كاميرون طلب من السعودية الضغط على أوباما للتحرك في سوريا

الأربعاء 13 فبراير 2019 10:02 ص

كشفت صحيفة "إندبندنت عربية" البريطانية، الأربعاء، أن رئيس الوزراء البريطاني السابق "ديفيد كاميرون" أجرى زيارة شخصية لمزرعة يملكها رئيس المخابرات السعودية السابق، الأمير "بندر بن سلطان"، بمقاطعة أوكسفوردشاير (شمال غربي لندن) على أمل إقناع المملكة العربية السعودية لدفع الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" إلى تحرك ضد نظام "بشار الأسد" في سوريا.

وأوضحت الصحيفة أن "كاميرون" تحدث إلى نجل الأمير "بندر" في تلك المزرعة، وطلب منه أن يبعث برسالة إلى والده مفادها أن "أوباما ليس جادا في التحرك ضد بشار الأسد في سوريا".

وأعرب "كاميرون" عن أسفه لحقيقة أن نداءات البريطانيين والفرنسيين بأن يتخذ الرئيس الأمريكي موقفا أقوى من نظام "الأسد" لقيت آذان صماء، لكنه أشار إلى أن "الأمور قد تتغير إذا ما طالبت الرياض البيت الأبيض بذلك".

فيما كشف الأمير "بندر" أن الرسالة وجدت سبيلها في النهاية إلى العاهل السعودي آنذاك "عبد الله بن عبد العزيز آل سعود".

وتعود القصة إلى الفترة التي تلت أغسطس/آب 2013، والتي اتهم فيها النظام السوري "بشار الأسد" بشن هجوم بالأسلحة الكيماوية قتل فيه مئات الأشخاص بالقرب من دمشق، بينهم أكثر من 400 طفل.

ومثل الهجوم تجاوزا لـ "خط دبلوماسي أحمر" حدده "أوباما"، وتركه في مأزق إزاء اتخاذ قرار بشأن اتخاذ إجراء عسكري بسوريا في ظل وجود معارضة داخلية ضد أي تدخل عنيف للولايات المتحدة بالشرق الأوسط.

ومع تطور الوضع، أشيع أن "كاميرون" قام بزيارة المزرعة المملوكة للأمير "بندر"، الذي كانت تربطه علاقة فعالة برئيس الوزراء البريطاني آنذاك، إلا أن المطاف انتهى به إلى مقابلة نجله.

ونقل محرر الموقع العربي للصحيفة البريطانية "عضوان الأحمري" عن الأمير "بندر" أن نجله ذهب مع "كاميرون" إلى كوخ صغير يطل على بحيرة أمام المنزل، دون حراس شخصيين، وطلب منه رئيس الوزراء البريطاني أن يذهبا معا في نزهة، ثم سأله: "هل ثمة سبيل للاتصال بوالدك؟"، فأجابه نجل الأمير بـ "نعم"، طالبا منه معرفة سبب السؤال.

قال "كاميرون": "أريدك أن تخبره (الأمير بندر) أن (أوباما) ليس جادا في سوريا، ولن يقدم على فعل أي شيء. لقد حاولنا التواصل مع الفرنسيين، وبذلنا جهودا كبيرة، لكن (أوباما) يرفض الاستماع إلينا. إذا كان من الممكن أن تبذل السعودية بعض الجهد بهذا الصدد، فربما يتم اتخاذ إجراء".

وتابع الأمير "بندر" أن ابنه أبلغ رئيس الوزراء البريطاني السابق بأنه ليس متدخلا في عمل والده، لكنه أقر بأن الرسالة وصلت إلى الملك السعودي بعد الاجتماع.

وتلقي هذه القصة الضوء على قنوات دبلوماسية سعودية كانت مفتوحة مع "كاميرون"، أحدها تمثل في علاقة زواج جمعت بين نجل الأمير "بندر" وصديقة لعائلة رئيس الوزراء البريطاني السابق.

وعن محتوى ما جاء بالتقرير، قال متحدث إعلامي بمكتب "كاميرون" إن الأخير التقى الأمير ( بندر بن سلطان) في عدة مناسبات، سواء كزعيم للمعارضة البريطانية أو كرئيس للوزراء، ويعرف ابنه الذي تزوج من صديقة للعائلة "لكنه لا يستطيع تأكيد ما دار بالمحادثة بينهما".

ورفض مجلس العموم البريطاني في النهاية دعم الضربات الجوية في سوريا، ما أنهى مساعي "كاميرون" تجاه مواجهة نظام "الأسد"، الأمر الذي وصفه الرئيس الفرنسي آنذاك "فرانسوا هولاند" بأنه "فرصة ضائعة كان يمكن أن تغير مسار الحرب".

  كلمات مفتاحية

السعودية بندر بن سلطان سوريا بشار الأسد ديفيد كاميرون باراك أوباما فرانسوا هولاند

أمين سر برلمان الأسد يكذب بندر بن سلطان.. ماذا قال؟

«كاميرون»: السعودية تكافح التطرف وعلاقتنا معها مهمة لأمن بريطانيا

ترحيل السوريين.. حملة تثير انقساما في السعودية

الملك سلمان يستقبل رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ديفيد كاميرون