مستشار أردوغان: لم ولن نسلم أي معارض مصري للقاهرة

الخميس 7 فبراير 2019 05:02 ص

قال مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا "ياسين أقطاي"، إن بلاده "لم ولن تسلم أي معارض مصري، صدر بحقه حكما بالإعدام أو السجن".

جاء ذلك، في مقال له، تحت عنوان "هل سلمت تركيا محكومًا عليه بالإعدام لنظام (الرئيس المصري عبدالفتاح) السيسي؟"، نشرته صحيفة "يني شفق" التركية.

وأوضح "أقطاي"، أن الشاب المصري "محمد عبدالحفيظ"، وصل في يوم 16 يناير/كانون الثاني الماضي، إلى تركيا، في رحلة ترانزيت من مقديشو إلى القاهرة، لكنه بدلا من أن يركب طائرة القاهرة ذهب عند الساعة 7:19 إلى نقطة الجوازات وأراد دخول تركيا، ولم تكن لديه تأشيرة دخول صالحة.

وأضاف: "أما التأشيرة الإلكترونية التي كانت معه فقد استطاع الحصول عليها بعدما أدخل سنه بشكل خاطئ، وهو ما جعل هذه التأشيرة مزورة أو غير صالحة".

وتابع: "بعد أن أخبره الموظف المختص بأنه لن يستطيع الدخول، كان من الطبيعي واتباعا للإجراء المتبع في مثل هذه الحالات إجباره على ركوب الطائرة التي أتى عليها أو إرساله إلى القاهرة آخر نقطة في رحلة الترانزيت".

وحسب المعلومات التي أدلى بها مسؤولو إدارة الهجرة، والحديث لـ"أقطاي"، فإن ذلك الشخص لم يتقدم بأي طلب في إطار لوائح الحماية الدولية، وبما أنه لم يتقدم بطلب كهذا، فقد تم توجيه لإعادته من حيث أتى أو إلى القاهرة حاملا صفة "مسافر غير مقبول".

وتابع: "أما إذا كان قد تقدم بطلب كهذا، فكان سيتم توقيفه في المطار إلى حين يبت في طلب إعادته".

و"عبدالحفيظ" متهم في قضية اغتيال النائب العام المصري السابق "هشام بركات"، في 29 يونيو/حزيران 2015، وصدر ضده حكم غيابي بالإعدام.

والثلاثاء، قررت تركيا، إيقاف 8 شرطيين بمطار أتاتورك الدولي في إسطنبول، على خلفية ترحيل "عبدالحفيظ" إلى بلاده.

وتساءل "أقطاي"، إن كان المواطن المصري محكوما بالإعدام بالفعل، فما الذي منعه من التقدم بطلب اللجوء الإنساني في تركيا؟ وهو أمر خاص ما كان لموظفي المطار أن يعلموا به إن لم يقدم الطلب.

وطرح بعض التساؤلات الأخرى قائلا: "هل كان إصراره على التكتم على الأمر مجرد خطأ بسيط يمكن تجاوزه؟ وهل حاول أن يشرح لهم مشكلته لكن اللغة وقفت حاجزا فلم يستطع ذلك؟ وهل كان السيناريو يخطط إلى أن يتم وضع "الكلبشات" في يديه بالقوة في نهاية المطاف وإرغامه على صعود الطائرة؟".

وتمنى "أقطاي"، ألا تتكرر مثل هذه المشاهد التي تشوه صورة تركيا المعروفة بسياستها الإنسانية ووقوفها بجانب بحقوق الإنسان.

ولفت "أقطاي"، إلى أن "النظام المصري الانقلابي يسيء استغلال إمكانيات الإنتربول عن طريق وضع بعض المعارضين السياسيين على قوائم البحث والإحضار، بعدما يلصق بهم تهما عاديا وليس تهما سياسية".

وأضاف أن "النشرات الحمراء التي تسلمها مصر للإنتربول لا قيمة لها"، مشيراً إلى أنه يحاكم الكثير من الأشخاص في مصر بتهم وحجج واهية، و"في ظل هذه الظروف لا يمكن أبدا أن تفكر تركيا في تسليم أي مواطن مصري إلى مصر لصدور حكم إعدام أو أي حكم آخر بحقه".

وذكّر "أقطاي"، بحادثة "إصدار حكم بالإعدام بحق أكثر من 800 مواطن خلال نصف ساعة أمام أنظار العالم، الأمر الذي جعل مصطلح (محكوم بالإعدام) في النظام المصري فارغا من أي معنى أو قيمة، بل إنه وسيلة رسمية للنظام يقوم من خلالها بتصفية معارضيه لأتفه الأسباب".

وأكد أن "هذا هو السبب الذي جعل تركيا ترفض تسليم أي مصري محكوم بالإعدام أو بأي عقاب آخر لبلاده حتى اليوم، ولن تفعل ذلك مستقبلا".

وتابع: "لا سيما أنه بات من المعروف للعالم أن النظام المصري حتى إن لم يجد تهمة حقيقية لمعارضيه فإنه يفتعل تهما يحاكمهم عليها، لذا فحتى الأحكام التي يصدرها القضاء المصري عبر الإنتربول لم تعد لها قيمة".

وسخر "أقطاي"، من احتفاء وسائل إعلام مصرية وعربية بما وصفته بتسليم تركيا لشاب يحاكم بتهمة الإعدام لنظام "السيسي"، وترويج فكرة أن تركيا أصبحت تتعاون مع "السيسي".

وأشار إلى أن هناك أكثر من 5 ملايين شخص لجؤوا إلى تركيا بسبب الظروف القاسية في بلدانهم، وتسعى تركيا بشرف لتحمل مسؤولية كلّ هذه الأعداد ومشاكلها.

يشار إلى أن الروايات تعددت بشأن حادثة ترحيل الشاب المصري، الذي وصل إلى مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول، في 16 يناير/كانون الثاني 2019، وأُلقي باللوم على قيادات "جماعة الإخوان" بتركيا؛ حيث اتهمهم ناشطون بالإهمال والتخاذل في مساعدة الشاب.

  كلمات مفتاحية

محمد عبدالحفيظ مصر تركيا ترحيل السيسي ياسين أقطاي

تركيا تمنح حق اللجوء الإنساني لشاب مصري وتوقف ترحيله