أوبك تتجنب التخمة قبل بدء سريان اتفاق النفط الجديد

الخميس 17 يناير 2019 08:01 ص

قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" الخميس إنها خفضت إنتاج النفط بشدة الشهر الماضي، قبل بدء سريان الاتفاق الجديد لكبح الإمدادات، بما يشير إلى أن المنتجين تمكنوا من تحقيق بداية قوية لتجنب تخمة في المعروض في 2019، بينما يكبح تباطؤ اقتصادي الطلب على الخام.

وحسب التقرير الشهري للمنظمة فقد تقلص إنتاجها النفطي في ديسمبر/كانون الأول بمقدار 751 ألف برميل يوميا على أساس شهري إلى 31.58 مليون برميل يوميا، وهو أكبر هبوط على أساس شهري في نحو عامين.

وفي الشهر الماضي، اتفقت "أوبك" وحلفاؤها، بمن فيهم روسيا، على العودة إلى خفض الإنتاج في 2019. 

وتعهدوا بتقليص الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا. ويبلغ نصيب أوبك من هذا الخفض 800 ألف برميل يوميا.

ويعني الخفض المسجل في ديسمبر/كانون الأول أنه إذا تم تطبيق الاتفاق الجديد لخفض إنتاج النفط من أول يناير/كانون الثاني الجاري بشكل كامل فستتفادى فائضا قد يتسبب في ضعف الأسعار.

ونزل سعر النفط من 86 دولارا للبرميل في أكتوبر/تشرين الأول إلى أقل من 50 دولارا في الشهر التالي، بفعل مخاوف بشأن فائض الإمدادات.

وتتوقع "أوبك" أن يتباطأ نمو الطلب العالمي على النفط هذا العام إلى 1.29 مليون برميل يوميا، مقابل 1.5 مليون في 2018، على الرغم من أنها باتت أكثر تفاؤلا بشأن المناخ الاقتصادي مقارنة مع الشهر الماضي، وتشير إلى تحسن المعنويات في سوق النفط التي ارتفعت فيها الأسعار مجددا فوق 60 دولارا للبرميل.

وقالت المنظمة "في حين تظل المخاطر الاقتصادية تميل إلى الاتجاه النزولي، فمن المتوقع أن يؤدي احتمال تقليص وتيرة التشديد النقدي إلى إبطاء الاتجاه النزولي للنمو الاقتصادي في 2019".

وأضافت "انعكس هذا في الآونة الأخيرة على أسواق المال العالمية. التأثير الإيجابي على معنويات السوق تجلى أيضا في سوق النفط".

ويمثل خفض الإمدادات تغييرا في سياسة الإنتاج بعد أن اتفق تحالف المنتجين المعروف باسم "أوبك+" في يونيو/حزيران 2018 على زيادة الإمدادات وسط ضغوط من الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لخفض الأسعار وتعويض نقص متوقع في الصادرات الإيرانية.

لكن "أوبك" غيرت مسارها بعد بدء انخفاض الأسعار في أكتوبر/تشرين الأول. وأدت تخفيضات سابقة للإمدادات بدأت في يناير/كانون الثاني 2017، حين تراجع إنتاجها 890 ألف برميل يوميا، إلى التخلص من تخمة تراكمت في 2014-2016.

وفي مؤشر على استمرار وجود فائض في الإمدادات، أظهر التقرير الصادر عن أمانة المنظمة ان مخزونات النفط في الاقتصادات المتقدمة ظلت فوق متوسط خمس سنوات في نوفمبر/تشرين الثاني.

وأظهر مسح مرفق بالتقرير الشهري لـ"أوبك" أن أكبر انخفاض في إمداداتها الشهر الماضي جاء من السعودية وبلغ 468 ألف برميل يوميا، بعد أن كان قد سجل مستوى قياسيا مرتفعا عند أكثر من 11 مليون برميل يوميا، بعد أن طلب "ترامب" ضخ المزيد من النفط.

وأبلغت السعودية "أوبك" أنها خفضت الإمدادات إلى 10.64 مليون برميل يوميا في ديسمبر/كانون الأول، وقالت إنها تخطط لتعزيز الخفض في يناير/كانون الثاني عبر تنفيذ تقليص أكبر من المطلوب بموجب اتفاق "أوبك+".

وتمثل ثاني أكبر انخفاض في الإنتاج في تراجع غير طوعي في ليبيا، حيث أدت اضطرابات إلى إغلاق أكبر حقل نفطي في البلاد. وسجل إنتاج إيران ثالث أكبر انخفاض، وهو غير طوعي أيضا، إذ تثبط العقوبات الأمريكية على طهران التي بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني الشركات عن شراء نفط إيران.

وإيران وليبيا وفنزويلا معفيات من اتفاق خفض الإنتاج لعام 2019، ويتوقع عدد من المحللين أن تسجل الدول الثلاث انخفاضات أخرى، لتمنح دفعة للمسعى الطوعي للمنتجين الآخرين.

وقالت "أوبك" في التقرير ان الطلب على نفطها في 2019 سيتراجع إلى 30.83 مليون برميل يوميا بانخفاض قدره 910 آلاف برميل يوميا مقارنة مع 2018، مع ضخ المنافسين كميات أكبر وفي ظل التباطؤ الاقتصادي الذي يحد من الطلب.

ويعني تنفيذ المنظمة لخفض قدره 800 ألف برميل يوميا من مستويات ديسمبر/كانون الأول أنها ستضخ كميات تقل قليلا عن مستوى الطلب المتوقع على نفطها هذا العام، وبالتالي ستتفادى فائضا في المعروض.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

أوبك النفط اتفاق جديد لكبح الإمدادات