قيادة باردار لمفاوضات طالبان تؤشر لاتفاق بإنهاء حرب أفغانستان

الاثنين 25 فبراير 2019 12:02 م

أكدت صحيفة "نيويورك تايمز"، الإثنين، أن مشاركة "عبدالغني باردار"، أحد مؤسسي حركة "طالبان" الأفغانية، في أعلى مستوى من المفاوضات بين الحركة ودبلوماسيين أمريكيين يؤشر إلى إبرام الاتفاق نهائي بشأن إنهاء الحرب في أفغانستان.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن مفاوضي "طالبان" لم يكن لديهم سلطة مناقشة ملفي: وقف إطلاق النار أو المفاوضات مع الحكومة الأفغانية، خلال جولة المحادثات الأخيرة، وطلبوا بعض الوقت للعودة إلى قيادتهم.

ولذا فإن حضور "باردار" لجولة محادثات، الإثنين، بالعاصمة القطرية (الدوحة)، بصفته رئيس اللجنة التي تدير المفاوضات، يعني امتلاك فريق "طالبان" بالدوحة لسلطة اتخاذ القرار التي كان يفتقر إليها من قبل.

وأضافت أن المحادثات ستكون الرابعة من نوعها خلال الأشهر الأخيرة، ومن المتوقع أن تسفر عن اعتماد تفاصيل الملفين، اللذين قال الجانبان إنهما توصلا لاتفاق إطاري بشأنهما الشهر الماضي.

وبموجب هذا الإطار، فإن "طالبان" ستوافق على حفظ الأراضي الأفغانية من أن تكون ملاذا للإرهابيين، ما يفتح الباب أمام صفقة يمكن أن تشمل انسحاب القوات الأمريكية.

وقال المتحدث باسم "طالبان"، "ذبيح الله مجاهد" إن جدول أعمال اجتماع التفاوض بالدوحة هو "القضايا القديمة لإنهاء الاحتلال ومنع الضرر عن أي شخص بأفغانستان".

وبعد الجولة الأخيرة من المحادثات، قال مفاوضو "طالبان" إن الأمريكيين سيبدؤون انسحابا جزئيا لقواتهم في وقت مبكر من فبراير/شباط الجاري، وأن تفاصيل الانسحاب الكامل ستبلورها فرق فنية من كلا الجانبين.

تحذير أفغاني

ورفض المسؤولون الأمريكيون التلميح القائل بأن انسحاب القوات قد دخل حيز التنفيذ بالفعل،  فيما حذر المسؤولون الأفغان، والعديد من المحللين، من موافقة الولايات المتحدة على مثل هذا التحرك فورا، ويقولون إنه سيزيل أقوى نفوذ لها على "طالبان" قبل أن تقدم أي تنازلات باتجاه صفقة مقبولة مع الحكومة الأفغانية تحافظ على التقدم في مجال حقوق النساء والأقليات.

فخلال فترة وجودها في السلطة، حظرت "طالبان" النساء من الحياة العامة وحكمت بموجب تفسيرها القاسي للشريعة الإسلامية، بما في ذلك حظر الموسيقى والتلفزيون.

ورغم أن الحركة أعلنت مؤخرا أنها ستحترم حقوق المرأة وفقا للإسلام، بما في ذلك حقها في التعليم والعمل والتملك والإرث، يتشكك الكثيرون في إمكانية استيعابهم للتقدم المحرز بأفغانستان في هذا المجال على مدى السنوات الـ17 الماضية.

ففي أجزاء كبيرة من البلاد، أصبحت النساء جزءا لا يتجزأ من الحياة العامة، كما تم الترحيب بنمو الإعلام المستقل كواحد من أكبر الإنجازات.

لكن كبير المفاوضين الأمريكيين "زلماي خليل زاد"، قال، بعد جولة المفاوضات التي جرت بالدوحة الشهر الماضي: "سارع المشككون إلى إصدار حكم كما لو كان لدينا اتفاق كامل".

وأضاف: "لن يتم حل حرب عمرها 40 عاما في اجتماع واحد، حتى إذا استمر هذا الاجتماع لمدة تقارب الأسبوع".

وبدا أن رحلة "باردار"، والعديد من قادة "طالبان" الذين يتخذون من باكستان مقرا لهم، إلى الدوحة، حسمت الإجابة على ما يبدو عن سؤالين ظلا معلقين خلال محادثات الأسابيع الأخيرة، حول ما إذا كان قادة الحركة، المدرجون على قوائم عقوبات الأمم المتحدة، يمكنهم السفر لإجراء مفاوضات، وما إذا كانت باكستان قد حررت "برادار" حقا من الاعتقال للسماح له بالمشاركة في محادثاتها.

وكان لـ"باردار" دور فعّال في إعادة تنظيم صفوف "طالبان" بعد غزو الولايات المتحدة لأفغانستان في عام 2001.

واعتُقل القيادي البارز بـ"طالبان" في غارة باكستانية أمريكية مشتركة وألقي به في السجن لسنوات حتى طلب "خليل زاد" إطلاق سراحه على أمل أن يشارك في المفاوضات.

عقبة وحيدة

ثمة شيء واحد يمكن أن يعقد الخطوة التالية في محادثات السلام الأفغانية، هو عدم وجود توافق في الآراء بين حكومة الرئيس "أشرف غني" ومجموعة من القيادات السياسية التي تنتقد قيادته.

واختلف الجانبان علانية حول قضايا من بينها كيفية التعامل مع رفض "طالبان" لإجراء محادثات مع الحكومة وتشكيل فريق تفاوض إذا وافقت "طالبان" في النهاية.

ودعا "غني" إلى عقد مجلس (لويا جيرغا)، وهو تجمع تقليدي كبير يضم نحو 2000 ممثل أفغاني من جميع أنحاء البلاد لتقديم المشورة بشأن كيفية المضي قدما في التعاطي مع ملف "طالبان".

وقال مبعوث الرئيس الأفغاني الخاص للسلام "محمد عمر داودزاي" إنه يأمل في أن يخلق الاجتماع الكبير بعض الإجماع بين اختلاف الفصائل الأفغانية وتحديد الخطوط الحمراء للمفاوضات المستقبلية مع الحركة.

وكان "خليل زاد" قد أكد ضرورة أن يسمي الأفغان فريقا تفاوضيا موحدا للمضي قدما في مساعي السلام الأفغانية.

  كلمات مفتاحية

طالبان الدوحة أمريكا واشنطن نيويورك تايمز أفغانستان زلماي خليل زاد

لقاء روسي أمريكي صيني قريب في موسكو حول أفغانستان

روسيا: طالبان تريد وجودنا كضامن للاتفاقيات مع واشنطن