إيكونوميست: الإخوان كبش الفداء المسؤول عن كل بلاء بمصر

الجمعة 8 مارس 2019 08:03 ص

"رغم أنها محظورة، وزعماؤها مسجونون أو متناثرون في المنافي، إلا أن الإعلام يعتبرها المسؤول عن أي بلاء بمصر"..

هكذا قدمت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية توصيفا لخطاب الإعلام المصري واتهاماته بحق جماعة "الإخوان المسلمون"، بعد حادثة قطار محطة رمسيس المنكوب، في 27  فبراير/شباط الماضي، الذي راح ضحيته 22 قتيلا، وأكثر من 40 مصابا في حريق مروع.

وذكرت المجلة، في تقرير نشرته الجمعة، أن جرار القطار اصطدم بالمحطة الرئيسية في القاهرة وتحطم بأحد الحواجز، ثم انفجر، لتكتسح النيران الضحايا؛ بسبب إهمال السائق الذي فشل في كبح القطار قبل الخروج منه للشجار مع عامل آخر، في واقعة عبرت عن تاريخ طويل من فشل آخر لهيئة السكك الحديدية في مصر.

لكن سبب الكارثة لم يكن كذلك بالنسبة للصحفيين الممالئين للسلطة، الذين زعموا أن "قوى الظلام" تقف وراء اصطدام القطار؛ لأن سائقه من (كرداسة)، وهي قرية معروفة بتعاطفها مع الإخوان. 

وفي هذا السياق، قال المقدم التلفزيوني "نشأت الديهي": "لا يمكنني استبعاد استخدام الإخوان للسائق"، كما ادعى أكاديمي، أجريت معه مقابلة على قناة أخرى، بأن رد الفعل الغاضب إزاء الحادث كان دليلا على وجود "مؤامرة" لـ "صرف الانتباه عن إنجازات الرئيس (عبدالفتاح السيسي)".

وأشارت المجلة البريطانية إلى أن النظام المصري دأب على تحويل "الإخوان" كبش فداء مألوف لكل الأزمات منذ أن أطاح "السيسي" (وزير الدفاع في 3 يوليو/تموز 2013)، بحكومة منتخبة تنتمي للجماعة الإسلامية البارزة في انقلاب عسكري، ليرسم لنفسه صورة الرجل الذي أنقذ مصر من نظام غير ليبرالي وشرع في إصلاح اقتصادها الراكد.

فعندما ارتفع سعر البطاطس في مصر، الخريف الماضي، من 5 جنيهات (0.30 دولار) للكيلوغرام الواحد إلى 15 جنيها، كان ذلك بسبب انخفاض قيمة العملة المحلية في عام 2016، ما أدى إلى رفع تكاليف البذور، إذ توقف المزارعون عن زراعة محصول خاسر، ومع ذلك لم يكن تفسير صحيفة "الوطن" اليومية الخاصة للأمر على هذا النحو.

ادعت الصحيفة أن "الإرهاب المالي" يقف وراء أزمة البطاطس، وزعمت أن جماعة "الإخوان" اشترت المحصول في البلاد وخزنته في مستودعات خاصة بها.

وبالطريقة ذاتها اتهمت الصحيفة الجماعة بأنها تقف وراء أزمة نقص السكر في عام 2016.

وحتى عندما تسببت العواصف الشتوية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 في سقوط أكثر من ضعف ما تستقبله مدينة الإسكندرية الساحلية (شمالي مصر) من أمطار سنويا، ألقى الإعلام الممالئ للسلطة في مصر مسؤولية الفيضان الذي أعقب ذلك على جماعة "الإخوان المسلمون" أيضا.

ولإثبات زعمها بأن الجماعة أغلقت مجاري المياه في المدينة بـ"الأسمنت"، نشرت وزارة الداخلية صورة لرجل يجلس إلى جانب مصرف.

وفي المقابل، لدى جماعة "الإخوان" خطابها الخاص أيضا، ففي نوفمبر/تشرين الثاني قتل مسلحون، يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم "الدولة الإسلامية"، 6 من المسيحيين المصرييين، وهو ما وصفه موقع الجماعة على الإنترنت بأنه "هجوم كاذب يقصد به التشهير بالإسلاميين".

فيما قامت الشرطة المصرية بقتل 10 من المشتبه بهم، بزعم أنهم خلية إخوانية، تلقت تمويلا جيدا من الجماعة بدليل ضبط مخزون من "الخبز والجبن والتونة المعلبة" معهم.

وعقبت "إيكونوميست" على ذلك ساخرة بالإشارة إلى أن كل تلك الاتهامات تم توجيهها لـ"لإخوان" على الرغم من عدم وجود بطاطس بحيازة الخلية. 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإخوان المسلمون مصر كرداسة نشأت الديهي عبدالفتاح السيسي الإسكندرية قطار محطة مصر

الإخوان سبب مجزرة نيوزيلندا.. أحدث طرائف التليفزيون المصري