجراءات الرسمية السريعة التي تمت حيال هذه القضايا تدل على اهتمام بالغ بالمعالجة، فقد قرر سمو وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بالتحقيق مع العسكري على ما صرح به من إساءة تجاه فئة من المواطنين. كما أن وزير التربية اتخذ قرارا بإعادة المعلمة لعملها، وتشكيل لجنة للتحقيق في قرار نقلها، بل إنه وضع معرف (لا_للعنصرية_وشق_الصف). 

السجالات المذهبية والممارسات العنصرية منتشرة على صعيد واسع، ويحسب أصحابها والقائمون عليها بأنهم ينتصرون بذلك لقضاياهم، بينما هم في الحقيقة بعملهم هذا يخرقون سفينة الوطن ويهددون وحدته بمثل هذه الممارسات الخرقاء. ومع أن مواقف القيادة وكبار المسؤولين واضحة تجاه مثل هذا السلوك العنصري المقيت، إلا أن بعضهم يعتبر ذلك من الأمور المسكوت عنها ويتمادى فيها دون أي اعتبار أو مراعاة. 

إن مواجهة العنصرية بمختلف أشكالها هي مسؤولية مشتركة، وتحتاج إلى بذل جهود كبيرة رسمية وأهلية لمحاربتها – كما فعلت الدول التي مرت بمثل هذه المحن والأزمات -، وذلك من أجل أن تسود روح المحبة والتسامح والألفة بين الجميع. 

سبق أن طالب عديد من القيادات الاجتماعية والنخب السياسية إلى سن قوانين تجرم الطائفية والحض على الكراهية والتمييز بين المواطنين على أساس قبلي أو مناطقي أو مذهبي، وإتاحة فرص متكافئة أمام الجميع في مختلف مجالات العمل والمشاركة. 

إن الوضع الذي تمر به بلادنا في هذه المرحلة حساس للغاية، ويتطلب تعزيز الجهود جميعها للوقوف أمام مثل هذه التجاوزات، والتأكيد على وحدة المجتمع واحترام مختلف مكوناته. كما يتطلب أيضا العمل على معالجة كل ما يثير الأحقاد والضغائن في النفوس، ومحاسبة كل من يتجاوز المساس بأسس الوحدة الوطنية.

* جعفر الشايب كاتب وناشط حقوقي، راعي منتدى الثلاثاء الثقافي، وعضو المجلس البلدي بمحافظة القطيف

 

  كلمات مفتاحية

العنصرية المذهبية الطائفية التمييز السلم الاجتماعي المساواة شق الصف

الثقافة الوطنية بين العنصرية والطائفية..!!

جريمة عنصرية جديدة .. حريق متعمد في مكتبة مسجد بالدنمارك

مكافحة العنصرية ليسن من «امتيازات البيض»