طالبان ترجئ الاتفاق مع واشنطن لحين التشاور مع قادة الحركة

الاثنين 28 يناير 2019 01:01 ص

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الإثنين، أن تأجيل الإعلان عن حسم اتفاق السلام بين المبعوث الأمريكي لأفغانستان "زلماي خليل زاد"، وممثلي "طالبان" يعود إلى طلب ممثلي الأخيرة مهلة للتشاور مع قيادة الحركة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي كبير (قالت إنه طلب عدم الكشف عن هويته) إن ممثلي "طالبان" لمسوا إصرارا أمريكيا على أن تتفاوض الحركة بشأن وقف إطلاق النار مع الحكومة الأفغانية كجزء من أي صفقة نهائية.

وأضاف المسؤول أنهم أوضحوا لممثلي "طالبان" أن جميع القضايا التي تمت مناقشتها خلال المفاوضات في الدوحة "مترابطة"، وتمثل جزءا من "صفقة شاملة" للسلام في أفغانستان.

وتوصل المسؤولون الأمريكيون لإطار مبدئي للعمل مع ممثلي حركة "طالبان" نحو التوصل لاتفاق للسلام ينهي الصراع بين الحركة وحكومة كابول.

ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى أن "خليل زاد" أبدى رضاه عن تعهد "طالبان" بأن تلتزم بما يلزم القيام به لمنع تحول أفغانستان لمنصة للإرهابيين الدوليين.

وقال المبعوث الأمريكي إن "طالبان" كانت حازمة بشأن الموافقة على منع استخدام الأراضي الأفغانية كمنطلق لجماعات مثل القاعدة، ووافقت على تقديم ضمانات وآلية لتنفيذ هذا التعهد.

وأشارت الصحيفة إلى أن التوصل لإطار اتفاق سلام في أفغانستان، وإن كان مبدئيا، يمثل أكبر خطوة ملموسة نحو إنهاء حرب استمرت لنحو عقدين، وأدت إلى إزهاق عشرات الآلاف من الأرواح، وغيرت السياسة الأمريكية الخارجية بشكل عميق، خاصة أنه يأتي بعد 9 سنوات من توقف الجهود للتوصل له.

ورغم أن مصادر من "طالبان" قالت إنه تم الاتفاق بالفعل على كيفية سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، إلا أن المسؤولين الأمريكيين، أكدوا، الإثنين، أن تلك التفاصيل لم يتم تفصيلها بعد.

خطاب قلق

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأفغاني "أشرف غني" وجه خطابا إلى شعبه، مبديا فيه قلقه من الاتفاق المزمع بين أمريكا و"طالبان"، وسلط فيه الضوء على اتفاقات سابقة انتهت بسفك الدماء، بما فيها تلك التي زامنت الانسحاب السوفيتي من أفغانستان في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، في إشارة إلى الحرب بين قادة المجاهدين الأفغان آنذاك.

وقال الرئيس الأفغاني في خطابه: "نريد السلام بسرعة، ونريده قريبا، لكننا نريده بتبصر، والتبصر مهم حتى لا نكرر أخطاء الماضي".

وحتى الآن لا تزال "طالبان"، ترفض عرض الحكومة الأفغانية بإجراء محادثات، وتفضل بدلا من ذلك التحدث مباشرة إلى الطرف الأمريكي الذي تعتبره عدوها الرئيسي.

وانطلقت المفاوضات بين حركة "طالبان" الأفغانية والمبعوث الأمريكي إلى أفغانستان، الإثنين الماضي في الدوحة، وفق الأجندة المتفق عليها في اللقاء الأخير بين "طالبان" والأمريكيين الشهر الماضي.

ومطلع سبتمبر/أيلول 2018، عينت الإدارة الأمريكية "خليل زاد" مبعوثا إلى أفغانستان، ولخصت الخارجية مهمته بتنسيق وتوجيه الجهود الأمريكية التي تهدف إلى ضمان جلوس "طالبان" إلى طاولة المفاوضات.

والتقى ممثلو "طالبان" وأمريكا، رسميا 4 مرات منذ يوليو/تموز الماضي، في محاولة للتوصل إلى تسوية للصراع المستمر منذ 17 عاما في أفغانستان، لكن هذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها واشنطن اجتماعاتها بشكل مباشر.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، كان قد أمر بخفض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان البالغ 14 ألفا إلى النصف، كما أعرب عن حماسته لإنهاء إحدى أطول الحروب التي تورطت فيها الولايات المتحدة.

  كلمات مفتاحية

زلماي خليل زاد طالبان الدوحة أفغانستان نيويورك تايمز أشرف غني

ترامب: سننسحب من أفغانستان حال الاتفاق مع طالبان

طالبان: ترامب جدي ونسعى لتأسيس نظام إسلامي