جدد وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف"، الثلاثاء، دعوة السعودية إلى الحوار، مؤكدا أن منطقة الشرق الأوسط لا تحتاج "بلدانا قوية" أو "رجالا أقوياء"، بل تحتاج إلى تعاون بين كل الأطراف.

وأضاف "ظريف"، في مقابلة مع مراسل الشؤون الإيرانية في "بي بي سي"، أن بلاده لديها استراتيجية إقليمية تسمى "منطقة أقوى" وليس "بلدانا قوية" أو "رجالا أقوياء".

وتابع: "لقد كان لدينا ما يكفي من الرجال الأقوياء، نحتاج إلى منطقة قوية، ولا أعتقد أننا هنا لاتخاذ إجراءات تجاه أي دولة أو لتأمين تدخل نيابة عن إيران في أي بلد، مواقفنا واضحة للغاية، نحن ندعو إلى الحوار"

وأكد "ظريف" أن إيران "لا سبب لديها لافتعال معركة مع أي من دول الجوار بما فيها السعودية" حسب قوله.

وأشار الوزير الإيراني إلى أن بلاده لم تحاول استبعاد السعودية عن الساحة الإقليمية، وأن المملكة "هي التي حاولت ذلك".

وأشار "ظريف" إلى أن بلاده مستعدة للتعاون مع السعودية، قائلا: "لكن القيادة الحالية في المملكة ترى أن مصلحتها ومستقبلها، وبالتحديد مستقبلها الشخصي، يكمن في التوتر المستمر مع إيران".

وأردف: "نحن نرى أن أمن السعودية مرتبط ارتباطا شديداً بأمننا وعلى السعودية أن تقتنع أيضاً بأن أمن إيران يعني أمن المملكة".

ويزور وزير الخارجية الإيراني العاصمة العراقية بغداد حاليا برفقة الرئيس "حسن روحاني"، وهي الزيارة الأولى لرئيس إيراني منذ 11 عاما والثانية في العلاقة بين البلدين منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية.

وخلال الزيارة، أعلن "ظريف" استعداده لزيارة السعودية لإنهاء الخلافات بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما على خلفية قيام محتجين إيرانيين بإحراق سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد في يناير/كانون الثاني 2016.

وقال "ظريف" في مقابلة مع قناة "الفرات" العراقية عقب وصوله مساء السبت إلى العاصمة بغداد تحضيرا لزيارة الرئيس "حسن روحاني": "دائما أعلن استعدادي للحوار مع الجيران، لكن للأسف جيراننا في السعودية ليست لديهم رغبة في الحوار، وأنا مستعد عندما أزور المنطقة أن أزور السعودية".

وأشار "ظريف" إلى رغبته قبل 5 أعوام في القيام بزيارة إلى السعودية في إطار جولته الإقليمية، مبينا أنه بعث عدة رسائل إلى المسؤولين السعوديين أعرب فيها عن استعداد طهران للتعاون الثنائي والإقليمي مع الرياض، مضيفا: "لكن الجانب السعودي قال في رده علينا إن المنطقة لا تعنيكم".