«كريستيان ساينس مونيتور»: إيران متمسكة بـ«الأسد» رغم خسائرهما

الأربعاء 29 أبريل 2015 11:04 ص

ذكرت صحيفة «كريستيان ساينس مونتيتور»، في تقرير للكاتب «نيكولاس بلانفورد»، أن الحكومة الإيرانية استثمرت في بقاء النظام السوري 35 مليار دولار أمريكي.

ويقول «بلانفورد» إن إيران كانت مهمة لنجاة النظام السوري لـ«بشار الأسد» في الحرب الأهلية التي تشهدها سوريا منذ أربعة أعوام، فقد أرسلت إلى سوريا آلاف الجنود وعناصر الحرس الثوري الإيراني، وقدمت قروضا للنظام السوري بالمليارات لدعم الاقتصاد.

ويستدرك التقرير بالقول بأنه على الرغم من كل الدعم الذي قدمته إيران للنظام السوري، إلا أن النظام شهد سلسلة من التراجعات العسكرية أمام المعارضة السورية خلال الشهر الماضي، مشيرا إلى أن النظام يعاني من نقص في الجنود وعناصر الميليشيات، ما جعله أكثر اعتمادا على إيران.

ووفقا للكاتب فإن إيران ترى في سوريا ونظامها خيارا استراتيجيا مهما، لذا يبدو أنهم غير مستعدين للنظر في خيار غير الخيار العسكري لهزيمة المعارضة، وتساءل الكاتب حول مدى مقدرة إيران، البلد الذي يعاني من وطأة العقوبات، على مواصلة دعم «الأسد»؟

وينوه التقرير إلى أنه يُعتقد أن الجيش النظامي السوري تكبد خلال حرب السنوات الأربع الماضية ما بين 80 ألف إلى مئة ألف قتيل وجريح، ويعد هذا ضربة لمعنويات وقدرات المؤسسة العسكرية.

ونقل التقرير عن السفير الأمريكي السابق في دمشق «روبرت فورد» قوله: «يمكن للإيرانيين تقديم دعم إضافي من المقاتلين، ومع مرور الوقت ستصبح فائدة القوات الأجنبية قليلة». مؤكدا أن «هذا لا يعني انتصار قوات المعارضة على النظام، ولكن الأخير سيصبح في وضع حرج مع تحول حرب الاستنزاف ضده».

وأشارت الصحيفة إلى قيام غيران بجلب عناصر الحرس الثوري، ومقاتلين من حزب الله اللبناني، وأعضاء الميليشيات الشيعية من العراق، وكذلك مقاتلين شيعة من أفغانستان، لتعويض الخسائر، مؤكدة أن إيران ساعدت بإنشاء قوة الدفاع الوطني بـ80 ألف عنصر. وفي الوقت الذي منحت فيه هذه القوات النظام السوري فرصة للتنفس، إلا أنها لا تزال تفتقد الفاعلية، ولا تستطيع شن هجمات على جبهات متعددة.

وينقل التقرير عن ضابط سوري سابق قوله: «لا يتوفر لدى الأسد حشد من القوات لتحقيق النصر، ومن أجل الانتصار فإنه يحتاج إلى إقناع ما بين 200 إلى 300 ألف أم لإرسال أبنائهن للقتال، ولكن لماذا يريد أب أو أم سنيين إرسال ابنهما للموت من أجل بشار الأسد؟».

ووقا للكاتب فإن مشكلة نقص القوات العسكرية ترافقت مع التنسيق بين القوى السنية في سوريا مع السعودية وتركيا وقطر والأردن. ففي بداية آذار/ مارس، التقى الملك السعودي «سلمان» بالرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، واتفقا على «ضرورة تعزيز الدعم للمعارضة السورية بطريقة تثمر نتائج»، وهو ما جاءت ثماره سريعة، ففي الشهر الماضي خسر النظام مدينة إدلب وبصرى الشام في الجنوب ومعبر نصيب، ويوم السبت سيطرت المعارضة على البلدة الشمالية جسر الشغور، وفي الجنوب توقفت الحملة الإيرانية في القنيطرة ودرعا؛ بسبب المقاومة الشديدة من المعارضة، وتم تأجيل الحملة التي كان يعد لها حزب الله في سلسلة جبال القلمون

وتفيد الصحيفة بأن سيطرة المعارضة على جسر الشغور تعني أنها تسيطر على أكبر تجمعين سكانيين في محافظة إدلب، وهو ما يسمح لها بشن هجمات في غرب البلاد، خاصة في محافظة اللاذقية. وفي حال نجحت المعارضة بإخراج قوات «الأسد» من محافظة إدلب كليا فسيصبح الطريق الواصل إلى حلب أكثر خطرا.  

ووصف التقرير سوريا أنها تعد واحدة من المناطق الاستراتيجية التي تربط ما بين طهران وحزب الله، فيما يعرف بمحور المقاومة. ففي شباط/ فبراير قال أحد أبرز رجال الدين الإيرانيين، معلقا على أهمية سوريا: «لو هاجمنا العدو وأراد مهاجمة سوريا أو محافظة خوزستان (إقليم الأحواز العربي).

وتنقل الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن إيران تنفق ما بين مليار إلى ملياري دولار في الشهر لدعم «نظام الأسد». وأخبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة «ستيفان دي ميستورا»، اجتماعا خاصا أن إيران أنفقت ما يقرب من 35 مليار دولار في العام على سوريا.

وتقول الخبيرة بحزب الله، والمديرة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، «راندا سليم»: «اعتبرت إيران سوريا دائما بوابتها للمنطقة العربية، ولا أعتقد أن هذا الرأي قد تغير». لكن النكسات التي أصابت «الأسد» في الشمال والجنوب قد تدفع إيران لنصحه بأن يتخلى عن حلب، في حال وسع المقاتلون سلطتهم في محافظة إدلب، لكن خسارة حلب، التي تعد أكبر مدينة سورية وقلبها التجاري، ستكون ضربة معنوية قاصمة للنظام، بحسب الصحيفة.

ويعتقد الكاتب أن مصالح إيران الاستراتيجية في سوريا لا تتطلب سيطرة النظام على البلاد كلها، فما يهم إيران هو الممر الذي يربط دمشق مع طرطوس، الذي يمر قريبا من الحدود اللبنانية. وهو ما سيسمح لطهران بمواصلة شحن الأسلحة لحزب الله.

وتعرض الصحيفة لرأي الباحث في مركز كارنيغي للسلام العالمي «كريم سجادبور»، الذي يقول إن «إيران ليست ملتزمة بحماية الأسد شخصيا.. إنهم مهتمون بحماية مصالحهم في سوريا». ومع ذلك فقد استثمرت طهران الكثير في سوريا، وليس أمامها أي خيار سوى مضاعفة جهودها لمساعدة حليفها المحاصر

 

  كلمات مفتاحية

إيران سوريا بشار الأسد إدلب حزب الله

السفير الأمريكي السابق في دمشق: هل بدأ نظام «الأسد» خطواته نحو النهاية؟

المعارضة السورية: قوات «الأسد» أصيبت بحالة «هستيرية» بعد سيطرتنا على «جسر الشغور»

سيطرة الثوار في سوريا على «جسر الشغور» تفتح الطريق إلى معقل «نظام الأسد»

المعارضة السورية تسيطر على مدينة «جسر الشغور» بعد معارك عنيفة

«بشار الأسد»: الدعم التركي هو العامل الرئيسي في ”سقوط“ إدلب

تقرير: الاقتصاد السوري تقلص أكثر من النصف بسبب الحرب