«واشنطن بوست»: لماذا ترسل السنغال جنودها للقتال في اليمن؟

الثلاثاء 5 مايو 2015 01:05 ص

قالت صحيفة «واشنطن بوست» في تعليق لها على إعلان السنغال إرسال 2100 من جنودها للمشاركة في التحالف العربي بقيادة السعودية للقتال في اليمن أن الفائدة المحتملة الأكثر وضوحا وراء تلك المشاركة هي حصول السنغال على أموال من المملكة، وأن إعلان السنغال، الاثنين، مشاركتها في الحرب الحالية في اليمن، الواقعة على بعد آلاف الأميال من حدودها سيلقى على الأرجح ترحيبا لدى السعودية، التي صارعت من أجل إقناع دول صديقة بإرسال قوات برية لأية عملية محتملة داخل اليمن.

وتقول «واشنطن بوست» إن السعودية سبق وأن طلبت من باكستان، حليفها الأقوى والمستفيد الأكبر من التمويل السعودي الضخم، لكن برلمانها رفض الطلب السعودي بالتدخل البري الشهر الماضي، لهذا لجأت الرياض للترحيب بإرسال دول أخري قوات برية.

ونقلت الصحيفة عن «أندرو ليبوفيتش» وهو محلل سياسي وأمني مهتم بشؤون غرب إفريقيا: «إن الفائدة المحتملة الأكثر بروزا من المشاركة العسكرية للسنغال إلى جانب السعودية ستكون في العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، والمدفوعات النقدية المباشرة من السعودية إلى السنغال».

 وقالت: «لم يكن واضحا في البداية الغرض الذي سيتم من أجله نشر القوات السنغالية»، لكن وزير الخارجية «مانكور ندياي» قال في كلمة له أمام البرلمان الإثنين «إن التحالف الدولي يهدف لحماية وتأمين الأماكن المقدسة مكة المكرمة والمدينة المنورة»، وأن هذا الخطاب يجد صداه في رسائل الحكومات الأخرى المرتبطة ارتباطا وثيقا بالسعودية.

وقال «ليبوفيتش»: «إنه يتم نشر قوات سنغالية في عدد من الأماكن حول العالم كجزء من عمليات الأمم المتحدة، لكن نشر قوات في اليمن من المرجح أن ينطوي على دور قتالي مباشر بشكل أكبر عن تدخلها في مالي».

وفي الآونة الأخيرة، لعبت السنغال دورا نشطا في جهود مكافحة الإرهاب في دول الجوار، بما في ذلك نشر قوات حفظ السلام للمساعدة في حماية مالي من التمرد الإسلامي المسلح، ولكن في الانضمام للبعثة اليمن قد يمثل شيئا أكثر وضوحا.

وتجدر الإشارة إلى أن السنغال التزمت أيضا بإرسال قوات للسعودية سابقا في حرب الخليج الأولى عام 1991، حيث فقدت 92 جنديا عندما تحطمت طائرة نقل سعودية تقلهم.

وأعلنت السنغال، إرسال 2100 جندي إلى السعودية للمشاركة في الحرب ضد «المتمردين» الحوثيين في اليمن، بحسب وزير الخارجية السنغالي، «مانكور نداي»، الإثنين، أمام البرلمان، نيابة عن الرئيس السنغالي «ماكي سال».

وقال الوزير «نداي» أن «شروط الإرسال والترتيبات الضرورية قد جرت بين قيادتي أركان البلدين (السنغال والسعودية»، دون توضيح مزيد من التفاصيل حول موعد إرسال الجنود، وأنه خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس السنغالي إلى السعودية في 2 أبريل/نيسان الماضي، تحدث فيها مع الملك «سلمان بن عبد العزيز» آل سعود بشأن الوضع الأمني في المنطقة.

وأضاف «نداي»: «لقد طالب العاهل السعودي من رئيس البلاد مشاركة السنغال في الحرب التي يشنها التحالف الدولي الذي تقوده السعودية، فكان رد الرئيس سال بالإيجاب».

وساند البرلمانيون المقربون من السلطة هذا القرار، وقال «عبد مبو، نائب رئيس البرلمان، في تعليق على ذلك: "رئيس البلاد اتخذ القرار المناسب، فالسعودية بلد صديق للسنغال، وإذا ما تم تهديد سيادته الوطنية، فإنه على السنغال رد الفعل».

 وقال «مصطفى دياكاتي» رئيس الأغلبية البرلمانية إنه «لا ينبغي أن يحصل في اليمن ما حصل في سوريا، فحضور داعش في العراق مرتبط إلى حد كبير بالصراع السوري وينبغي الإشادة بقرار الرئيس سال».

وفي المقابل، لم يجد قرار إرسال الجنود ترحابا في صفوف بعض وجوه المعارضة السنغالية التي اعتبرته قرارا «غير مبرر»، حيث عبر «مودو دياغن» المعارض البارز، عن رفضه للقرار، وقال إن «السعودية ليست مهددة، ولا الأماكن الإسلامية المقدسة مهددة، لا شيء يبرر التدخل العسكري السنغالي، وهو البلد الوحيد من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الذي قرر إرسال قوات».

