قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرسالة الأساسية لجولة وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" الأخيرة في المنطقة، هي حشد ناتو عربي لمواجهة إيران، معددة التهديدات التي تجعل هذا الهدف ليس أكثر من مهمة "مستحيلة".
وتحت عنوان "جولة مايك بومبيو المعادية لإيران تواجه معوقات في الشرق الأوسط العنيد"، نشرت الصحيفة الأمريكية، الإثنين، تقريرا جاء فيه إن الجولة التي تضمنت ثماني دول في أسبوع وحد، حمل خلالها "بومبيو" رسالة واحدة، هي "الحاجة لمواجهة التهديد الأعظم على الشرق الأوسط، وهو النظام الإيراني وحملاته الإرهابية والتدميرية” كما وضح في خطابه الذي ألقاه الخميس في العاصمة المصرية القاهرة.
وخلصت الصحيفة إلى أنه من عاصمة إلى عاصمة ولقاء بعد لقاء مع الملوك والأمراء والرؤساء، قد كان هدف "بومبيو" الرئيسي دفع الدول العربية للعمل معا والحد من التأثير الإيراني في المنطقة والتصدي للميليشيات التي تدعمها إيران.
ومع نهاية الجولة يوم الإثنين فليس من الواضح إن كان قد حقق أي تقدم واضح على هذه الجبهة، خاصة أن التحديات على هذه الجبهة ضخمة.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين ومحللين في المنطقة قولهم إنه من الصعوبة بمكان دفع الدول العربية العمل معا ضد إيران وسياساتها بسبب تعقد العلاقات في المنطقة، فالميليشيات التي ترعاها إيران بالمنطقة تتراوح حجما وقوة من مكان لآخر، فـ"حزب الله" يعد كتلة مؤثرة في الحكومة فيما تعمل الميليشيات المسلحة في سوريا على أكثر من جبهة في محاور الحرب. وفي الجنوب العراقي الغني بالنفط تتمتع هذه الميليشيات بتأثير لا ينافسها عليه أحد.
وفوق كل هذا لم يقدم "بومبيو" أي توضيح حول كيفية القيام بمهمة التصدي لإيران، فعندما سئل يوم الإثنين عن الطريقة التي ستواجه فيها الدول العربية إيران لم يقدم أي توضيح سوى قوله إن إيران تهدف للسيطرة على خمس عواصم عربية. في إشارة إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن وإيران نفسها.
المهمة المستحيلة
ويستلزم إنشاء تحالف عربي "ناتو"، حل عدد من المشاكل السياسية والعسكرية والاقتصادية بين الدول العربية، بحسب نائب مدير مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي، "مروان المعشر"، الذي نقلت عنه الصحيفة قوله: "لو تحدثت عن التنسيق (بين الدول العربية) في مجالات معينة فهو موجود، ولكن إن أردنا الحيث عن تحالف عسكري أو ناتو عربي فأعتقد أنه غير عملي، خاصة أن العناصر ليست متوفرة".
وذكر عدة أسباب تقف ضد الفكرة منها الخلافات بين الدول نفسها مثل السعودية وقطر، وعدم القدرة على دمج الجيوش العربية، وغياب بنية القيادة الموحدة، والتباين في تعامل الدول العربية مع التهديد الإيراني.
وأضاف: "لا تنظر الدول العربية لإيران بنفس الطريقة، فضلا عن المشاركة في تحالف عسكري. ولا أعتقد أن هذه فكرة ستحظى بدعم بين الدول باستثناء السعودية".
وتقود السعودية والإمارات العربية المتحدة الحملة ضد إيران، إلا أن دولا مثل مصر والأردن تتعامل مع إيران كعدو، ولكنه عدو لا يمثل تهديدا مباشرا، ما يجعلهما تترددان في المشاركة في مواجهة مباشرة ضد إيران.
وينسحب الأمر على دول الخليج الصغيرة مثل البحرين والكويت وعمان وقطر، والتي تحافظ على علاقات دبلوماسية مع إيران وستتردد في المشاركة بأي عمل عدواني ضدها.
أما العراق فتربطها علاقات دينية وثقافية واقتصادية مع إيران.
وطالب "ترامب" القادة العراقيين بقطع علاقاتهم الاقتصادية مع طهران على أن تقدم لهم الدول العربية المساعدة، وهي نفس رسالة "بومبيو"، الذي قال: "هناك عدة طرق اقتصادية لمساعدة العراق للوقوف على قدميه بشكل يسمح له استقلالية وسيادة أكثر".
وفي الوقت الذي اتخذت فيه الحكومة العراقية خطوات لتخفيف العلاقة مع طهران، إلا أنها قاومت أي محاولة لجعلها جزءا من حملة للهجوم على دولة أخرى، كما قال "عادل عبد المهدي"، رئيس الوزراء العراقي.
