وجه وزير الدفاع الأمريكي المستقيل "جيمس ماتيس" رسالة أخيرة إلى القوات المسلحة قبل ترك منصبه طالبا منها "حفظ ثقة الحلفاء بالولايات المتحدة".
وفي رسالته المقتضبة، الإثنين، أقر "ماتيس" بوجود بلبلة سياسية في واشنطن، لكنه دعا الجيش إلى أن يبقى ثابتا في مهمة "دعم الدستور والذود عنه وحماية أسلوب حياتنا"، حسب تعبيره.
وأضاف: "أثبتت وزارتنا أنها تكون في أفضل حالاتها في أشد الأوقات صعوبة، احفظوا الثقة في بلدنا وقفوا بجانب حلفائنا، واصمدوا في مواجهة أعدائنا".
وقدم "ماتيس" استقالته فجأة بعد اختلافه مع الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب" حول مسائل عدة، آخرها قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا وبدء التخطيط لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان.
وأمر "ترامب" وزير دفاعه المستقيل بمغادرة منصبه فورا بدلا موعد مغادرته الذي كان مقررا في فبراير/شباط المقبل، وأعلن تعيين نائب وزير الدفاع "باتريك شاناهان" قائما بأعمال الوزير بداية من اليوم الثلاثاء.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، الإثنين، إقالة متحدثتها "دانا وايت"، من منصبها، وتعيين "تشارلز اي. سامرز" بدلا منها، فيما قرأه مراقبون باعتباره حركة تغييرات تبناها "ترامب" للتخلص من معارضي رؤيته.
وعزز من هذه القراءة تغريدة نشرتها "وايت" على حسابها بـ"تويتر"، مساء الإثنين، وجهت فيها الشكر لوزير الدفاع المستقيل، قائلة: "شكرا للوزير ماتيس على ما قدمه من فرصة لخدمة جنودنا، والمدنيين الذين يدعمونهم.. لقد كان هذا شرف، وميزة لي".
وفي المقابل، عبر "ترامب" عن سعادته باختيار "شاناهان"، المدير التنفيذي السابق في شركة بوينغ لصناعة الطائرات، بدلا من "ماتيس"، مغردا: "سيصبح وزيرا رائعا".
وتحدث "ترامب" عن الوزير المستقيل، قائلا: "عندما فصله (باراك أوباما)، الرئيس السابق، منحته أنا فرصة ثانية"، مشيرا إلى الخلاف بينهما في العديد من القضايا، خاصة "العلاقة مع حلفاء أمريكا، الذين يستفيدون من هذا التحالف" على حد قوله.
يذكر أن "ماتيس" جنرال متقاعد عمل في مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، وخرج من وزارة الدفاع (البنتاغون) دون مراسم، تاركا رسالة الوداع التي كتبها كآخر مذكّرة بصفته وزيرا.
