لماذا يتجاهل العالم الإسلامي حماية مسلمي الإيغور؟

الأحد 20 يناير 2019 07:01 ص

سلطت صحيفة "صانداي تلغراف" البريطانية، الضوء على حالة الصمت المطبق لحكومات الدول الإسلامية إزاء ما تقوم به الصين من عمليات قمع ممنهجة بحق مسلمي الإيغور.

وتساءلت الصحيفة في تقرير إذا ما كانت بكين قد نجحت في ردع تلك الدول عبر الاستثمارات الصينية، للتعبير عن غضبها بشأن الانتهاكات الصينية، في الوقت الذي أدانتها الكثير من الدول الغربية مثل كندا وفرنسا وألمانيا.

واستشهدت الصحيفة بالجواب المتردد الذي قاله رئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان"، عندما سئل الشهر الماضي، عن السبب وراء صمته لما يتعرض له المسلمون في الصين من قمع واعتقالات جماعية.

وأشارت إلى "خان"، لاعب الكريكيت الدولي السابق، وقالت إنه مطلع على الوضع في إقليم شينغيانغ الصيني.

وأضاف "خان"، أنه ليس لديه أي فكرة عن السجون الجماعية التي احتجزت فيها سلطات الإقليم مئات الآلاف من مسلمي أقلية الإيغور، بحجة أنها معسكرات تعليمية أو تربوية.

وأكد "خان" أنه حتى لو كان الأمر كذلك (قمع واعتقالات تمارسها بكين)، فلن ينتقد السلطات الصينية علناً بل كان سيطرح الموضوع مع المسؤولين الصينيين في أحاديثه الخاصة "لأن الصينيين يعملون هكذا".

وترى الصحيفة أن صمت "خان" مع ما يجري لمسلمي الإيغور يتناقض مع لجهته الحادة والعلنية ضد ما تعرض له مسلمو الروهينغا في بورما.  

غير أن الموقف من قبل "خان" لا يدهش المجتمع الإيغوري الذي يعيش في باكستان ولدى أفراده عائلات وأصدقاء يعانون في المعتقلات عبر الحدود.

ويقول "عبدالرحيم"، صاحب محل حرير في روالنبدي: "تقدم لنا الصين مليارات الدولارات ولو أصبحنا مديونين لها فماذا سنفعل؟".

 وقال الرجل البالغ من العمر 52 عاماً، إن الصين تشن حربًا على الثقافة الإيغورية وتريد سحقها، وأن الكثير من أصدقائه قد اختفوا، ولكن باكستان لا تريد الانتقاد خوفاً من إغضاب حليف، "لا نستطيع مواجهة الصين".

وقدرت الأمم المتحدة أن هناك حوالي مليون مسلم إيغوري، من العرقية التركية قد اختفوا في معتقلات تقول الصين إنها من أجل إعادة تعليمهم.

وفي الوقت الذي أثارت فيه السياسات الصينية شجباً في الغرب، وتخطط الولايات المتحدة لفرض عقوبات على مسؤولين لهم علاقة بالسياسات القمعية، اتسم رد حلفاء أمريكا في العالم الإسلامي بالخفوت.

وقالت مديرة مكتب الصين في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، "صوفي ريتشاردسون"، إن الصين تستخدم نفوذها الدبلوماسي وقدراتها المالية لإسكات أي نقد.

وتنكر الصين الاتهامات وتقول إن المسلمين لا يرسلون لمعسكرات اعتقال، لكن إلى مراكز تدريب مهني من أجل إبعادهم عن التطرف.

وذكرت "ريتشاردسون" أن الصين تستثمر الكثير من المال في هذه الدول، ولهذا تخشى خسارتها حالة انتقدت السلطات الصينية.

وتعتبر باكستان في جوهر خطة الصين إحياء طريق الحرير القديم في المبادرة التي تعرف باسم "الطريق والحزام" والتي تشمل بناء سكك حديدية وموانئ، ووعدت الصين باستثمار 46 مليار دولار في باكستان.

وفي السياق ذاته لم تحاول تركيا توسيع نقدها للسياسات التي تقوم بها الصين، خاصة أن بكين ضخت مليارات الدولارات في اقتصادها المضطرب.

المصدر | الخليج الجديد +القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الصين العالم الإسلامي الإيغور انتهاكات معسكرات اعتقال

إنسايد أرابيا: لماذا تراجعت قطر عن دعم سياسات الصين في شينجيانج؟