هل تسرّع الحرب على غزة ولادة انتفاضة في الضفة؟

الأربعاء 16 يوليو 2014 12:07 م

أحمد ملحم، المونيتور، 15 يوليه 2014

شهدت مدن الضفة الغربية والبلدات العربية داخل الخط الأخضر مساء الجمعة، وفجر السبت 12 تموز مواجهات عنيفة على حواجز ومعسكرات جيش الاحتلال، في مشهد غاب عن الفلسطينيين لسنوات.

وتأججت هذه المواجهات التي بدأت تأخذ منحى "الانتفاضة" في مدن الضفة الغربية بالتزامن مع تصاعد الحرب على قطاع غزة ودخولها اليوم السادس وارتكاب مجازر ضد المدنيين، بعد أن بدأت في القدس والمدن والبلدات الفلسطينية داخل الخط الأخضر، عقب استشهاد الطفل محمد أبو خضير على يد المستوطنين، حيث اتسعت مساحة رقعتها وتنوعت أشكالها وارتفعت حدتها.

ويبدو الوضع على الأرض في الضفة الغربية حافل بالتوترات فيما اتسعت رقعة الاحتجاجات لتطال كافة المدن والبلدات في الأراضي المحتلة حيث كان أشدها في مدن رام الله وبيت لحم والقدس والخليل، وصلت إلى إشعال برج حاجز "قلنديا" العسكري وهروب الجنود عنه لدقائق وسيطرة الشبان عليه.

وحسب متابعة "المونيتور"، شهدت أكثر من 30 مدينة وقرية مساء الجمعة والسبت مواجهات عنيفة، شارك فيها آلاف الشبان استمرت حتى ساعات الفجر الأولى، أدت إلى إصابة العشرات منهم بالرصاص الحي والمطاطي.

وقال أحد الشبان الملثمين الذي شارك في مواجهات أمام معسكر "بيت إيل" الإسرائيلي لـ"المونيتور": "نحن سننتفض بوجه إسرائيل. كل يوم سنتظاهر أمام (بيت إيل وعوفر) وسنلقي الحجارة والزجاجات الحارقة".

بينما قال ملثم آخر يحمل بيده زجاجات حارقة جاهزة للقذف (مولوتوف)، لـ"المونيتور": "نريد حرقهم كما حرقوا محمد أبو خضير وأطفال غزة بالصواريخ، ويجب أن تندلع انتفاضة نصرة لغزة ومن أجل تخفيف الحرب عنها".

وقال ملثم ثالث كان يشعل النار في الإطارات على الشارع القريب من مستوطنة "بيت إيل"، إن السلطة "تحاول منعنا من المواجهات مع قوات الاحتلال وتلاحقنا، لكننا سنستمر بالاشتباك والمواجهة مع الجنود"، مضيفا "نحن نشارك في المواجهات ليلا ونظل حتى الفجر بسبب رمضان وارتفاع درجات الحرارة".

ومن الملاحظ، فإن المواجهات مع قوات الاحتلال تحدث بشكل عفوي دون تخطيط أو توجيه من قوى سياسية أو فصائل أو أحزاب، في ظل غياب لقيادة وطنية شعبية موحدة تكون مهمتها وضع برنامج نضالي كفاحي.

وتسعى السلطة الفلسطينية من خلال الأجهزة الأمنية إلى الحد من المواجهات، من خلال نصب الحواجز الأمنية والانتشار الكثيف لعناصرها في المناطق القريبة من الحواجز ومعسكرات جيش الاحتلال لمنع الشبان من التقدم، وصلت أحيانا إلى الاشتباك مع الشبان كما حدث في جنين مساء الخميس (10 حزيران)، حيث تم إطلاق الغاز المسيل للدموع تجاههم، وفض مسيرة أخرى في الخليل مساء الجمعة.

وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقابلة مساء الجمعة مع فضائية "الميادين" اللبنانية أنه "لن يسمح بالعودة إلى المربع الذي تريده الحكومة الإسرائيلية" أي الانتفاضة.

