ستيفن والت: هذه أمنياتي العشر للسياسة الخارجية في 2019

الأحد 6 يناير 2019 09:01 ص

كتب البروفيسور الأمريكي البارز في الشؤون الدولية بكلية كينيدي بجامعة هارفارد، "ستيفن والت" قائمة تتضمن 10 أمنيات وأحلام تتعلق بالسياسة الخارجية، معربا عن أمله بأن تتحقق خلال العام الجاري 2019.

وقال البروفيسور الأمريكي الذي ينتمي للمدرسة الواقعية في الشؤون الدولية، في مقال مطول بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية: "أنا متأكد، أن 2018 كانت للبعض منكم عاما رائعا، فربما وقعت في الحب، تزوجت، رحبت بولادة طفلك الأول".

وتابع: "أو حصلت على ترقية كبيرة في العمل، أو أنهيت دراستك، أو كان لديك بعد نظر لاستعادة محفظة أسهمك عندما ارتفع مؤشر داو جونز، أو ربما كنت واحدا من هؤلاء الأمريكيين الذين يعتقدون حقا أن الرئيس دونالد ترامب سيجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، وأن أكبر خيبة أمل بالنسبة لك أن البقية منا لا تستطيع أن تميز العبقرية المتزنة جدا للرئيس الأمريكي".

وأضاف "والت" أن 2018 كانت بمثابة عام جيد بالنسبة له أيضا، فقد شهدت نشر كتابه الأخير، ولكنه بالرغم من ذلك سيظل سعيدا بتركها خلف ظهره.

وذكر أنه "من الصعب مشاهدة حالة العالم المتدهورة"، وأشار إلى أن أكثر ما يقلقه مؤخرا  "هو وتيرة التغيير، ومجموعة التحديات الجديدة التي تغمر قدرتنا على الاستجابة لها".

ولفت إلى أن مزيج التردي البيئي، والتحول في توازن القوى العالمية، والتطورات التكنولوجية الثورية، وتردي الكفاءة السياسية، ينذر بمستقبل مظلم، وحقبة لا تزال حفنة من الدول تمتلك القدرة على التدمير الهائل.

ومضى قائلا: لكن وبدلا من أن أتحدث عن الدمار والهلاك مع اقتراب العام الجديد، قررت أن أنظر إلى الجانب المشرق لكل الأمور التي تقلقني، وماذا أتمنى أن يحدث في عام 2019.. ولذلك ودون مزيد من المقدمات إليك قائمة أحلام لعام 2019:

1- إنهاء الحرب في اليمن 

الحرب في اليمن كابوس إنساني، وكارثة إستراتيجية، وهناك الكثير من اللوم للذهاب حولها، إنها النتيجة الكئية لإخفاقات السياسية التي تعود إلى عدة عقود، علينا نحن الأمريكيين أن نشعر بالخجل العميق من الدور الذي لعبناه (أمريكا) على حد سواء في دعم الهجوم السعودي غير المجدي، وفي تدخلنا غير السليم في السنوات السابقة، كل الحروب تخلق معاناة إنسانية، ولكن نادرا ما عانى الكثير من الأبرياء لوقت طويل من دون طائل.

هناك بصيص من الأمل الضعيف الآن، ربما، لكن سيتم الاستمرار في الضغط الدولي لاستعادة السلام في اليمن، ولسوء الحظ، فإن صهر "ترامب" والمسؤول عن السلام بين الفلسطينين والإسرائيليين، وهو "غاريد كوشنر"، غير قادر متاح لإصلاح هذا الأمر لنا.

2- حل مشكلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) 

دعوني أكون واضحا: أعتقد أن قرار بريطانيا بمغادة الاتحاد الأوروبي كان بمثابة خطأ فادح، وتم بيعها لجمهور ساذج، عن طريق سياسيين طموحين وعديمي ضمير،  فقط من أجل حظوظهم السياسية.. وحتى الآن لا أحد يعرف ماذا ستكون النتيجة أو كيف سيؤثر ذلك على البلاد ، آمل أن يتم تجنب أسوأ السيناريوهات.

3- تجديد المؤسسات الديمقراطية

واحدة من مفارقات الحياة السياسية المعاصرة ، هو هوس "القيادة "، فى عصر يندر فيه القادة الفاعلون تماما مثل نقار الخشب ذي المنقار العاجي المنقرض.

نحن نخبر الطلاب بأننا سوف نعلمهم أن يكونوا قادة فاعلين، بينما قد عادت نظريات الصورة الأولى عن الصفات القيادية إلى الموضة، وأصبح الرجال الأقوياء الاستبداديون يلتقون الدعم، في مجموعة كبيرة من البلدان.

