تقرير: سواء فاز ترامب أو بايدن.. واشنطن تخلت عن مبادرتها لتشكيل ناتو عربي

الأحد 1 نوفمبر 2020 04:10 ص

توقع باحث أمريكي بارز أن تتخلي الإدارة الأمريكية المقبلة، أيا كانت ديمقراطية برئاسة "جو بايدن" أو جمهورية برئاسة "دونالد ترامب" عن مسألة إنشاء التحالف الاستراتيجي لدول الشرق الأوسط MESA أو ما عرف باسم "الناتو العربي" بعد خيبة أمل واشنطن بسبب الاختلافات والتباينات بين الدول أعضاء الحلف المفترض، لاسيما الدول الخليجية.

وقال "كريستيان كوتس أولريخسن"، الباحث الزميل في قضايا الشرق الأوسط بمعهد بيكر للسياسات العامة بجامعة رايس، والزميل المشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "تشاتام هاوس"، إن إدارة "ترامب" كافحت من أجل تأسيس "الناتو العربي" ليكون كيانا جامعا لدول الخليج، بالإضافة إلى مصر والأردن، لمواجهة إيران بشكل أساسي، لكن التباينات حول أنشطة الحلف واختصاصاته أحبطت واشنطن، لاسيما بعد أن انسحبت مصر منه في أبريل/نيسان 2019.

وأشار إلى أن الرغبة الأمريكية، عند الجمهوريين والديمقراطيين، في تقليل التواجد العسكري الأمريكي المباشر في الشرق الأوسط كان هو السبب الرئيسي لسعي واشنطن لإنشاء هذا الحلف، لكن الأمور تسارعت عكس ما كانت تريد الإدارة الأمريكية، فكان الحصار المفروض على قطر من قبل بعض جيرانها الخليجيين أول العقبات.

وفي حين تصور المسؤولون الأمريكيون بأن مشروع MESA سيتكون من مسارات متعددة تغطي الحوكمة والاقتصاد والطاقة بالإضافة إلى القضايا الأمنية، رأى السعوديون والإماراتيون أنه يجب ان يكون حلفا أمنيا فقط، وهو ما أثار مخاوف دول مثل الكويت وسلطنة عمان من الهيمنة السعودية والإماراتية المتوقعة.

كما كانت هناك درجة من الشك في عواصم الخليج من أن المسارات الاقتصادية والطاقة للحلف المفترض قد تتطلب منهم تقديم دعم مالي مستدام لمصر والأردن.

وأوضح "أولريخسن" أن الإدارة الأمريكية عكفت، عوضا عن ذلك، في صياغة حوارات ثنائية منفردة مع كل دولة من حلفائها بالخليج، لتثار الأسئلة حول مصير "الناتو العربي"، وتظهر فرضية أنه تم إحالة مسألة هذا الحلف إلى أحد الأركان لترقد في هدوء.

بدأت الولايات المتحدة أول حوار استراتيجي لها مع قطر، عام 2018، بعد سنة واحدة من إعلان الحصار على الدوحة، وبعد صدمة القطريين "حتى النخاع" من موقف إدارة "ترامب" في البداية، عندما انحازت إلى موقف دول الحصار، واستجاب القطريون على الفور لإصلاح العلاقات وتعزيزها عبر الطيف السياسي والعسكري للولايات المتحدة وكانت النتيجة حوارًا سنويا في واشنطن في 14 سبتمبر/أيلول.

وعلى مستوى الحوارات الثنائية بين الولايات المتحدة وكل من الإمارات والبحرين، فقد أفرز الأمر عن توقيع "اتفاقيات إبراهام" لتطبيع العلاقات بين هاتين الدولتين وإسرائيل.

وعن هذا التطور وعلاقته بـ"الناتو العربي"، قال الباحث إن "كريستين فونتينروز"، المدير الأول للشؤون الخليجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض سابقا، والتي لعبت دورا رئيسيا في  الصياغة الأولية لأجندة "الناتو العربي"، توقعت، بعد توقيع اتفاقيات التطبيع الإماراتية البحرينية الإسرائيلية، أن يتم إعادة إحياء الحلف، وضم اسرائيل إليه، مما قد يشكل حائلا أمام قطر للانضمام بأريحية إلى الحلف.

وبدلا من هذا، دفعت واشنطن إلى تصنيف قطر كحليف رئيسي لحلف "الناتو" من خارجع، كخطوة تعويضية للدوحة لتغطي إمكانية غيابها عن الحلف بشكله الجديد.

لكنن رغم تلك التوقعات، يرى "كريستيان كوتس أولريخسن" أن الانقسامات الحادة بين أعضاء "الناتو العربي"، والمستمرة حتى الآن، جعلت الأمريكيين يعطون الأولوية مجددل للحوارات الثنائية على حدة مع كل دولة، كما يتضح من عقد حوارات مع السعودية والإمارات في 14 و 20 أكتوبر/تشرين الأول على التوالي.

ويختم الباحث الأمريكي تحليله قائلا إنه على الرغم من أن إدارة "بايدن" ستعكس على الأرجح دعما أكبر للتعددية في صنع السياسة الخارجية للولايات المتحدة، فإن احتمالات مثل هذه الأساليب تبدو قاتمة طالما ظلت دول الخليج والشركاء الإقليميين الآخرين غير قادرين على سد الخلافات التي ظهرت ولا تزال مستمرة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة دول الخليج الناتو العربي حلف حصار قطر الأزمة الخليجية

ن. تايمز: مهمة بومبيو لحشد ناتو عربي ضد إيران مهددة