إسرائيل: سيطرة حماس لم تتضرر ولا علامات لانهيار قيادات الحركة قريبا

الأربعاء 16 يوليو 2014 01:07 ص

هآرتس، 15\7\2014

في تحليل نشرته صحيفة هآرتس العبرية أمس الثلاثاء، قال محلل الشؤون العسكريّة، عاموس هرئيل، المُقرّب جدًا من قادة المؤسسة الأمنيّة في الدولة العبريّة، قال إنّه بحسب تقديرات الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، فإنّه على الرغم من القصف العنيف والكثيف، واستهداف نحو 200 منزل لقيادات فصائل المقاومة، ورغم الرقابة الصارمة، والتكتّم على مواقع سقوط الصواريخ، فإنّ حركة حماس لا تبدي ضعفًا في هذه المعركة، ولم تُسجّل أيّ خسارة في هذه المواجهة، ولم تعثر الأجهزة الأمنيّة على علامات انهيار، مؤكّدة على أنّ حماس تبدو مصرة على مواصلة المواجهة.

بالإضافة إلى ذلك، لفت المحلل إلى أنّ المجلس الوزاري المصغّر لا زال يتخبط حول قرار الاجتياح البريّ، وأنّه يُفضّل مخرجًا سياسيًا من الورطة. كما أقرّ هارئيل في تحليله بأنّ الدفاع الذي توفره القبة الحديديّة ليس كاملاً، على حدّ تعبيره.

وذكر أنّ فصائل المقاومة أطلقت على إسرائيل 824 صاروخًا بما في ذلك قذائف الهاون، اعترضت القبة الحديدية من بينها 147، مشيرًا إلى أنّه سُجلّ 22 سقوطًا في مناطق مأهولة، و626  في مناطق مفتوحة، منها 120 في أسدود تمّ اعتراض 50 منها، ونال المجلس الإقليميّ (إشكول) حصة كبيرة من القصف الصاروخي للمقاومة الفلسطينية.

وتطرّق هارئيل إلى مشكلة تُواجهها إسرائيل في تصرف وسلوك سكان منطقة المركز حال انطلاق صفارات الإنذار دون أن يفصح عن ماهيتها، لكنه حذّر من أن تؤدي في نهاية المطاف إلى خسائر بشرية، ويبدو واضحًا أنّ الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة منعته من نشر السبب.

وزاد المحلل قائلاً إنّ الأمر غير المشجع في المعادلة هو أنّ حماس تبدو في الوقت الراهن مصرة على مواصلة الحرب، مؤكدًا على أنّه بحسب التقديرات التي أسمعت للمستوى السياسي: لا علامات تشير إلى أنّ قيادة حماس قريبة من الانهيار، وترفض وقف إطلاق النار قبل تحقيق إنجاز نوعيّ، إمّا عن طريق الحرب أوْ من خلال تحقيق مطالبها لوقف الحرب، على حدّ قوله.

وتابع قائلاً صحيح إنّ حماس فقدت جزءً من مخزون الصواريخ، وتمّ هدم منازل لنحو 200 من قياداتها عن طريق القصف الجويّ، لكنّ منظومة التحكمّ والسيطرة لم تتضرر، وعلى الرغم من  القصف تبقى بحوزتها ما يكفي من القذائف ذوات المدى القصير والمتوسط كافية للاستمرار في الإطلاق لمدة طويلة.

بالإضافة إلى ذلك، لفت المحلل إلى أنّ دولة الاحتلال مُنشغلة في الفترة الحاليّة في العثور على علامات انهيار، لكن بنظرة إلى الوراء يتضح أنّ الاستخبارات والقيادة السياسية والعسكرية يخطئون في تقديراتهم المتفائلة أكثر مما ينبغي حول ضائقة الخصم، على حدّ وصفه. وقال أيضًا إنّ الدمار في غزة هائل، وأنّه من الواضح أنّ قادة التنظيم لن يكونوا سعداء عندما يخرجون من تحصيناتهم، ويرون أنّ بيوتهم هُدمت وعائلاتهم أصيبت. واعتبر أنّ حالة التوازن في القصف والقصف المضاد تشكل إحباطًا للإسرائيليين، مشدّدًا على أنّ الواقع الإحصائيّ النسبيّ، المتمثل بهجمات جويّة من هنا، وقذائف صاروخية من هناك، دون حسم، تزيد بطبيعة الحال الإحباط في الجانب الإسرائيلي.

كما أنّ مطلب إتاحة المجال للجيش لاجتياح غزة بريًّا لوضع حد للمشكلة مرة واحدة وللأبد لا زالت تتردد في الشارع وفي وسائل الإعلام، لكنها لم تصدر عن الكابينت أو الجيش، ولا يبدو أنّهم يسارعون  لتلك الخطوة، لافتًا إلى أنّه في اجتماع الكابينت يوم أمس، مع نهاية اليوم السابع للحملة، لم يتخذ قرارًا بالاجتياح، ولو كان القيادة فعلاً مصممة على العمل بكامل القوة، بريًا أيضًا، لكانت القوات النظامية قد أُرسلت إلى قطاع غزة منذ زمن، وهذا التأخير يعني وجود تخبط بشأن البدء في الهجوم البريّ، والرغبة في إبقاء نافذة مفتوحة لمخرج سياسي من الورطة، على حدّ قوله.

  كلمات مفتاحية

"حماس" تقترب من تطبيع العلاقات مع مصر

المصالح توحد إسرائيل ودولا عربية في مواجهة «حماس»

محللون: حماس تسعى للتعايش مع متناقضات الشرق الأوسط