أنشأ شاب مصري يدعى "محمد عرفات" مطعما للصم والبكم؛ إيمانا منه بحقهم في الحياة ودمجهم في المجتمع، واقتناعاً منه بإمكانية التغلب على الصعوبات الخاصة بالتواصل.

واستغل "عرفات" جدران المطعم لنقش أحرف لغة الإشارة لتسهيل تعامل الزبائن مع العاملين، كما أنها تعطي الزبون بعض المعلومات عن لغة الإشارة.

وأثنى "عرفات" على العاملين لدينه بأنهم متميزون ولديهم طاقة كبيرة كما أن لديهم أمانة ويخافون الله.

ولفت إلى أنه استفاد من خبرة أخيه الأكبر من الصم والبكم في مجال المطاعم، للوصول إلى أكبر فئة من الصم والبكم واختيار طاقم العمل المناسب.

وتواصل "عرفات" مع الأشخاص الصم والبكم من خلال مجموعة خاصة بهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ يعلن عن وجود وظائف في المطعم، وبالفعل الكثير تفاعل معه، وبدأ يستقبل الجادين ويوظفهم.

وأشار إلى أن 4 أشخاص فقط من طاقم العمل في المطعم، ليسوا من الصم والبكم منهم مدير المطعم، فترة الليل والصباح، ومسؤول التوصيل والكول سنتر من أصل 16 فرداً يعملون في المطعم.

وعن صعوبة الأمر، قال إن إدارة مطعم جميع عماله من الصم والبكم، ليس بالأمر السهل، ففي بداية المشروع، كان يساعد الكاشير في التواصل مع الزبائن ولتعريف الزبائن بفكرة المطعم، لكن مع مرور الوقت أصبح يجلس ليتابع العمل فقط.

وبحسب "عرفات"، يتواصل طاقم العمل مع بعضه بلغة الإشارة ويملأ الطاقم المكان بالروح الجميلة والمرح وهم دائمو الابتسام للزبائن، ويستخدم هو قلم الليزر عند رغبته في مناداة أحد أفراد طاقم العمل لجذب انتباهه.

وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد الصم والبكم في مصر يبلغ نحو 7 ملايين ونصف مليون نسمة، وذلك وفق إحصائية منسوبة للأمم المتحدة، معظمهم يعاني من الإهمال وقلة الرعاية في معظم المجالات، خاصة التعليم، بالرغم من الكم الهائل من المواد والقوانين الدولية والمصرية التي تكفل لهم الكثير من الحقوق في التعليم.