واعتبرت «عايدة مبودج»، وهي نائبة ليبيرالية وعضو بالحزب الديمقراطي السنغالي المعارض، أن «الأمر لا يستدعي المخاطرة والقرار في غير محله»، وأضافت: «عبر إرسال القوات نحن نفتح الباب أمام الإرهابيين الذين يحومون من حولنا».

حقيقة القوة الخاصة في عدن

من ناحية اخري كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، حقيقة القوة الخاصة التي انضمت للمقاتلين في عدن جنوب اليمن، للقتال ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح».

وأشارت الصحيفة إلى أن مقاتلين يمنيين يعتقد أنهم تلقوا تدريبات وأسلحة في دول الخليج العربي، انضموا للقتال الدائر حول مدينة عدن، إلى جانب مسلحي الميليشيات الذين يقاتلون الحوثيين هناك.

ونقلت الصحيفة عن مقاتلين في عدن أن القوات الجديدة وصلت بحرًا خلال الأيام الماضية، ويبدو أنهم جميعًا يمنيون جنوبيون تدربوا في السعودية ودول خليجية أخرى.

وأشارت الصحيفة إلى أن تلك المعلومة لم تتأكد من مصدر مستقل، لكن إذا صحت فإنها تمثل أول عملية لإنزال لقوات برية مدربة في التحالف الذي تقوده السعودية، فضلًا عن أنها تمثل تحولًا في شكل العملية العسكرية، التي اعتمدت بشكل كبير على الضربات الجوية منذ الأسابيع الأولى.

ونقلت الصحيفة عن أحد قادة المقاومة في جنوب اليمن، أن تلك التعزيزات شملت منح معدات عسكرية بينها مضادات للدبابات، حيث دخلت في القتال بعدن التي قتل فيها المئات ودمرت فيها أحياء بشكل كامل، بسبب القتال المشتعل هناك منذ أسابيع، بين رجال القبائل المحلية من جهة والحوثيين وقوات الأمن الموالية لـ«صالح» على الجهة الأخرى.

وذكرت الصحيفة أن تلك القوة الجديدة تعطي لمحة عن تحول التكتيكات السعودية، في وقت تحاول فيه المملكة تصحيح الحملة العسكرية، التي لم تحقق حتى الآن أي من أهدافها.

وأبرزت الصحيفة تضارب التصريحات الرسمية مع التصريحات الغير رسمية بشأن القوة الخاصة الجديدة، حيث أكد «علي الأحمدي» المتحدث باسم القوات المحلية في عدن المعروفة باسم المقاومة الشعبية، على أن تلك القوة جرى اختيارها بشكل خاص، وتم تدريبها على يد قادة عسكريين محليين ثم زودوا بأسلحة سعودية، إلا أن قيادي عسكري بارز ومقاتل آخر أكدا على أن تلك القوة جرى تدريبها في الخارج، وخاصة في السعودية وأماكن أخرى في الخليج، وشكلت من مقاتلين صغار وضباط عسكريين كبار خدموا في جيش جنوب اليمن، عندما كان الجنوب مستقلًا.

ونقلت عن القيادي العسكري الذي رفض الإفصاح عن هويته، أن الضباط كبار السن الذين فروا إلى خارج اليمن بعد الحرب الأهلية القصيرة في 1994، عادوا مجددًا إلى اليمن، مضيفًا أن القوات التي وصلت لليمن مؤخرًا، هي جزء من وحدات كبيرة تضم المئات من الجنود الذين مازالوا يتدربون في السعودية.

وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الجديدة التي وصلت عدن يبدو أنها فعالة ومؤثرة بالفعل، حيث تحدث مقاتلون محليون عن أنهم يكسبون الأرض ببطء في جهودهم لدفع الحوثيين وحلفائهم للتراجع والانسحاب من مطار عدن الدولي.

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية السنغال عاصفة الحزم التدخل البري

السنغال ترسل 2100 جندي للسعودية للمشاركة بتحالف «عاصفة الحزم»

«نيويورك تايمز»: القوة الخاصة التي وصلت إلى عدن مؤلفة من يمنيين تلقوا تدريبا في السعودية

إنزال القوات البرية في عدن بدأ بجنود من أصول يمنية بالجيشين السعودي والإماراتي

تدريبات عسكرية سعودية لمقاتلين يمنيين يحاربون الحوثيين

البرلمان الباكستاني يقر قانونا للحياد تجاه الحرب في اليمن ويجدد التزامه بالدفاع عن السعودية

«أسوشيتد برس»: المتمردون في اليمن لا يزالون فاعلين رغم تضررهم من القصف السعودي

«بن سلمان» يجتمع بقادة الجيش .. و«عسيري» يعلن صعدة وضواحيها منطقة استهداف

700 جندي موريتاني يستعدون للانضمام لقوات التحالف العربي في اليمن

«الجبير»: السعودية تعتزم تعزيز علاقاتها مع السنغال