«مجلة أمريكية»: قريبا سيتعين على مصر الاختيار: إما الروس أو السعوديين

الاثنين 11 مايو 2015 02:05 ص

قالت مجلة «ذا ترومبيت» الأمريكية في تقرير نشرته الأحد 10 مايو/أيار، أنها تعتقد أن هناك فجوة سوف تباعد بين مصر والسعودية قريبًا، وقد تضع القاهرة كصديق لإيران، وترى أن هذه الفجوة هي روسيا التي تدق طبول الفُرقة بين مصر والسعودية.

تقرير مجلة «ذا ترومبيت» الأمريكية الذي كتبه «جيرمياه جاكوز» تحت عنوان «هل تشجع روسيا الفرقة بين مصر والسعودية؟» أشار إلى أنه «في الوقت الحاضر، يتمتع السيسي بشراكة قوية مع كل من السعودية وروسيا، لكن إذا تحسنت العلاقات بين القاهرة وموسكو أكثر من ذلك، سيكون من الصعب احتفاظ مصر بتحالفها مع السعودية».

وأضاف: «بما أن روسيا موالية لإيران ومعادية للسعودية، سيتعين على مصر الاختيار قريبًا: إما الروس أو السعوديين، وقد تؤدي هذه الخطوة إلى دفع مصر بعيدًا عن السعودية، وجذبها نحو المعسكر الإيراني».

ويشير إلى أن الصراع اليمني «أدى إلى تعزيز الشراكة بين مصر والمملكة العربية السعودية لمقاتلة عدو مشترك، الحوثيين، الجماعة الشيعية المتطرفة المدعومة من جانب إيران، لكنّ هناك إسفينًا سوف يباعد بين مصر والسعودية، ويضع القاهرة كصديق لإيران».

ويتساءل الكاتب: «هل تكون روسيا هذا الإسفين»؟، قائلًا إنه «لا يخفى على أحد أن روسيا تنحاز إلى إيران في الصراع اليمني وفي العديد من القضايا الشرق الأوسطية أيضًا، حيث يتشارك ملالي إيران الهدف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء عصر الهيمنة الأمريكية».

ويضيف قائلا: «ويحرص الجانبان على التعاون للوصول لهذا الغرض كلما أمكن، وتقف موسكو وطهران معًا في عرض الدعم الحازم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد؛ إذ إن سوريا تحت حكم الأسد هي الحليف الأكثر قيمة في المنطقة لكل من إيران وروسيا».

 و يستعرض الكاتب إدراك المملكة العربية السعودية، حليفة الولايات المتحدة، والعدو الإقليمي الرئيس لإيران، أن التدخل الروسي في المنطقة موال لإيران، وترفض ذلك بشدة، يقول إن العلاقات الروسية مع مصر تزدهر، إذ تعود بداية هذه العلاقة إلى العقد 1500، عندما قدم قياصرة روسيا الدعم للمسيحيين المصريين، واستمرت هذه العلاقة خلال الحقبة السوفيتية عندما قدمت موسكو الدعم الحيوي للرئيس المصري الراحل «جمال عبد الناصر»، ثم تعرضت العلاقات للفتور تحت حكم الرئيسين «محمد أنور السادات» و«محمد حسني مبارك»، عندما ابتعدت القاهرة عن موسكو لصالح اتخاذ موقف أكثر ولاء لأمريكا.

ويشير التقرير إلى أن مصر الآن تحت حكم الرئيس «عبد الفتاح السيسي» تحتضن روسيا من جديد، بعدما قاطعت الولايات المتحدة «السيسي» بعد أن صعد للرئاسة من خلال انقلاب عزل بموجبه أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في البلاد وهو «محمد مرسي»، وعلقت ثلث مساعداتها العسكرية لمصر، بجانب حجب تسليم بعض الأسلحة لمصر، ما دفع «السيسي» للبحث عن حلفاء آخرين، بمن فيهم روسيا.

وقال التقرير إن «الصداقة الحميمة بين بوتين والسيسي تعبر عن رجلين قويين يقمعان معارضيهما؛ فبوتين يقاتل التمرد الإسلامي في الشيشان؛ ولذلك يتعاطف مع معركة السيسي الحالية ضد الإسلاميين المصريين».

وتقول «ذا ترومبيت» إن السياسة الخارجية الأمريكية المتخبطة قطعت بعض الدعم للسيسي، فاقترب بوتين من نظيره المصري القوي، ففي فبراير/شباط الماضي 2014، زار بوتين القاهرة، حيث كانت المرة الثانية التي تستقبل فيها مصر قائدًا سوفيتيًا أو روسيًا منذ 50 عامًا، ووصفت إحدى الصحف القومية المصرية الكبرى بوتين في صفحتها الأولى حينئذ بأنه: «بطل هذا الزمان».

وخلال الزيارة، أعطى «بوتين» للسيسي بندقية من طراز كلاشينكوف «إيه كيه 47» الشهيرة، وهي الهدية التي يعتقد المحللون بأنها ترمز إلى رغبة روسيا في ملء فراغ التسليح الذي تركته الولايات المتحدة، كما كشف «بوتين» عن خطط للمساعدة في دعم الصناعة النووية في مصر.

وقد علقت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية على النفوذ الروسي على مصر حينئذ بالقول: «تحت قيادة السيسي، أصبحت مصر قريبة من موسكو بشكل متزايد، وانحرفت بعيدًا عن واشنطن، وأصبحت السعودية داعما ماليا رئيسا لمصر في السنوات الأخيرة، ويقترح البعض أن دعم السيسي الجامح للعمل العسكري في اليمن ينبع من الإحساس بالمديونية، لكن السعودية ليست حليفة لمصر وحدها، وربما لن يتخلى السيسي عن علاقاته مع بوتين».

لكن، إذا استمرت الروابط بين القاهرة وموسكو نحو المزيد من الدفء، من الصعب أن تظل علاقة مصر مع السعودية سوية، فروسيا موالية لإيران ومعادية للسعودية، وسيتعين على مصر قريبًا اختيار إما الروس أو السعوديين.

واختمت المجلة تقريرها بالقول إنه: «إذا تواصل الانجذاب الروسي – المصري، فإن ذلك يعني أن خط الصدع سيقسم السعودية ومصر، كما قسم روسيا وأوروبا، وسيساهم ميل أمريكا لخيانة حلفائها (مصر) في حدوث ذلك، وقد تؤدي هذه الخطوة إلى دفع مصر بعيدًا عن السعودية، وجذبها نحو المعسكر الإيراني».

 

  كلمات مفتاحية

مصر روسيا السعودية العلاقات السعودية المصرية العلاقات المصرية الروسية

«سعود الفيصل»: روسيا تقترح حلولا وتنتقد المآسي وهي جزء من مشكلة سوريا

خاص لـ«الخليج الجديد»: «بوتين» طلب من «السيسي» تغيير موقف الخليج من «الحوثي» و«الأسد»

الخارجية الأمريكية: لا نعارض اتفاق مصر وروسيا حول بناء محطة نووية

«السيسي» و«بوتين» يوقعان مذكرة تفاهم لإنشاء محطة نووية لإنتاج الكهرباء في مصر

بوتين وسياسات واشنطن الخاطئة