وجاء تصريحات الرئيس عباس التي وصفتها حماس بــ"مساواتها بين الضحية والجلاد، بعد دعوتها الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة 48، إلى هبة جماهيرية عارمة، الجمعة، تضامنًا مع غزة".

وقالت الحركة في بيان صحافي، الجمعة: ندعو شعبنا في الضفة أوالقدس والأراضي المحتلة 48، إلى هبة جماهيرية عارمة، الجمعة، تضامناً مع غزة، ووفاءً لدماء الشهداء الذين نزفوا في كل المدن الفلسطينية ودعماً للمقاومة الفلسطينية ورفضًا لكل المؤامرات عليها.

وقال الطالب في جامعة القدس أحمد زكي (أبو ديس)، التي تشهد مواجهات شبه يومية، إن "الشبان غاضبون جدًا لما يجري في غزة من مجازر، وبسبب موقف السلطة التي لا تتحرك وتبقي على التنسيق الأمني مع إسرائيل وتحاول منعهم من التوجه إلى نقاط الاشتباك".

وأضاف زكي لــ"المونيتور" إن "الحرب على غزة رفعت وتيرة المواجهات التي انطلقت بعد استشهاد محمد أبو خضير".

من جانبها، رأت النائب في المجلس التشريعي، والقيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار، أن "الفلسطينيين ذاهبون إلى حالة من الاشتباك الدائم مع الاحتلال، بعدما تراكمت جرائمه من اعتقالات وقصف وقتل واستيطان".

وقالت جرار لـ"المونيتور" إن "ما نشهده اليوم من مواجهات، هو مقدمات لانفجار قادم واشتباك قائم، سيكون بحاجة إلى وجود قيادة وطنية شعبية لكي يتواصل ويحقق نتائج إيجابية لصالح الشعب الفلسطيني، إضافة لوقف كل أشكال التنسيق الأمني وتوفير حماية سياسية، وعدم القبول بأي من أشكال التهدئة".

وتابعت جرار: استمرار العدوان على غزة أثر على ارتفاع حدة وحجم المواجهات في الضفة، وسيبقي حالة الاشتباك في الضفة قائمة كما سيدفعها للأمام، فما نشهده حاليا، حالة اشتباك متصاعدة في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل بأشكال مختلفة من النضال.

في ذات السياق، أكد عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح، والأسير المحرر، جمال حويل، لـ"المونيتور"، على وجود "غضب عارم داخل الفلسطينيين في الضفة وغزة ومدن الداخل بسبب ما تمارسه إسرائيل ضدهم".

وقال حويل، الذي كان أحد قادة معركة مخيم جنين في الانتفاضة الثانية "أنا على قناعة تامة أن أي انتفاضة شعبية ستحدث، لن تكون نتائجها لصالحنا إذا لم نكن موحدين، بوجود قيادة وطنية موحدة".

ورأى أن "الشعب هو من يفجر الثورات، وليس أي مسؤول أو قيادي في فصيل."

وحول المواجهات المندلعة مؤخرًا، قال حويل، إن "الغضب العارم نتيجة ممارسات الاحتلال، واستشهاد الطفل محمد أبو خضير والحرب على غزة دفعت الشبان للمواجهة مع الاحتلال. هذا نبض الشارع، ولا يوجد اليوم قيادات خرجت وقالت إنها ستقود انتفاضة لأنها تعاني تآكلا وفقدان الثقة بها من قبل الشارع الفلسطيني، ما يؤكد أن لا أحد يقرر حدوث انتفاضة أو لا، الشعب يقرر".

 

  كلمات مفتاحية

(إسرائيل) تغلق التحقيق في مقتل أربعة أطفال فلسطينيين على شاطيء غزة

إسرائيل متورطة بعمليات قتل غامضة داخل الخط الأخضر (فيديو)