إسرائيل تخترق نتفليكس للترويج للتطبيع مع العرب

الأحد 13 يناير 2019 12:01 م

نجحت (إسرائيل) مؤخرا، في اختراق مجال بث دعايتها الإعلامية ومحاولة كسب التعاطف على مستوى الرأي العام العالمي، عبر خدمة "نتفليكس" التلفزيونية.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، إن محتويات إسرائيلية أضيفت بصمت وهدوء إلى خدمات "نتفليكس"، من بينها أعمال درامية، تشكل ترويجا مباشرا وغير مسبوق للاحتلال الإسرائيلي.

وأشادت الصحيفة، بهذه الخطوة، واعتبرتها نجاحا لـ(إسرائيل) في الوصول إلى منبر عالمي جديد من أجل الترويج لدعايتها.

ولدى خدمة "نتفليكس" أكثر من 130 مليون مشترك في مختلف أنحاء العالم، وهي عبارة عن خدمة تلفزيونية تبث على الإنترنت وتشبه خدمات "يوتيوب"، إلا أنها تتميز بالتقنية الأعلى وأنها تتضمن العديد من البرامج الحصرية والمسلسلات والأفلام التي تحظى بمشاهدات عالية.

ولعل أخطر ما في هذا المنبر، هو أنه موجود داخل المنازل وبين أيدي العائلات والأطفال، وهي فرصة لم يسبق أن أتيحت لـ(إسرائيل) ودعايتها من قبل، حسب صحيفة "القدس العربي".

وحسب المعلومات التي نشرتها "جيروزاليم بوست"، فإن "نتفليكس" أضافت محتوى إسرائيليا جديدا، وبدأت ببثه حول العالم بعدد من اللغات، ومن بينها مسلسل "عندما يطير الأبطال"، و"هاشتور هاتوف"، وفيلم "صانع الكعك"، وهي جميعها أعمال درامية إسرائيلية تهدف إلى كسب التعاطف مع الإسرائيليين، وإظهار جوانبهم الإنسانية.

ترويج للتطبيع

من جانبه، حذر الصحفي المصري المتخصص بالإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي "أحمد عاشور"، من خطورة ما تقوم به "نتفليكس"، وكيف تقوم بتوجيه هذه الأفلام والمسلسلات العبرية للجمهور العربي في منطقة الشرق الأوسط.

وقال إن "هذا مؤشر واضح على أن الأمر مقصود، ويُراد منه تطبيع العقل العربي مع (إسرائيل)".

وكتب "عاشور"، عددا من التغريدات عبر حسابه على "تويتر" نبه فيها إلى ما تفعله الشركة الأمريكية، حيث قال إن "حماسة نتفليكس لليبرالية والتوجيه السياسي تفوق حب (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب للمال، وأقوى من شهية (مؤسس فيسبوك مارك) زوكربيرغ لاختراق الخصوصيات.. ليبرالية متشددة تزايد على أعتى الديمقراطيين".

وأضاف: "قوة نتفليكس تكمن في خطتها لإنتاج 90 فيلما سنويا (55 روائيا والبقية وثائقي ورسوم متحركة)، ومستعدة لتمويل أفلام الانتاجات الكبرى (Blockbusters) بميزانيات تصل إلى 200 مليون دولار للفيلم الواحد منها.. وفي المقابل فإن أي شركة في هوليوود لا تنتج سنويا أكثر من 30 فيلما"، في إشارة إلى أنها قد تصبح أقوى وأهم من "هوليوود" برمتها في التأثير بالرأي العام العالمي.

وأشار "عاشور"، إلى أنه "يدخل جيب نتفليكس شهريا حوالي مليار ونصف المليار دولار من الاشتراكات، هذا عدا بيعها لحقوق عرض مسلسلاتها وأفلامها لمحطات تلفزيونية".

وشرح الصحفي المصري المتخصص خطورة "نتفليكس" بالقول: "التخوف من سيطرة نتفليكس هو تخوفنا من فكرة المنصة الواحدة.. أن يظهر لنا وحش فيسبوك جديد يلتهم الإنتاج الترفيهي كما التهم فيسبوك التواصل الاجتماعي ووضع قوانينه الظالمة محولا سلطة التواصل لجيب ورأي شخص واحد".

وتابع: "تعرضت نتفليكس الموجهة للشرق الأوسط لشهداء فلسطين ووصفتهم في فيلم من إنتاجها بأبشع الصفات الكاذبة وعرضت معلومات مغلوطة من وجهة نظر إسرائيلية متطرفة".

وحسب "عاشور"، ففي مسلسل آخر موجه للشرق الأوسط، ويتم عرضه على الجمهور العربي، تحدثت "نتفليكس" عن "بطولات" قوات النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.. بطولاتهم في قتل أصحاب الأرض!".

ولا توجد إحصاءات دقيقة أو واضحة عن أعداد المشتركين في خدمات "نتفليكس"، في دول الخليج أو منطقة الشرق الأوسط، لكن المؤكد أن الأعداد كبيرة، وأن الخدمة تلقى رواجا متزايدا وتستقطب أعدادا أكبر من الزبائن بشكل يومي.

وتعاني (إسرائيل) منذ سنوات من تدهور في سمعتها على المستوى العالمي، خاصة في أعقاب الحروب الثلاثة التي شنتها ضد قطاع غزة والتي كان أغلب ضحاياها من النساء والأطفال، فيما كانت المفاجأة أن الشارع في العواصم الأوروبية كان يشهد احتجاجات شعبية كبيرة وواسعة ضد العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف الفلسطينيين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نتفليكس إسرائيل تطبيع تحسين صورة

و.بوست: الموساد يستغل نتفليكس وأخواتها لتجنيد الجواسيس

حملة إسرائيلية ضد نتفليكس لعرضها أفلاما تتبنى الرواية الفلسطينية