تحالفات سياسية في تونس لرسم ملامح المشهد الانتخابي والرئاسي

الخميس 7 مارس 2019 04:03 ص

تشهد الساحة التونسية سباقا محموما قبيل إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية على التوالي، خلال أكتوبر/تشرين الأول، ونوفمبر/تشرين الثاني المقبلين.

وتسعى قوى سياسية مؤثرة لإبرام تحالفات، وتجاوز عثرات، بالتزامن مع إعلان رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات "نبيل بافون" انطلاق مسار العملية الانتخابية بداية الأسبوع الجاري.

ومن المتوقع أن تشهد الخريطة الانتخابية مفاجآت، وتحالفات، وربما انسحابات، من شأنها رسم ملامح المشهد السياسي في البلد الذي يجري ثالث انتخابات من نوعها برعاية هيئة انتخابات مستقلة، منذ ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011.

ويرى مراقبون أن الاجتماع المفاجئ الذي جمع رئيس حركة النهضة "راشد الغنوشي"، مع المدير التنفيذي لحزب نداء تونس "حافظ قائد السبسي"، نجل الرئيس "الباجي قائد السبسي"، بعد قطيعة دامت سنة كاملة، كان محاولة من نجل الرئيس للاستنجاد بالنهضة للخروج من الأزمة التي تعصف ببيت "نداء تونس" الحاكم.

وتشهد العلاقات بين "النهضة" و"نداء تونس"، قطيعة على خلفية رفض "النهضة" إقالة حكومة "يوسف الشاهد"، رئيس الوزراء الحالي.

وقال القيادي في حركة النهضة "علي العريض" في تصريحات لـ"الجزيرة نت"، إن هذه المشاورات تهدف إلى توسيع دائرة الحوار، ملمحا إلى أن احتمالات التحالف تبقى خيارا واردا وفقا لما تقتضيه المرحلة السياسية.

وأضاف أن "النهضة" ستحافظ على موقفها بالترشح في كل الدوائر الانتخابية، كما أنها قد تدعم مرشحا سياسيا في الانتخابات الرئاسية أو ترشّح اسما يتم التوافق عليه.

لكن الناطق الرسمي لنداء تونس "منجي الحرباوي"، وصف اللقاء بأنه "عادي" لا يندرج ضمن البحث عن توافق سياسي، مؤكدا أن التوافق انتهى دون رجعة، على حد قوله.

ولم يعلن الجانبان أية تفاصيل عن أهداف ونتائج اللقاء.

ويقود حزب رئيس الحكومة "يوسف الشاهد"، مشاورات لمّ شمل من أجل منح حزب "تحيا تونس" أكبر قدر من المقاعد بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كذلك تشهد الجبهة الشعبية (تكتل لأحزاب يسارية وقومية) وهي من أشد معارضي الحكومة، خلافات داخلية بسبب الصراع القائم حول المرشح للانتخابات الرئاسية، وهو ما اعتبره متابعون تهديدا لتماسك الجبهة.

ويعول القيادي في الجبهة الشعبية والنائب "مراد الحمادي" على مبادرة الجبهة من أجل الالتقاء على برنامج سياسي يضم الأحزاب التقدمية المناضلة.

ويقلل المحلل السياسي "صلاح الدين الجورشي" من شأن تحالفات الأحزاب الضعيفة للظفر بمقعد أو مقعدين في البرلمان، مشيرا إلى تبلور تحالفات غير طبيعية مبنية على أسس غير سليمة.

ومن المتوقع أن يكون التنافس قويا بين حزب "النهضة" (إسلامي) وحزب "تحيا تونس" الجديد بزعامة رئيس الوزراء "يوسف الشاهد"، إضافة إلى حزب "نداء تونس" الذي يترأسه "حافظ السبسي" نجل رئيس البلاد، وكذلك "الجبهة الشعبية" وحزب "التيار الديمقراطي".

  كلمات مفتاحية

رئيس تونس يدعو إلى تعديلات دستورية: لدي تصور جاهز