السيسي يعد بتسهيل عودة اليهود لمصر.. ويحذر: أنا أو الإخوان

الخميس 28 فبراير 2019 07:02 ص

عرض الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" تسهيل عودة اليهود إلى مصر مجددا، مطالبا الإدارة الأمريكية بمواصلة دعمه وإلا "فسيعود الإخوان المسلمين إلى الحكم".

جاء ذلك خلال استقباله وفدا أمريكيا ضم رجال أعمال يهودا، قبل أيام، حسب ما كشفه رئيس الوفد في تصريحات للصحافة الإسرائيلية، وفق "الجزيرة.نت".

وتكون الوفد من أعضاء اللجنة الأمريكية التي دعمت منح الرئيس المصري الراحل "أنور السادات" ميدالية الكونغرس الذهبية بعد وفاته، وهو ما وافق عليه ثلثا أعضاء الكونغرس ووقعه "ترامب" في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وسافر أعضاء اللجنة إلى مصر لدعوة "السيسي" إلى الاحتفالية التي ستشهد منح "جيهان" زوجة "السادات" الميدالية الخريف المقبل، وكان يترأس الوفد مؤسس اللجنة "عزرا فريدلاندر"، وهو يهودي أرثوذكسي متشدد.

ولم يقتصر اللقاء حول دعوة "السيسي" لحضور احتفالية تكريم "السادات"، بل استغل اللقاء للتأكيد على ضرورة مواصلة الدعم الأمريكي لنظامه.

وفي هذا الصدد، نقل "فريدلاندر" عن الرئيس المصري قوله إنه إن لم يحصل على دعم الولايات المتحدة قد يستعيد الإخوان السلطة، مضيفا أن "السيسي يتطلع بوضوح للحصول على الدعم في واشنطن".

طلب "السيسي" لاقى ترحيبا من أعضاء الوفد، حيث قال "فريدلاندر": "أعتقد أنه من واجبنا الأخلاقي دعمه إلى أقصى حد ممكن"،  داعيا إلى "احتضان السيسي في الغرب" خاصة من قبل الإدارة الأمريكية وكل أعضاء الكونغرس باعتباره حليفا استراتيجيا.

وأضاف: "أعتقد أن دور اليهود الأمريكيين هو التحالف علانية مع السيسي".

الترحيب بطلب الرئيس المصري لم يقتصر على دعوة "احتضان السيسي غربيا" بل شمل أيضا صمت الوفد الأمريكي اليهودي عن انتهاكات حقوق الإنسان بمصر؛ حيث أكد "فريدلاندر" أن الوفد لم يثر مخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان مبررا ذلك بقوله: "لا أحد سيقنعني بأن أولئك الذين ينادون بحقوق الإنسان في مصر يُقدمون للعالم خدمة".

وأضاف: "في هذه المنطقة من العالم، يُسيء الناس استخدام مصطلح حقوق الإنسان، ويستخدمونه كوسيلة لإطاحة حكومة واستبدالها بأخرى دون أي مظهر من مظاهر حقوق الإنسان".

من جهة أخرى، فإن طلب الرئيس المصري من رجال الأعمال اليهود الضغط على الإدارة الأمريكية لمواصلة دعمه، سبقه تودد من "السيسي" عندما وعد بترميم الآثار اليهودية، وعرض عودة الجالية اليهودية مرة أخرى إلى مصر.

وهو ما كشفته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية؛ حيث أبلغ "السيسي" الوفد الأمريكي بأن اليهود إن كانوا راغبين بتأسيس طائفة يهودية في مصر فستبني لهم الحكومة كُنُسا يهودية ومؤسسات دينية أخرى.

وقال "فريدلاندر": "تحدث الرئيس السيسي باعتزاز ليس فقط عن الطائفة اليهودية النابضة بالحياة التي كانت موجودة بمصر سابقا، بل قال أيضا إنه في حال عودة الطائفة اليهودية إلى مصر فستقدم الحكومة كل الضرورات الدينية المطلوبة، كان هذا قبولا حارا للغاية".

وأوضح أن "السيسي" وعد كذلك بإجراء عملية تنظيف وتنظيم لمقابر البساتين القديمة بالقاهرة، وهي مقبرة يعود تاريخها إلى القرن التاسع ويُعتقد أنها ثاني أقدم مقبرة يهودية في العالم.

وفي تصريحات لقناة "مكان" الإسرائيلية (رسمية)، قال رئيس الوفد الأمريكي اليهودي إن الوفد وعد بجمع الأموال اللازمة لترميم المقابر، لكن "السيسي" رفض قائلا إن الحكومة المصرية هي التي ستتحمل التكلفة لأنها من مسؤوليتها.

وبثت القناة الإسرائيلية تقريرا يحتفي بتصريحات "السيسي"، ويعدد من مواقفه الداعمة لليهود في مصر والعالم، وحرصه على التراث اليهودي.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن الرئيس المصري مشروعا بنحو 70 مليون دولار لترميم مواقع التراث اليهودي.

ومنذ تولى السلطة في 2014، يتبنى "السيسي" نهجا ودودا تجاه (إسرائيل) ورجال الأعمال والسياسيين اليهود في أمريكا؛ حيث استقبل عدة وفود منهم.

ومن أشهر تصريحاته حديثه عن ضرورة إرساء ما وصفه بالسلام الدافئ مع (إسرائيل)، وتأكيده المتكرر على منع الهجمات المسلحة ضد (إسرائيل) انطلاقا من سيناء، ودعمه لما يعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن"، التي تقول تقارير إعلامية إنها تقتل القضية الفلسطينية بمنح القدس عاصمة لـ(إسرائيل)، ومنع عودة اللاجئين، وإنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح والسيادة.

ويواجه "السيسي" ضغوطا من منظمات حقوقية دولية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، فضلا عن تزايد الغضب الشعبي من التدهور الاقتصادي، واتساع دائرة المعارضة السياسية لتشمل ليبراليين ويساريين وليس الإسلاميين فقط.

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي يهود أمريكا ترامب الإخوان المسلمين

الإخوان سبب مجزرة نيوزيلندا.. أحدث طرائف التليفزيون المصري