السعودية تتحدى نتفلكس بإطلاق خدمة منافسة

الثلاثاء 8 يناير 2019 07:01 ص

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن شبكة "إم بي سي" السعودية، التي يقع مقرها في مدينة دبي، وسعت حربا إعلامية باسم المملكة، بعد الإعلان عن تأسيس خدمات فيديو ترفيهية لمواجهة شركة "نتفلكس" الأمريكية، متوقعة أن تكون تلك الشبكة أحد وسائل المواجهة الدعائية التي تقوم بها الرياض ضد إيران وقطر.

وأضافت في تقرير، كتبه مراسلها "سايمون كير"، أن السعودية خططت لاستخدام القوة الناعمة المتمثلة في الفضائيات الإخبارية والترفيهية وحقوق بث المباريات الرياضية، بالتعاون مع حليفتها، الإمارات، بعد تشكل نظام عربي جديد في المرحلة ما بعد 2011.

وأوضحت الصحيفة أن "إم بي سي" ستستعين بخدمات المدير التنفيذي لشركة "هولو"، "يوهانيس لارتشر"، لتوسيع خدمات الفيديو بالطلب، المعروفة باسم "شاهد نت".

وبدأت "إم بي سي" مركزا للإنتاج واستديوهات، وشرعت في العمل على أفلام وبرامج لتغذية الخدمة، وتخطط للاستحواذ على محتويات من أماكن أخرى في العالم.

وأشار التقرير إلى أن تلك الخطوة تأتي في وقت لا تزال فيه تداعيات مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" مستمرة؛ حيث خلصت الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى أن ولي العهد "محمد بن سلمان" أمر بقتله، وأثرت الجريمة على سمعته، حيث حاول تقديم نفسه إلى الغرب كمصلح.

وقال إن القوة الناعمة السعودية ظهرت، خلال الأيام الماضية، عندما قررت "نتفلكس"، بناءً على طلب من حكومة الرياض، حذف حلقة من برنامج الكوميدي المسلم "حسن منهاج"، "باتريوت آكت"، وهي الحلقة التي خصصت لانتقاد "بن سلمان".

وقدمت السعودية 11 سعوديا للمحاكمة بقضية مقتل "خاشقجي"، وأنكرت أن يكون "بن سلمان" متورطا في الجريمة.

وسيطرت السلطات السعودية على معظم أسهم "إم بي سي" التي تمتلك نحو 140 مليون مشاهد في المنطقة، وذلك بعد اعتقال مديرها "وليد الإبراهيم"، في الحملة التي أطلق عليها "مكافحة الفساد" في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 وسجن فيها أمراء ورجال أعمال بفندق "ريتز كارلتون" في الرياض.

وبعد إطلاق سراحه، احتفظ "الإبراهيم" بنسبة 40% من أسهم الشركة ودور رمزي في إدارتها، أما بقية الأسهم فقد تم تحويلها إلى شركة فرعية تحت سيطرة وزارة المالية السعودية.

وتم إنشاء "إم بي سي" في عام 1991 وظلت بعيدة عن سيطرة الحكومة، وبثت برامج منفتحة لا يقوم التلفزيون الرسمي السعودي، عادة ببثها داخل حدود البلاد، لكنها ظلت ضمن الإطار العائلي.

وقال واحد من المطلعين على خطط "إم بي سي" إن المعايير المتبعة في بث القناة ستطبق على خدمة "شاهد نت".

وترى الصحيفة أن السعودية حاولت استخدام قدراتها المالية في الإعلام العربي، وتشكيل الخطاب في منطقة مضطربة؛ حيث اصطفت الرياض وأبوظبي وفرضتا حصارا على قطر بزعم دعمها الإسلام السياسي عبر قناة "الجزيرة".

وأشارت الصحيفة إلى أن شركة الأبحاث والتسويق التي تملكها عائلة الملك "سلمان" وافقت على مبادرة مشتركة مع "بلومبرغ" والبدء في خدمة "بلومبرغ الشرق"، إلا أن هناك تكهنات تدور حول مصير الإتفاق بعد مقتل "خاشقجي".

وعين مدير مشروع "بلومبرغ الشرق"، "نبيل الخطيب"، الأسبوع الماضي، كمدير عام لشبكة "العربية"، وحل محل "تركي الدخيل".

وتأمل "إم بي سي" أن يكون تقدمها في مجال الترفيه التلفازي في العالم العربي سيساعدها على منافسة وتحدي سيطرة "نتفلكس" على السوق العربي ومواجهة خدمات بث حي أخرى مثل "ستارزي بلي" و"وافو" و"أمازون".

وبلغ عدد مستخدمي خدمة "شاهد نت" العام الماضي 72 مليون، بمن فيهم 600 ألف مشترك في خدماتها المميزة.

وتوسعت "نتفلكس" في الشرق الأوسط، ولديها قاعدة من 1.7 مليون مشترك حول العالم العربي، حسب تقديرات "سايمون موراي" في "ديجيتال تي في ريسيرتش".

وقال "موراي": "هناك منافسة قوية في العالم العربي ولكن نتفلكس متميزة لجاذبيتها الدولية والمحتوى الأصلي".

وبالنسبة لإيران، أشارت الصحيفة إلى أن مستثمرين سعوديين أنشأوا قناة إخبارية باللغة الفارسية، تدعى "إيران انترناشونال".

ويشك المسؤولون الإيرانيون أن القناة مدعومة من السعوديين، وأنها جزء من الحرب الإعلامية المتصاعدة في المنطقة، لكن متحدثا باسم "إيران انترناشونال" نفى تلقيها دعما من أية دولة.

  كلمات مفتاحية

السعودية قطر إيران نتفلكس إم بي سي حرب إعلامية قوة ناعمة

غضب واسع من فيلم أطلقته نتفليكس حول المسيح