قطر تراجع استثماراتها بعد إنقاذ خاطئ لناطحة سحاب كوشنر

الثلاثاء 12 فبراير 2019 09:02 ص

قررت قطر إعادة النظر في كيفية استثمار أموالها في الخارج، من خلال صندوق ثروتها السيادي العملاق، وذلك على خلفية أنباء تفيد بأنها قد تكون ساعدت عن غير قصد في إنقاذ ناطحة سحاب تملكها عائلة "جاريد كوشنر"، صهر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، والحليف المقرب من ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان".

وأبرمت شركة "بروكفيلد" العالمية للاستثمار العقاري، التي ضخت فيها الدوحة استثمارات، صفقة العام الماضي أنقذت برج شركات "كوشنر"، رقم 666 في الجادة الخامسة بمانهاتن في نيويورك، من صعوبات مالية.

وتم إنقاذ البرج المثقل بالديون من خلال بروكفيلد، في أغسطس/آب الماضي، حينما وقعت الأخيرة عقد إيجار للمبنى مدته 99 عاما ودفعته مقدما. ولم يتم الإفصاح عن الشروط المالية للصفقة.

وقال مصدران مطلعان لـ"رويترز" إن الإنقاذ، الذي لم تلعب فيه الدوحة أي دور وعلمت بها للوهلة الأولى من وسائل الإعلام، هو الذي دفعها لمراجعة استثمارتها الخارجية.

وأضاف المصدران أن الدوحة قررت أن جهاز قطر للاستثمار سيسعى إلى تفادي ضخ أموال في صناديق أو أوعية استثمارية أخرى لا يسيطر عليها بشكل كامل.

وقال أحد المصدرين: "بدأت قطر تبحث في كيفية ضلوع اسمها في الصفقة؛ حيث تبينت أن ذلك جاء بسبب صندوق تشارك في ملكيته... ومن ثم أطلق جهاز قطر للاستثمار عملية لتجديد استراتيجيته في نهاية المطاف"، فيما امتنع "جهاز قطر للاستثمار" عن التعليق.

وقامت "بروكفيلد لإدارة الأصول"، ومقرها كندا، بإنقاذ برج كوشنر من خلال وحدتها العقارية "بروكفيلد بروبارتي بارتنرز"، التي استحوذ "جهاز قطر للاستثمار" على حصة فيها قدرها 9% قبل 5 سنوات. وامتنعت بروكفيلد ووحدتها عن التعليق، كذلك، وفق "رويترز".

وربما تؤدي إعادة النظر، التي بدأتها قطر نهاية العام الماضي، إلى تعقيدات كبيرة على ساحة الاستثمار العالمية؛ نظرا لأن "جهاز قطر للاستثمار" هو أحد كبار المستثمرين السياديين في العالم بأصولا تزيد قيمتها عن 320 مليار دولار.

وقام الصندوق القطري بضخ أموال في الغرب على مدى السنوات العشر الماضية، بما في ذلك إنقاذ بنوك بريطانية وسويسرية أثناء الأزمة المالية في 2008، إضافة إلى الاستثمار في أسماء بارزة مثل فنادق بلازا وسافوي ومتجر هارودز في لندن.

وجاء قيام "جهاز قطر للاستثمار" بشراء الحصة متماشيا مع استراتيجيته لتعزيز الاستثمارات في العقارات الأمريكية المتميزة. ولا يمنح الاستثمار "الصندوق القطري" مقعدا في مجلس إدارة "بروكفيلد بروبارتي بارتنرز"، المعروفة بـ"بي.بي.واي".

وكشف مصدر مقرب من "بروكفيلد لإدارة الأصول" لـ"رويترز" إن صندوق الثروة السيادي القطري ليس ضالعا في صفقة 666 بالجادة الخامسة. ولم يكن مطلوبا من "بروكفيلد بروبارتي بارتنرز" إخطار الصندوق القطري سلفا.

وأثارت عملية الإنقاذ غضب الدوحة؛ نظرا لعلاقة "كوشنر" بولي العهد السعودي، الذي يعتبر المحرك الرئيسي في حملة قطع العلاقات مع قطر وحصارها، منذ منتصف 2017.

وقال المصدران إن "جهاز قطر للاستثمار" لن يقلص استثماراته القائمة في "بروكفيلد" أو جهات أخرى، لكنه لن يستثمر بعد الآن في صفقات مماثلة. فيما قال المصدر القريب من "بروكفيلد" إن العلاقات مع "جهاز قطر للاستثمار" لا تزال قوية.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

قطر أمريكا بروكفيلد صندوق الثروة السيادي كوشنر ناطحة سحاب