رفضت مستشارة رئيس النظام السوري "بشار الأسد"، "بثينة شعبان"، بشدة، منح الأكراد السوريين، قدرا من الحكم الذاتي، لافتة إلى أن هذه الخطوة "ستفتح الباب أمام تقسيم البلاد".

وقالت "بثينة"، على هامش مؤتمر بشأن الشرق الأوسط في موسكو ينظمه نادي فالداي للنقاش: "الحكم الذاتي يعني تقسيم سوريا.. ليس لدينا أي سبيل لتقسيم سوريا".

وأضافت: "سوريا دولة تستوعب الجميع وكل الناس سواسية أمام القانون السوري وأمام الدستور السوري"، واصفة الأكراد بأنهم "جزء ثمين ومهم للغاية من الشعب السوري"، وفقا لما نقلته "رويترز".

ويريد الأكراد الاحتفاظ بمنطقتهم التي تحكم نفسها، داخل دولة لا مركزية، عندما تنسحب القوات الأمريكية التي تساندهم حاليا.

ويأملون أيضا في التوصل إلى اتفاق مع دمشق، يثني تركيا المجاورة عن مهاجمتهم.

وتأتي تصريحات "بثينة"، بعد أن عبر نائب وزير الخارجية السوري "فيصل المقداد"، عن تفاؤله، الشهر الماضي، إزاء الحوار مع الجماعات الكردية.

وهدف الأكراد من التفاوض مع "الأسد"، هو الحيلولة دون وقوع العملية العسكرية التركية، التي تعتبر وحدات "حماية الشعب"، وهي الجماعة الكردية السورية الرئيسية، تهديدا لأمنها القومي، فضلا عن الحفاظ على الحكم الذاتي في شمال سوريا.

وسعى الأكراد إلى وساطة روسية في المحادثات مع حكومة "بشار الأسد"، وذلك في إطار استراتيجيتهم لملء الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الأمريكية من البلاد تنفيذا لقرار الرئيس "دونالد ترامب".

وحسب مراقبين، فإن الأكراد سيواجهون صعوبات شديدة للحصول على تنازلات من دمشق التي تقول إنها ترغب في استعادة كل شبر من الأراضي التي فقدتها مذن اندلاع الثورة السورية قبل 8 أعوام.

وتخشى الميليشيا الكردية من عملية عسكرية تركية تستهدف وجودها في المنطقة، وذلك في ظل الحديث عن نية أنقرة إنشاء منطقة آمنة على طول الحدود السورية التركية، وعقب الحديث عن عمليات عسكرية قد تشنها أنقرة ضد الميليشيا في شرق الفرات.

وانتقدت "بثينة" هذه الخطوة، وقالت إن "فكرة المنطقة الآمنة تنطوي على استيلاء غير مشروع على أراض سورية".

وأضافت: "تركيا لديها طموح جديد لاحتلال أراضي الآخرين، وأعتقد أننا نواجه (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان الذي يحلم بإحياء الإمبراطورية العثمانية".

وتدعم تركيا المعارضة المناهضة لـ"الأسد"، التي لا يزال لها موطئ قدم في شمال غرب سوريا، كما تنشر قوات في تلك المنطقة.