أول جمعة بمصلي باب الرحمة في الأقصى منذ 16 عاما

الجمعة 22 فبراير 2019 04:02 ص

في مواجهة مخطط الاحتلال الإسرائيلي للاستيلاء على مصلى "الرحمة" بالمسجد الأقصى، انطلقت، الجمعة، تظاهرات حاشدة في أرجاء القدس والضفة الغربية وفلسطين المحتلة عام 1948، وتمكن الفلسطينيون من إقامة صلاة الجمعة للمرة الأولى في المصلى منذ أغلقه الاحتلال قبل 16 عاما.

في المقابل، حولت قوات الاحتلال القدسَ اليوم لثكنة عسكرية بفعل انتشارها المكثف والواسع بالمدينة المقدسة وبلدتها القديمة ومحيطها ومحيط الأقصى المبارك، كما اعتقلت عشرات الفلسطينيين في القدس الشرقية فجر الجمعة.

وشهدت مدن القدس ورام الله وقلقيلية تظاهرات حاشدة، كما شارك أهالي مدينة الخليل في تظاهرة كبيرة عمت شوارع المدينة، إحياء للذكرى الـ25، لمجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف؛ حيث اندلعت مواجهات شعبية خلال التظاهرة مع قوات الاحتلال، أسفرت عن وقوع عدة إصابات بينهم طفل. 

وقالت لجنة أهالي الأسرى بالقدس إن شرطة الاحتلال اعتقلت أكثر من أربعين فلسطينيا من سكان المدينة، فيما قال متحدث باسم شرطة الاحتلال، في تصريحات إعلامية، إن الموقوفين خلال اليوم بلغ عددهم 60 شخصا "يشتبه بأنهم سعوا إلى تشجيع المصلين على العنف والاضطرابات بعد صلاة الجمعة"، على حد قوله.

وتركزت الاعتقالات في مناطق سلوان والعيسوية وجبل المكبر والبلدة القديمة ووادي الجوز ومخيم شعفاط ورأس العامود، على خلفية الدعوة والمشاركة في التظاهرات التي دعت إليها قوى وطنية وإسلامية فلسطينية تحت اسم "دعوات النفير والغضب".

وتلبية للدعوة زحفت جماهير حاشدة في مدينة القدس والضفة والأراضي المحتلة عام 48 إلى المسجد الأقصى، وتمكن المصلون من الدخول إلى مصلى الرحمة ورفع الأعلام الفلسطينية، وسط هتافات غاضبة رددوها في وجه جنود الاحتلال، منها "بالروح بالدم نفديك يا أقصى، هذا المسجد مسجدنا".

وعام 2003، أغلقت الشرطة الإسرائيلية مصلى "باب الرحمة" الواقع في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى المبارك، بذريعة وجود مؤسسة غير قانونية فيه، وجددت أمر الإغلاق سنويا منذ ذلك الحين، إلا أنها أثارت غضب الفلسطينيين مؤخرا بإغلاق بوابة حديدية مؤدية إلى المصلى بسلاسل حديدية، وانتشرت أنباء عن كون هذا تمهيدا للاستيلاء على المصلى المغلق وتحويله لكنيس يهودي.

واقتحمت مجموعة من الفلسطينيين قبل يومين، البوابة الحديدية، محطمة السلاسل والأقفال التي وضعها الاحتلال، وعلى إثر ذلك تم اعتقال عدد منهم، قبل أن يطلق سراحهم فيما بعد وتضطر سلطات الاحتلال لإزالة السلسلة الحديدية، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة.

وأكد نائب رئيس حركة فتح، "محمود العالول"، اعتزاز الحركة بالإنجاز الذي حققته المقاومة الشعبية في القدس، بإجبارها سلطات الاحتلال على الرضوخ لإرادة المقدسيين وفتح باب الرحمة، مؤكدا على أن قرار الحركة ومنظمة التحرير هو "مواصلة معركة الدفاع عن القدس"، قائلا: "لن نتراجع قيد أنملة حتى نتمكن من إنجاز أهدافنا الوطنية وتجسيد حقوقنا الثابتة بدحر الاحتلال والاستيطان وتحقيق الاستقلال الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".

فيما دعت حركة "حماس" الاحتلال الإسرائيلي إلى أن يدرك "رسالة الجماهير الهادرة المدافعة عن قدسها ومقدساتها".

وقالت في بيان لها: "الأقصى خط أحمر لا يمكن للاحتلال تعديه أو تنفيذ مخططاته بتغيير واقعه والسيطرة عليه".

وطالبت الأمتين العربية والإسلامية بـ"الوقوف في وجه موجة التطبيع الرسمي مع الاحتلال، الذي يعتدي على مقدساتها ويسعى إلى تبديد جهودها وتشتيت صفها"، ودعتهما كذلك لتوفير الإسناد والدعم اللازمين للقدس.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

فلسطين القدس الأقصى الاحتلال الإسرائيلي باب الرحمة مصلى الرحمة

الأردن ينفى مزاعم إسرائيلية بغلق باب الرحمة لـ6 أشهر