كشفت تقارير فرنسية كواليس الساعات الأخيرة، التي سبقت إعلان الرئيس الجزائري "عبدالعزيز بوتفليقة" تراجعه عن سعيه للترشح لولاية خامسة إثر احتجاجات شعبية حاشدة وغير مسبوقة في أنحاء البلاد.

ونقلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن مصادر جزائرية لم تسمها، قولها إن ما أقدم عليه الرئيس جاء وفق خطة للخروج من الأزمة، ونتيجة تفاهمات بين "رمطان لعمامرة"، الذي عينه "بوتفليقة" مساء الإثنين الماضي نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للخارجية، وبين "الأخضر الإبراهيمي" (85 عاماً)، وزير الخارجية الأسبق الذي عمل طويلاً في خدمة الأمم المتحدة.

ووفق معلومات "لوفيغارو"، فإن "الإبراهيمي"، و"لعمامرة" "اتصلا بسعيد، شقيق الرئيس بوتفليقة، لاقتراح خطة الخروج من الأزمة"، موضحة أن الأخير الذي يثق بهما وافق عليها.

وأفادت الصحيفة بأن "سعيد" و"ناصر" الشقيق الآخر لـ"بوتفليقة"، تعرضا لضغوط قوية من طرف الذين يسعون لبقاء الرئيس في مركزه حماية لمصالحهم، ومن الذين يريدون رحيله من شبكات الدولة العميقة.

وفي النهاية، فإن خيار البقاء، وفق الخطة التي أعلن عنها "بوتفيلقة"، التي هندسها "الإبراهيمي" و"لعمامرة"، هي التي كانت لها الغلبة.

ولفتت "لوفيجارو" إلى أنه بينما كانت طائرة "بوتفليقة" العائد من جنيف تحط في الجزائر، كانت طائرة أخرى تقلع متجهة إلى باريس، وعلى متنها "رمطان لعمامرة" في مهمة لإقناع الرئيس "إيمانويل ماكرون" بالخطة الخاصة التي أعلنها "بوتفليقة" لاحقاً.