هل كان تنظيم قطر المونديال أحد أسباب الأزمة الخليجية؟

السبت 9 مارس 2019 11:03 ص

تشهد قضية تنظيم قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم (المونديال) لعام 2022 مجموعة من السجالات ضمن دول الخليج، وخصوصاً من قبل رئيس الهيئة العامة للرياضة في الإمارات محمد خلفان الرميثي الذي طرح الموضوع للنقاش أكثر من مرة.

وجاء خبر دراسة الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» إشراك سلطنة عُمان ودولة الكويت في استضافة بعض المونديال المقبل ليضيف بعض البهارات على «طبخة» سياسيّة غير معلومة التفاصيل بعد.

فحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية فإن رئيس الفيفا، السويسري جياني إنفانتينو، يرغب في زيادة عدد منتخبات بطولة كأس العالم وأنه بدأ في التفكير في احتمال إقامة بعض المباريات في الكويت وعُمان، وسيتخذ هذا القرار بشأن عدد المنتخبات المشاركة خلال شهر حزيران/يونيو المقبل.

وهو أمر تم إقراره لمونديال عام 2026 الذي ستستضيفه الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا معاً، لكنّ إقراره لعام 2022 سيحمّل قطر مسؤوليات كبرى ويفتح الباب، بالتالي، لفكرة الاستعانة ببلدان أخرى.

تصريح الرميثي الجديد الذي يطالب بـ«تنحية الأزمة الدبلوماسية جانبا والتركيز على كرة القدم»، وقوله إن قرار إنفانتينو يمكن أن يساعد في رأب الصدع «إذا كانت قطر مستعدة للالتفات إلى جيرانها والاستفادة من ملاعبهم في المونديال» يفتح الباب مجدداً لجانب لم يتمّ الاهتمام به كفاية في موضوع الأزمة الخليجية.

فقد ركّزت النسبة الساحقة من التحليلات على أسباب سياسية للأزمة ولكنّها لم تأخذ في الاعتبار قضايا أخرى مهمة مثل التنافس بين الدوحة وأبو ظبي، والذي تلعب فيه قضايا كالرياضة والاقتصاد والفن والأدب، أي قضايا «القوة الناعمة»، أدواراً مهمّة، إضافة إلى القضايا السياسية.

لا يمكننا، على سبيل المثال، إغفال الطريقة «الحربيّة» التي تعاملت بها الإمارات في كانون الثاني/يناير الماضي خلال قضية بطولة آسيا، وكيف تم استخدام الأزمة الخليجية لتبرير منع المشجعين القطريين من حضور مباريات منتخبهم (وحتى اعتقال شاب بريطاني الجنسية لأنه لبس قميص المنتخب)، والربط المكشوف الذي حصل بين الشأنين السياسيّ والرياضيّ.

يضاف إلى ذلك ما كشفته صحيفة «الغارديان» البريطانية الشهر الماضي عن عرض الأسترالي لينتون كروسبي، الخبير بحزب المحافظين، خطة لتشويه سمعة قطر لسحب استضافتها للمونديال مقابل 5.5 مليون جنيه أسترليني.

ورغم أن التحليلات السياسيّة لم تتطرّق إلى أثر فوز قطر بتنظيم «المونديال» في إذكاء نار الكيد السياسيّ المستعر في أبوظبي تجاه الدوحة، فعلينا أن نفترض أن نجاح قطر في ذلك الملفّ الصعب لعب دوراً فعلاً في أخذ الإمارات دوراً رئيسياً في التخطيط وإدارة قرار حصار جارتها.

وبالتالي فإن الأسباب السياسيّة المعلنة كانت، بالنسبة للإمارات، هي الغطاء الذي غطّى قضية محاولة القضاء على أشكال المنافسة الكبيرة التي تمثلها جارتها القطرية، ومنها، بدون شك، قضية «المونديال».

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

مونديال 2022 حصار قطر الأزمة الخليجية الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا الولايات المتحدة جياني إنفانتينو سي إن إن الإمارات محمد خلفان الرميثي الكويت سطنة عمان

المونديال الأغلى في التاريخ.. لماذا أنفقت قطر 220 مليار دولار على استضافة كأس العالم؟

مونديال قطر.. كيف تحول من عامل تباعد إلى سبب للتقارب بين دول الخليج؟