ضابط سابق بالاستخبارات الأمريكية يكشف تفاصيل لقاءاته مع بن سلمان

الأحد 30 ديسمبر 2018 08:12 ص

كشف ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بعض تفاصيل من لقائين عقدهما سابقا مع ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، أحدهما في الرياض والآخر في واشنطن.

وقال "ويل هارد"، وهو حاليا نائب جمهوري في الكونغرس يمثل ولاية تكساس، إنه التقى قبل 15 شهرا بـ"بن سلمان" في الرياض للمرة الأولى، عندما كان وليا لولي عهد المملكة.

وأشار "هارد" في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى اللقاء الأول الذي جمعه بـ"بن سلمان" قائلا: "سمعت خلال هذا الاجتماع، بن سلمان يقول شيئا لم أسمع أي زعيم عربي يعترف به من قبل إذ قال إن التطرف الإسلامي هو مشكلة داخل الإسلام ويجب حلها من قبل المسلمين بمساعدة الديمقراطيات الغربية".

وتابع: "بعد أن أصبح وليا للعهد، بدأ محمد بن سلمان في تنفيذ الإصلاحات الاجتماعية التي تحتاج إليها السعودية بشدة، بما في ذلك السماح للنساء بقيادة السيارات، وإعادة افتتاح دور السينما لأول مرة منذ عقود، وفي المرة التالية التي قابلته فيها في واشنطن، أوضح أهمية هذه الإصلاحات لإحياء المجتمع السعودي والاقتصاد". 

واعتبر "هارد" أن "ازدهار المملكة العربية السعودية يصب في النهاية في مصلحة أمريكا"؛ مضيفا: "مثل الكثير من المسؤولين الغربيين الآخرين، كنت آمل أن يقود المملكة العربية السعودية في اتجاه جديد إيجابي خال من القمع والاضطهاد السياسي، لكن مقتل جمال خاشقجي أدى إلى تدمير تلك الآمال إلى حد كبير".

وأردف: "حرية الصحافة تدعم المجتمعات الحرة في جميع أنحاء العالم، ولكن للأسف، إن أعمال العنف والتخويف التي يتعرض لها الصحفيون، مثل جريمة خاشقجي الفظيعة، أمر شائع جدا".

ومضى بالقول: "نواجه الآن التحدي المتمثل في تحقيق التوازن بين تلك القيم وبين الاحتياجات الأمنية للولايات المتحدة في منطقة الخليج. لقد كانت العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية جزءا مهما من سياستنا الخارجية في الشرق الأوسط لأكثر من 70 عاما. واليوم، المملكة العربية السعودية وشركاؤها في الخليج هم حلفاء أساسيون في الحرب ضد الإرهاب".

واستطرد: "يجب على الحكومة السعودية أن تغير سياساتها، أو سوف تجد الولايات المتحدة أنه من المستحيل الوقوف خلف نظام انضم إلى صفوف الدول الراغبة في قتل أولئك الذين لا يتفقون مع سياساتها أو ينتقدونها".

وأضاف: "إذا لم يغير ولي العهد وحكومة المملكة العربية السعودية مسارهما، فيجب على الملك سلمان، زعيم المملكة العربية السعودية، أن يعيد التفكير في من ينبغي أن يكون خليفته".

واعتبر أنه "في أعقاب مقتل خاشقجي، يجب أن يكون هناك تغيير كبير ومدروس في السياسة في الرياض. أولا وقبل كل شيء، نحن بحاجة إلى التزامات من السعوديين بأنهم سيحترمون حقوق الإنسان، وسيتطلب ذلك محادثات صريحة بين المسؤولين الأمريكيين ونظرائهم السعوديين".

وقال "هارد": "ينبغي على ولي العهد الإفراج فورا عن جميع المعارضين المسجونين، ومنهم رائف بدوي وسمر بدوي وغيرهما من ناشطي حقوق المرأة الذين اعتقلوا في وقت سابق من هذا العام. كما يجب على السعوديين أيضا محاسبة جميع المسؤولين المتورطين في قتل خاشقجي".

وتابع: "في الوقت نفسه، يجب أن يستمر التعاون الدبلوماسي مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص في إنهاء الحرب والأزمات الإنسانية الناجمة عنها؛ إن وقف إطلاق النار الأخير في ميناء الحديدة، وهو نقطة حاسمة لإدخال المساعدات الإنسانية، وهو خطوة أولى تحظى بالترحيب للتخفيف من معاناة الشعب اليمني".

وأردف: "يجب أن يحافظ أي عمل على تسوية سلام محتملة على سلامة اليمنيين بينما يمنع إيران أو أي جماعات إرهابية من الحصول على موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية".

واعتبر أنه "ينبغي على الكونغرس أن يشترط أن لا تكون مبيعات الأسلحة المستقبلية إلى المملكة العربية السعودية سابقة على التقدم الحقيقي في الحقوق الاجتماعية وحقوق الإنسان".

ورأى ضابط الاستخبارات الأمريكي السابق أن "السعودية حليف أساسي في الشرق الأوسط، وتدعم الجهود الأمريكية لمحاربة الإرهاب وتقف أمام طموحات إيران العدوانية، لكن قتل جمال خاشقجي كان يمثل استهتارا صارخا بحقوق الإنسان وتراجعا مؤسفا للآمال التي كانت لدى الكثير منا في الزعيم السعودي الجديد".

وختم بالقول: "يجب على ولي العهد وحكومته تغيير المسار، أو سيكون هناك حاجة لقيادة سعودية جديدة، إذا كان التعاون الوثيق المستمر منذ عقود بين واشنطن والرياض سيستمر".

  كلمات مفتاحية

بن سلمان الاستخبارات الأمريكية الكونغرس العلاقات السعودية الأمريكية

مجلة أمريكية: الغرب لا يمكن أن يحتمل أخطاء بن سلمان

دويتشه ڤيله: 2019 - عام حاسم لمستقبل محمد بن سلمان؟

4 ملفات تضع السعودية على رأس أولويات الاستخبارات الأمريكية بالشرق الأوسط