وقع اختيار منظمو كرنفال الشخصيات السياسية والأزياء التنكرية في ألمانيا على ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" وهو يحمل المنشار للمشاركة في قطار الكرنفال الذي يعبر عدة مدن ألمانية، وذلك في إشارة صريحة لتورطه في جريمة قتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" وتقطيع جثته.

وتواجه السعودية أزمة دولية كبيرة منذ أن أقرت يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بمقتل "خاشقجي" في قنصليتها بإسطنبول، بعد 18 يوما من الإنكار، حيث قدمت الرياض روايات متناقضة بشأن مصيره، قبل أن تعلن أنه تم قتله و"تجزئة جثته"، إثر فشل "مفاوضات" لإقناعه بالعودة إلى المملكة.

وأثار ما حدث لـ"خاشقجي" موجة غضب عالمية ضد المملكة ومطالبات بتحديد مكان الجثة ومحاسبة الجناة، خاصة من أمر بالجريمة.

وقالت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) إنها توصلت إلى أن "قتل خاشقجي كان بأمر مباشر من بن سلمان"، لكن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الرياض، شكك في تقرير الوكالة، وتعهد بأن يظل "شريكا راسخا" للسعودية على الرغم من قوله إن "بن سلمان" ربما كان لديه علم بخطة قتل "خاشقجي"، وربما لا.

وتخلفت إدارة "ترامب" عن موعد نهائي في فبراير/شباط الماضي، لتقديم تقرير إلى الكونغرس بشأن المسؤول عن مقتل "خاشقجي"، كما قدم 5 مشرعين ديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي مشروع قانون يطلب من الاستخبارات الوطنية تسليم تقرير للكونغرس يحدد أسماء من أمر ومن نفذ الاغتيال خلال موعد أقصاه 30 يوما.

وإلى جانب "بن سلمان" الذي تم اختياره الشخصية العربية الوحيدة للمشاركة في الكرنفال، ظهر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في ملعب الغولف وهو يضرب كرات تمثل دولا وهيئات أممية مختلفة، ما يشير إلى عدم اكتراث الرئيس الأمريكي بالمؤسسات الأممية أو الوطنية، وعدم احترامه لعلاقات واشنطن مع حلفائها.

كما سلط الكرنفال الضوء على مشهد تعبيري للمستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل" وهي تغادر المشهد السياسي، وأزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

ويخصص الكرنفال للاحتفال والرقص والغناء في مناسبة تقليدية للتعبير عن الفرح والحياة، وليس فقط للرسائل الموجهة لصناع القرار.

وبلغ موسم الكرنفالات الأوروبية أوجه، الأحد، مع احتفال المشاركين من شرق القارة إلى غربها كل على طريقته، فبعضهم يتراشق بالفواكه، وآخرون يقلدون شخصيات سياسية، أو يطلقون العنان لتصرفاتهم الطفولية.

وتنظم تلك الكرنفالات، وهي عادة لدى المسيحيين، قبل الصوم الكبير، كما تتضمن جانبا يجسد الموت أو حياة الآخرة.