هاجمت نائبة برلمانية مصرية مناهج جامعة الأزهر الشريف، باعتبارها تحتوي على تمجيد لتاريخ جماعة الإخوان المسلمين المعارضة، وشخصيات تنتمي إلى الجماعة صدرت بشأنها أحكام قضائية على خلفية الانضمام إلى جماعات تهدد الأمن والاستقرار في مصر.

جاء ذلك في طلب إحاطة برلماني تقدمت به النائبة المصرية "غادة عجمي"، الأربعاء، إلى رئيس الوزراء، "مصطفى مدبولي".

وبررت "غادة" هجومها بأن الكتب المدرسة في كليات شرعية بجامعة الأزهر احتوت على إشادة بالشيخ الدكتور "يوسف القرضاوي"، وكتاب في ظلال القرآن لمؤلفه "سيد قطب"، وآخرين من مرجعيات الجماعة.

وقالت "غادة" إن "كتبا ومقررات تدرس في جامعة الأزهر تحتوي على مضامين إخوانية تعادي الدولة المصرية، وتخالف الإسلام الوسطي الذي يقوده الأزهر"، على حد تعبيرها.

ولفتت إلى أن "هذه الكتب مقررة في 14 كلية بالجامعة، بينها كلية أصول الدين، وكلية الدراسات الإسلامية والعربية".

واعتبرت النائبة أن "تدريس هذه المناهج يتناقض مع خطوات مواجهة الفكر المتطرف، وتولت تأليفها قيادات جماعة الإخوان التي تستهدف خراب الدولة المصرية"، على حد قولها، مطالبة رئيس الحكومة بضرورة إفادة مجلس النواب بخطوات مواجهة انتشار الكتب والمؤلفات التي تدعو إلى الأفكار المتطرفة.

واستعرضت "غادة" بعضا من هذه الكتب، ومنها "الدعوة الإسلامية في العصر الحديث" لمؤلفه الدكتور "بكر زكي عوض"، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية المتفرغ بكلية أصول الدين، حيث قال إن الكتاب يمدح جماعة "الإخوان"، ويهاجم الرئيس الراحل "جمال عبدالناصر"، وعدد من قيادات الدولة والأزهر الذين وقفوا ضد فكر الجماعة.

كما استشهدت بكتاب "وسائل تبليغ الدعوة" الذي يدرس في كليات أصول الدين، لمؤلفه الدكتور "عبدالرحمن جبرة"، أستاذ الدعوة بكلية أصول الدين بالقاهرة، وتضمنه مدحاً في الدكتور "يوسف القرضاوي".

وكذلك كتاب "النظم الإسلامية" الذي وضعه الدكتور "مصطفى سمك" والدكتور "حسن عبدالرؤوف" والدكتور "أحمد حسن غنيم"، والذي ينقل عن كتاب "في ظلال القرآن" للقيادي الإخواني الراحل "سيد قطب".

وأوردت أيضا كتاب "مناهج الدعوة" الذي يدرس في كليات أصول الدين، وألف جزءا كبيرا منه الدكتور "يسري محمد هاني"، أحد أقطاب جماعة الإخوان، والفائز بعضوية البرلمان لفترتين متتاليتين في عهد الرئيس الأسبق "حسني مبارك".

وتأتي مهاجمة "غادة" للأزهر ضمن حملة يشنها مقربون من النظام المصري على المؤسسة الدينية الرسمية، في إطار صراع تخوضه الرئاسة المصرية مع الأزهر بهدف الضغط عليه لاتخاذ قرارات تجديد الخطاب الديني، وهي الإجراءات التي يراها الأزهر تفريطا في الثوابت الإسلامية.