رهف القنون توجه رسالة للسعوديين: أولادكم ليسوا ملكا لكم

الثلاثاء 22 يناير 2019 07:01 ص

نشرت الفتاة السعودية الهاربة من عائلتها "رهف محمد القنون"، تغريدة بدت كرسالة نصح إلى العائلات في المملكة، ترفض فيها ثقافة "امتلاك" الآباء والأمهات لأبنائهم، ما أثار ردود أفعال متباينة بين مؤيد ومعارض.

وتضمنت التغريدة نصا من من كتاب "النبي" لـ "جبران خليل جبران"، الذي ألّفه الشاعر اللبناني بالإنجليزية ويضم 26 قصيدة نثرية وترجم إلى أكثر من 50 لغة.

واقتبست الفتاة السعودية نص "جبران" مغردة: "أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها. بكم يأتون إلى العالم، ولكن ليس منكم، ومع أنهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكا لكم".

وأضافت: "أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم، ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم؛ لأن لهم أفكارا خاصة بهم".

وبينما عبر العديد من المغردين عن دعمهم لـ"رهف" في مواجهة ما اعتبروها ثقافة أبوية متخلفة بالسعودية، استنكر آخرون إصرارها على تحدي عائلتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

واستشهد المنكرون بتغريدة سابقة للفتاة السعودية الهاربة، سخرت فيها من عائلتها قبل أيام، عبر نشر صورتين في حسابها على "سناب شات"، ظهرت في إحداها سيجارة ملفوفة مرفقة بتعليق: "تبخروا يالقنون تبخروا".

وفي السياق، اتهم مغردون "رهف" بالسرقة لأنها لم تذكر اسم الكتاب الذي اقتبست منه تغريدتها ولا صاحب الكلمات المقتبسة، حسب قولهم.

وفي المقابل، اعتبر مؤيدو التغريدة المواقف الساخطة إزاء "رهف" دليلا على أن تحررها أحرج أصحاب الثقافة الأبوية السائدة في المملكة.

وسبق للفتاة السعودية الهاربة من عائلتها أن نشرت صورة لها وهي تحمل كأسا من النبيذ الأحمر، أرفقتها برمز مشروب الخمر (إيموجي) الموجود في تطبيق "سناب شات"، وأخرى لوجبة إفطارها، المكونة من لحم الخنزير المقدد على الطريقة الكندية والبيض، والتي علقت عليها بالقول: "يا إلهي لحم الخنزير المقدد"، في إشارة إلى استمتاعها به.

وتلت صورة فطور "رهف" أخرى لتناولها القهوة في مقهى "ستاربكس"، تظهر فيها بفستان قصير جدا من الصوف، يظهر ساقيها عاريتين.

وحصلت "رهف القنون" على اللجوء في كندا بداعي تعرضها لـ "العنف والاضطهاد النفسي والكبت" حسب تعبيرها، فيما تبرأت عائلتها منها.

وأعربت المراهقة السعودية عن حزنها من البيان الذي نشرته عائلتها وتبرأت فيه منها، قائلة: "أحزنني أن تتبرأ عائلتي مني لمجرد أنني أردت أن أكون إنسانة مستقلة، وأنني هربت من عنفهم".

وكانت "رهف" قد تحصنت بغرفة فندق إقامتها بعاصمة تايلاند (بانكوك) بعدما أكدت أنها باتت معرضة للقتل في حال عودتها إلى بلادها؛ لأنها تعتزم التخلي عن الإسلام.

ودارت مفاوضات بينها وبين مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، انتهت بمنح كندا لها حق اللجوء، لتبدأ حياتها الجديدة في تورونتو.

وفي أول مؤتمر صحفي عقدته بعد الوصول لكندا، قالت "رهف": "سأعمل لسنوات قادمة على دعم حرية المرأة في جميع أنحاء العالم (..) ذات الحرية التي تمتعت بها في اليوم الأول لوصولي إلى كندا".

وأكدت الفتاة السعودية الهاربة أنها لم تكن حرة في اتخاذ قراراتها الخاصة بشأن التعليم والعمل والزواج، مضيفة: "اليوم يمكنني القول بفخر أنني قادرة على اتخاذ كل تلك القرارات".

ولفتت حالة "رهف" انتباه العالم إلى القواعد الاجتماعية الصارمة في السعودية بما في ذلك اشتراط حصول المرأة على إذن وليها للسفر، وهو أمر تقول جماعات حقوقية إنه قد يبقي النساء والفتيات سجينات لدى عائلات تسيء معاملتهن.

وتأتي موافقة كندا على استقبال "رهف" في وقت حساس بالنسبة للعلاقات السعودية الكندية، بعد أن جمدت المملكة العام الماضي كل استثماراتها الجديدة مع كندا إثر تغريدة نشرها السفير الكندي في الرياض، دعا فيها إلى الإفراج الفوري عن الحقوقيين المعتقلين بالمملكة.

  كلمات مفتاحية

رهف محمد القنون السعودية كندا جبران خليل جبران تايلاند

على خطى رهف.. تسجيل منسوب لكويتية تطلب اللجوء لألمانيا

الشتات السعودي.. لماذا يخاف بن سلمان من اللاجئين الفارين من السعودية؟