هدى مثنى.. من أمريكية خجولة إلى مدافعة عن تنظيم الدولة

الجمعة 22 فبراير 2019 12:02 م

لم تلفت "هدى مثنى" الانتباه إلا فيما ندر خلال سنين مراهقتها في ولاية ألاباما الأمريكية حيث كانت توصف بالمجتهدة والخجولة، قبل أن تصبح اليوم محط أنظار أهم الأجهزة الحكومية بعدما تحولت فجأة إلى مؤيّدة متحمسة لمقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية".

تؤكد "هدى" البالغة من العمر 24 عاما وتزوجت من ثلاثة جهاديين وأصبح لديها طفل أنها ندمت على تحولها إلى التطرف وترغب بالعودة إلى بلادها، لكن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تدخل شخصيا لمنعها.

وترعرعت "هدى" في هوفر في ألاباما وهي ضاحية غنية في برمنغهام تقطنها جالية مسلمة كبيرة. وعاشت فيها مع والدين مهاجرين من اليمن كانا صارمين ومنعاها من اقتناء هاتف ذكي حتى أنهت المرحلة الثانوية من دراستها.

لكن حصولها على الهاتف لاحقا فتح أمامها عالمها الجديد. وتشير "هدى" إلى أنها انجذبت لرسائل تنظيم "الدولة الإسلامية" التي أقنعتها بالسفر خلسة في 2014 إلى "الخلافة" التي أقامها التنظيم آنذاك في مناطق واسعة من سوريا والعراق حيث انجذب إليها مئات الغربيين، معظمهم أوروبيون من أصول مهاجرة.

ولدى وصولها، حظيت "هدى" بجمهور واسع ضمن صفوف الجهاديين على وسائل التواصل الاجتماعي. ففي إحدى التغريدات، ظهرت وهي تحرق جواز سفرها الأمريكي.

ووصفت الأمريكيين في تغريدة أخرى بـ"الجبناء" لعدم قدومهم بأعداد أكبر إلى عاصمة "الخلافة" بحكم الأمر الواقع آنذاك -- مدينة الرقة السورية حيث عاشت هي إلى جانب أستراليين.

وفي رسالة تم الاحتفاظ بها ضمن ملفات برنامج جامعة جورج واشنطن المرتبط بالتطرف، أشادت "هدى" بالاعتداء الدامي الذي استهدف في 2015 مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية التي سخرت من النبي محمد. وكتبت "نرفع القبعات تحية للمجاهدين في باريس" داعية إلى شن هجمات مشابهة.

وقالت "هدى" التي اعتقلها مقاتلون أكراد في سوريا متحالفون مع الولايات المتحدة في وقت تتقلص الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" ليبقى في آخر جيب له، إنها لم تعد تؤمن بالفكر المتطرف.

وقالت لمحطة "ايه بي سي نيوز" بصوت منخفض "إنه ليس إسلامي على الإطلاق. سأحارب ضد قول غير ذلك". وأضافت "أنا مجرد إنسان عادي تم التلاعب به مرة وهو ما آمل ألا يتكرر إطلاقا".

عالم جديد على الهاتف الذكي 

 

وأفاد "جوردان لابورتا"، الذي كان يرتاد مدرسة هوفر الثانوية مع "هدى" من 2009 إلى 2013 أنه كان يراها يوميا تقريبا في الصفوف. وقال لوكالة فرانس برس "كانت شابة لطيفة وهادئة".

وأضاف "لم تكن لدى أي أحد بما في ذلك أنا فكرة بأن هذا التطرف يتفاقم عندما سمعنا بالخبر في 2015. صُدم أشخاص أقرب بكثير لها مني بالأنباء".

وأوضح "لابورتا" وهو الآن طالب في كلية الحقوق في جامعة ألاباما أن "هدى" هددته لاحقا إثر تعليقات أدلى بها بعد تحولها إلى التطرف. ووصفته على "إنستغرام" بأنه شخص "مهووس بالدراسة" و"يستحق الضرب" -- وهو تهديد أبلغ به مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي).

وعندما تخرجت من المدرسة الثانوية وسجلت في جامعة ألاباما في برمنغهام، أهداها والدها هاتفا ذكيا.

وقال محامي العائلة "حسن شبلي" إنها "وجدت مكانا تنتمي إليه على هاتفها عبر الإنترنت".

وأضاف أن المجندين من تنظيم الدولة الإسلامية استخدموها كـ"فريسة" و"منحوها الكثير من الاهتمام وتلاعبوا بعقلها وعزلوها عن أصدقائها وعائلتها ومجتمعها ومسجدها".

والدها يشعر أنه أمريكي

 

في تحرك خارج عن المعتاد، قال وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" إن "هدى" ليست مواطنة أمريكية رغم أنها سافرت إلى سوريا بجواز سفر أمريكي.

وقال "بومبيو" لشبكة "فوكس بيزنس" الخميس "هذه امرأة شكلت خطرا هائلا على الجنود والمواطنين الأمريكيين. إنها إرهابية ولن تعود".

وينص الدستور الأمريكي على منح الجنسية لأي شخص يولد في البلاد باستثناء أبناء الدبلوماسيين إذ يعتبرون خارج الاختصاص القضائي للولايات المتحدة.

وعمل "أحمد علي" والد "هدى"، ضمن البعثة الدبلوماسية اليمنية في الأمم المتحدة. ورفع دعوى قضائية الخميس في مسعى للتأكيد على جنسية ابنته، قائلا إنه غادر منصبه الدبلوماسي قبل ولادتها بعدة أشهر.

وفي مقابلة عام 2015 مع "بازفيد نيوز" عندما ظهرت قضية ابنته إلى العلن، أعرب "علي" عن حزنه.

وقال "أمريكا بلدي الآن. إنها بلد أطفالي. وبالنسبة إلي كمواطن أمريكي، إذا طلب مني الدفاع عن هذا البلد فسأقوم بذلك".

بدوره، أفاد "لابورتا" أن معظم سكان هوفر قالوا في مجموعة خاصة على موقع "فيسبوك" إنهم لا يريدون عودتها. وأما هو، فقال إن عليها العودة لكن يجب أن تلاحق قضائيا.

وأكد "بالنسبة إلي، أشعر بدرجة ما من التعاطف. الشباب يخطئون. لديها طفل لا علاقة له بأي من ذلك ولم يرتكب هو أي ذنب".

وتابع قائلا "لكن الفرار من البلاد للانضمام إلى منظمة إرهابية ليس مجرد فعل ناجم عن طيش شباب. الأفعال تحمل عواقب".

  كلمات مفتاحية

هدى مثني الدولة الإسلامية أمريكا

قاض فيدرالي: هدى مثنى المعروفة بعروس داعش ليست أمريكية