نحتاج لتركيز الاهتمام بشكل أقل على الأفراد والشخصيات (مع التسليم بأنه شيء يصعب تنفيذه فى عصر السياسيات القائمة على "تويتر")، وأكثر من ذلك بناء سياسة قوية وفعالة بدءا بالمؤسسات الديمقراية هنا في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الأعراف والقواعد الصارمة تساعد على حمايتنا من الأخطاء وحماقات عديمي الضمير.

آمل أن يشهد عام 2019، التزاما متجددا بسيادة القانون، وحماية أكبر للصحفيين وغيرهم من مخبري الحقيقة، والمزيد من الاحترام للحواجز الناعمة للديمقراطية.

4- حدوث تقدم في قضية تغير المناخ

أحد الأشياء التي تسببت لي باكتئاب معظم فترات 2018، كان الدليل المتنامي أن وتيرة التغير المناخي -من صنع الإنسان- أصبحت متسارعة، وحتى مع اتباع سياسية "ترامب" التي سوف تجعل المشكلة أسوأ، ولكن هناك بعض العلامات على التقدم المتواضع، حتى لو كان غير كاف، فإن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في كاتوفيتشي، بولندا، نأمل أن تستمر هذه الخطوات الإيجابية في العام المقبل، وأن تخرج الولايات المتحدة من الهامش وتعود إلى اللعبة.

5- تقرير "مولر"

لا أتفق مع أولئك الذين دعوا مرارا وتكرار المدعي الخاص "روبرت مولر" إلى إنهاء تحقيقه حول التدخل الروسي في انتخابات عام 2016 ، (والتواطؤ المحتمل من قبل حملة "ترامب")؛ لأن الدقة في هذه الأمور أكثر أهمية من السرعة، ومع ذلك آمل أن ينهي "مولر" ومساعدوه أعمالهم العام المقبل بغض النظر عن النتيجة النهائية.

6- بيت أبيض أكثر هدوءا

قد تبدو أمنيتي هذه خيالية، لكن مستوى الاضطراب غير المسبوق في موظفي البيت الأبيض، لا يمكن أن يكون صحيا بالنسبة للبلاد.

7- السلام في سوريا

كما هو الحال في اليمن، فإن الحرب الأهلية السورية، مأساة بلا فائز حقيقي، فقد نجا "الأسد" لكن البلد الذي يحكمه قد دمر، ونجحت روسيا وإيران، لكن المنافع الاستراتيجية ضئيلة، وقد ارتبطتا للأبد بنظام يقتل مئات الآلاف من مواطنيه.

بالنظر إلى المستقبل، كل ما أتمناه هو إنهاء تلك المذبحة واستعادة بعض الاستقرار، بالرغم من مرارة بقاء "الأسد".

8- تجديد السياسة الأمريكية

كما قلت من قبل، فإن أعظم النجاحات في مجال السياسية الخارجية الأمريكية هي الدبلوماسية، وليست العسكرية (على سبيل المثال خطة مارشال، معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، إعادة توحيد ألمانيا)، لكن الدبلوماسية الحقيقة كانت تحظى باهتمام أقل مما كانت تستحقه حتى قبل أن يظهر "ترامب"، الذي كانت إدارته كارثية على هذا الصعيد.

9- استراتيجية متماسكة

ليس من الخطأ  أن يدفع "ترامب" أوروبا لتحمل مسؤولية الدفاع عن نفسها، أو إنهاء التدخل الأمريكي في أفغانستان وسوريا، أو مواجهة الصين بسبب طموحاتها الإقليمية وممارستها التجارية غير الشريفة.

لكن المشكلة تكمن في عدم تمكن أي شخص في الإدارة الأمريكية من التعبير عن المنطق الاستراتيجي، عن الأهداف المعقولة، أو صياغة نهج متماسك ومقنع لتنفيذها.

10 - التقارب مع روسيا 

أنا لست من محبي "بوتين"، وأشعر بالامتنان لأني لا أعيش في روسيا، لا لشيء شخصي، ولكني أحب العيش في بلد حيث يكمن التعبير فيها عن وجهات نظر معارضة، ولا يسبب لي ذلك مشاكل حقيقة، ومع ذلك أعتقد أن القيام بمزيد من العمل للتوصل إلى حل لخلافات الولايات المتحدة الأمريكية مع روسيا قد يكون مفيدا للجميع.

  كلمات مفتاحية

السياسية الخارجية الولايات المتحددة روسيا الحرب السورية الحرب اليمنية الإدارة الأمريكية دونالد ترامب 2019

ستيفن والت: التجربة أثبتت فشل استراتيجية الهيمنة الليبرالية