أثارت قناة "العربية" السعودية جدلا مغاربيا، بعد نشرها تقرير مصور حول إقليم الصحراء المتنازع عليه بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، وصف فيه الصحراء موضع النزاع بـ"الصحراء الغربية" وليس "المغربية".

واعتبر ناشطون أن تقرير "العربية" جاء بنكهة مؤيدة لوجهة نظر جبهة "البوليساريو" على حساب المغرب، حيث أشار التقرير إلى الاعتراف الأممي بـ"الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية"، المعلنة من طرف واحد.

وقرأ متابعون هذه الخطوة على أنها إحدى تجليات التوتر المكتوم مؤخرا بين السعودية والمغرب على خلفية تباين وجهات النظر حيال قضايا إقليمية، أبرزها حصار قطر، والحرب في اليمن التي تقودها المملكة، حيث قرر المغرب الانسحاب منها، بالإضافة إلى عدم وقوف الرباط موقفا كانت تريده الرياض لدعمها في أزمة اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".

ويأتي إذاعة هذا التقرير على شاشة "العربية"، بعد أيام قليلة من إجراء قناة "الجزيرة" القطرية حوارا مع وزير الخارجية المغربي "ناصر بوريطة"، كشف فيه عن تحفظ الرباط على استقبال ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، خلال جولته الأخيرة، التي جاءت بالتزامن مع حضوره قمة العشرين بالأرجنتين، مؤخرا.

وخلال المقابلة أيضا، أكد "بوريطة" رسميا انسحاب المغرب من حرب اليمن.

وتعد السعودية من المؤيدين تاريخيا لمغربية الصحراء، وساهمت في تمويل الحرب، وفي المقابل كان المغرب يقدم لها مساعدات عسكرية وينسق معها الكثير من المواقف السياسية عربيا وإسلاميا ودوليا.

وسبق أن عرض المغرب حكما ذاتيا على الصحراء الغربية، وهي منطقة قليلة السكان ولديها مصايد غنية واحتياطات من الفوسفات، وقد تضم أيضا احتياطات من النفط والغاز.

لكن جبهة البوليساريو، التي حملت السلاح حتى تم التوصل لوقف لإطلاق النار في عام 1991، رفضت ذلك، وتريد إجراء استفتاء على استقلال الصحراء الغربية.

ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة، الوصول بعد إلى حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية، الذي قارب عمره 3 عقود.