يختتم أمير قطر "تميم بن حمد" جولته الآسيوية، الخميس، بتوقيع 8 اتفاقيات مهمة مع الصين، تدعم تفعيل اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين البلدين في 2014، حسب السفير القطري لدى الصين، "سلطان بن سالمين المنصوري".

وفي تصريحات لصحيفة "العرب" القطرية، نشرتها الخميس، قال "المنصوري" إن أمير قطر سيلتقي خلال زيارته رئيس مجلس الدولة الصيني "لي كه تشيانغ"، ورئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني "تشان شو".

كما سيتم على هامش الزيارة عقد منتدى الأعمال القطري الصيني، بمشاركة عدد من رجال الأعمال من البلدين.

وسيعلن البلدان تأسيس "جمعية الصداقة الصينية القطرية"، وهي خطوة مهمة تهدف إلى تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين قطر والصين.

وأشار "المنصوري" إلى أن اللقاءات تشمل مباحثات للدفع بالاستثمارات القطرية في الصين، ومناقشة العلاقات الاقتصادية بين البلدين في مجالي الطاقة النظيفة والغاز. 

وأضاف: "من المتوقع أن تكون هناك أكثر من 7 أو 8 اتفاقيات، لتفعيل اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، التي تأسست عام 2014، لكن لم يكن هناك أي تفعيل واضح لها في السابق، غير أنه بعد التوقيع على هذه الاتفاقية سيكون هناك برنامج سنوي للحوار يقام بين الدولتين، يدعم مجالات الاقتصاد والتعليم والثقافة".

واستعرض "المنصوري" في هذا السياق مظاهر التعاون بين الدوحة وبكين، في مجال التعليم، وتشمل مذكرات تفاهم مع جامعتي بكين وشنغهاي للدراسات الدولية، ووجود كرسي  للدراسات العليا لقطر في جامعة بكين، تم إنشاؤه وتمويله خلال زيارة الأمير "تميم" في 2014.

ونوه السفير إلى أهمية إلغاء التأشيرة بين البلدين لتغزيز العلاقات في القطاع السياحي، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين الدوحة وبكين في 2017 وصل إلى 10 مليارات دولار، هبطت إلى 9 مليارات في 2018 بسبب بطء التجارة العالمية وتراجع سعر النفط. 

وتعد الصين حاليا ثالث أكبر شريك تجاري لقطر وثاني أكبر مصدر لوارداتها.

وأكد السفير القطري على موقف الصين المحايد من الأزمة الخليجية، والرافض لمبدأ الحصار والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، معتبرا أنه يصب في صالح قطر، وأثنى على فتح بكين موانئها أمام قطر رغم الحصار الذي فرضته عليها السعودية والإمارات والبحرين في مصر منذ يونيو/حزيران 2017.

وقال: "في 2017 فتحنا خطين مباشرين من ميناء شنغهاي وميناء قوانغشو إلى ميناء حمد، وفي المستقبل القريب ستكون هناك خطوط أخرى مع الصين، وهذا يخفف أكثر من حدة الحصار".

وفي السياق ذاته شدد على حرص قطر على الانضمام إلى مبادرة "الحزام والطريق"، حسبما تم الاتفاق عليه مع بكين في 2014.

وقال في هذا الصدد: "لن نكون نقطة عبور في هذه المبادرة وإنما مركزا مهما وفاعلا لتأسيس تعاون أكبر. كما انخرطنا في كل الآليات التي جاءت ضمن المبادرة مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB)، ووجهت وزارة الخارجية القطرية إلى أن يكون هناك لجنة وطنية لمتابعة مبادرة الحزام والطريق بالتعاون مع لجنة الدولة للتنمية والإصلاح في الصين".

ووصل أمير قطر إلى الصين، الأربعاء، قادما من اليابان ضمن جولة أسيوية بدأت الأحد الماضي، وشملت أيضا ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا.

وهذه الجولة الأسيوية هي الثانية لأمير قطر منذ اندلاع الأزمة الخليجية في يونيو/حزيران 2017.