كشف تقرير صادر من مركز دبي للإحصاء، الثلاثاء، عن تحول معدل التضخم في الإمارة إلى المستوى السالب للمرة الأولى منذ يناير/كانون الثاني 2013، وذلك بعد أن وصل في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى نحو 0.4%- ، وذلك مقارنة بـ0.5% في نوفمبر/تشرين الثاني الذي سبقه.

وبحسب بيانات المركز، الذي يمثل المصدر الرسمي للبيانات الإحصائية بالإمارة، فقد سجل الرقم القياسي للتضخم انخفاضا إلى 108.9 نقاط خلال ديسمبر/كانون الأول 2018 مقارنة بـ109.3 نقاط خلال نفس الفترة من العام الذي سبقه.

والتضخم السلبي حالة اقتصادية غير متوازنة تدل على تراجع فى النشاط الاقتصادى بشكل ملحوظ إلى حد قد يصل إلى الركود، وبالتالى تراجع كبير فى أسعار السلع والخدمات وانحسار التضخم ليكون أقل من الصفر.

ولذا يعتبر كثير من الاقتصاديين معدلات التضخم السالبة مؤشرا غير جيد وجرس إنذار، خاصة فى ظل ما يتسبب به من زيادة فى القيمة الحقيقية للديون بالدولة.

وتشير بعض المحركات التقليدية للنمو في دبي إلى افتقاد الإمارة لقوة دفع سبق أن تميزت بها، إذ انخفض نمو حركة الركاب عبر مطار دبي الدولي إلى قرب الصفر هذا العام، بعد 15 عاما من الزيادات القوية.

ويؤشر ذلك إلى احتمال إضعاف رحلات الطيران طويلة المدى بشكل متزايد لهيمنة دبي كمركز للسفر يربط آسيا بأوروبا.

وأظهرت العديد من تقارير وسائل الإعلام الغربية تأثرا سلبيا لدبي إزاء القرارات السياسية الصادرة عن إمارة أبوظبي وتدخلاتها الإقليمية التي خلقت مشاعر العداء لدولة الإمارات لدى الملايين في العالم بشكل عام وفي المنطقة العربية والإسلامية بشكل خاص.

ونشرت قناة "فيجوال بوليتكس" على "يوتيوب" مقطع فيديو يوثق هذا التأثير، مؤكدة أن إمارة دبي لم تكن بأحسن أحوالها الاقتصادية في عام 2018.

وذكرت القناة أن المؤشرات الاقتصادية في دبي انخفضت بشكل كبير، وأن نحو نصف البنايات الكبيرة والأبراج لا تجد من يشغلها، مشيرة إلى أن بعض الشركات أصبحت مدينة، خاصة تلك التي تعمل في مجال المدن الترفيهية؛ لأن عدد الزبائن لم يعد كالسابق.

واعتبرت "فيجوال بوليتكس" حصار قطر أحد أهم قرارات أبوظبي تأثيرا على اقتصاد دبي، التي طالما كانت شريكا اقتصاديا قويا للدوحة، مشيرة إلى أن "تحول القطريين إلى أماكن أخرى أفقد دبي الكثير".

كما أن العقوبات المفروضة على إيران أفقدت دبي الكثير، لكونها إمارة غير نفطية، ما قلص الشحنات التجارية من دبي إلى إيران من أسبوعية إلى شهرية، الأمر الذي عزته القناة إلى القرارات السياسية الخاطئة، الصادرة من أبوظبي.