أكد أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" للرئيس السوداني "عمر البشير"، دعمه لوحدة واستقرار بلاده، وذلك خلال جلسة مباحثات ثنائية عقدت، الأربعاء، في الديوان الأميري بالعاصمة القطرية (الدوحة) وتناولت التطورات والتحديات التي تواجه عملية السلام في إقليم دارفور (غربي السودان) الذي مزقته الحرب.

وسبق لأمير قطر أن أعلن وقوف بلاده مع السودان وجاهزيتها لتقديم كل ما هو مطلوب؛ "لمساعدته على تجاوز المحنة"، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه مع "البشير"، الشهر الماضي.

من جهته، أوضح وزير الخارجية السوداني "الدرديري محمد أحمد" أن قطر تتولي حاليا تنشيط مبادرة دارفور من أجل تحقيق السلام في السودان، مؤكدا أن زيارة "البشير" لا علاقة لها بتطورات الاحتجاجات في السودان، ومشيرا إلى أن الزيارة كانت مقررة سابقا.

في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، أن الرئيس السوداني "أطلع أمير قطر على مستجدات الأوضاع والتحديات التي تواجهها بلاده".

وأعلنت الحكومة السودانية، مطلع شهر الجاري، تلقيها مساعدات من قطر و5 دول أخرى؛ بهدف مواجهة الأزمة الاقتصادية التي مثلت شرارة اندلاع مظاهرات احتجاجية منذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي وحتى وقت زيارة "البشير" للدوحة.

ويقدر حجم الاستثمارات القطرية في السودان بأكثر من 3.8 مليارات دولار أمريكي، حسب وزارة الاستثمار السودانية، وذلك إلى جانب مشروعات استثمارية أخرى لشركات تعمل في البنى التحتية.

وتعد تلك أول زيارة خارجية لـ"البشير" منذ اندلاع الاحتجاجات التي سقط إثرها أكثر من 26 قتيلا، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، وفق آخر الإحصائيات الحكومية، بينما أشارت إحصائيات غير رسمية إلى سقوط ما لا يقل عن 40 قتيلا.

وزيارة قطر هي الأولى ضمن جولة خليجية لـ "البشير"، ستشمل الكويت والإمارات؛ للحصول على دعم سياسي واقتصادي لحكومته يمكنها من تجاوز الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد.

فيما أشار بيان صادر عن رئاسة الجمهورية السودانية إلى أن الزيارة  تشمل "بحث العلاقات الثنائية، وجهود تعزيز السلام في إقليم دارفور، والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك".

ولعبت قطر دورا تاريخيا في عملية تحقيق السلام في دارفور السوداني، حيث عملت على إقامة عدد من المشاريع التنموية لأبناء الإقليم، وبناء قرى نموذجية للعائدين إليه.

ويعود النزاع في دارفور إلى فبراير/شباط 2003، عندما بدأت (حركة تحرير السودان) و(حركة العدل والمساواة) قتال الحكومة السودانية، على خلفية اتهامها باضطهاد سكان الإقليم من غير العرب.