صرح الناطق باسم حركة "طالبان" الأفغانية "ذبيح الله مجاهد"، أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يبدو جديا في ما يتعلق بعملية سحب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد 18 عاما من جودها هناك في أعقاب هجمات 11 من سبتمبر/أيلول.

وقال "مجاهد" في تصريحات صحيفة: "تم التوصل إلى اتفاق على إطار عمل مبدئي، نأمل في حال تطبيقه واتخذ الجانب الأمريكي خطوات صادقة والتزم به بصدق، بأن يؤدي إلى إنهاء الأمريكيين احتلالهم أفغانستان. يبدو أن ترامب جدي".

وأوضح: "الهدف الأول للحركة هو انسحاب القوات الأجنبية.. ثم الهدف الثاني وهو تأسيس نظام إسلامي (من خلال) التفاوض مع الأطراف السياسيين المختلفين، ولو كانوا حتى الآن تحت مظلة المحتلين".

وشدد على أنه "لن تكون هناك حاجة الى الحرب والنزاعات"، في حال لم تقف الحكومة المنتخبة في كابل في طريق الحركة التي أكد أنها لا تسعى إلى الاستئثار بالسلطة.

وتابع: "إن شاء الله، سيكون في إمكان جميع الأفغان المشاركة في الحكم، بما في ذلك الأطراف السياسيين المختلفين".

وأوضح أن هذا النظام سيستند إلى مبدأ الشورى الذي سيتخذ على أساسه الخبراء الإسلاميون القرارات، بمشاركة من ممثلي الشعب والعلماء.

وأضاف أن لدى الحركة "أمل بنسبة 100%" بإمكان تأسيس نظام مشابه، قائلا إن الجولة المقبلة من المحادثات مع الولايات المتحدة ستُعقد في الدوحة في 25 فبراير/شباط المقبل.

وتأتي تلك التصريحات بينما تتزايد التحركات نحو السلام في أفغانستان ومحاولة "طالبان" إظهار أنها غيرت من نهجها السابق الذي أظهرته في التسعينيات عندما حظرت الموسيقى ومنعت تعليم البنات ونفذت إعدامات علنية في استاد لكرة القدم في كابل.

وفى تصريحات سابقة لوكالة "رويترز" قال المتحدث باسم الحركة: "إذا حل السلام وعادت طالبان فلن تكون بنفس الأساليب القاسية كما كانت في 1996"، مشيرا إلى العام الذي سيطرت فيه الحركة على السلطة في كابل قبل الإطاحة بها بالغزو الذي قادته القوات الأمريكية في 2001.

وأضاف: "نريد أن نؤكد للمواطنين الأفغان أنه لن يكون هناك خطر على أحد من جانبنا".

كما تتزامن تلك التصريحات مع اعتزام الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" التطرق إلى مسألة الانسحاب من أفغانستان خلال خطابه عن حالة الاتحاد يوم الثلاثاء، والتقدم الذي تحقق في محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية ومقاتلي حركة "طالبان".

وكان "ترامب" قد أشار في وقت سابق إلى أن التوصل لاتفاق سلام سيسمح للولايات المتحدة بسحب قوات من أفغانستان بعد حرب دامت 17 عاما في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001.

وتسيطر "طالبان" التي تغلب عليها عرقية البشتون، أقوى العرقيات في جنوب وشرق البلاد، على مناطق واسعة من الريف الأفغاني وتجمع فيها الضرائب وتدير المحاكم وتسيطر على التعليم.

وبالنسبة لكثير من سكان الريف المحافظ في أفغانستان يوفر حكم "طالبان" استقرارا يرحب به السكان وتناسب عقوباتها الصارمة وقيودها المشددة على حقوق النساء التقاليد السائدة في كثير من المناطق.