حث رئيس الوزراء الجزائري الجديد، "نورالدين بدوي"، المحتجين والمعارضة الجزائرية على كسر كل حواجز التشكيك، متعهدا بتشكيل حكومة تكنوقراط تشمل الشباب والشابات الذين يخوضون احتجاجات عارمة ضد استمرار الرئيس "عبدالعزيز بوتفليقة" على رأس السلطة.

وطالب "بدوي" الجميع بالتحلي بالرصانة، بينما صعدت المعارضة ضغوطها ورفضت المفاوضات ذاهبة إلى أن ميزان القوة "في صالحها".

وأضاف "بدوي" في مؤتمر صحفي، الخميس، أنه "فيما يخص الحكومة نحن بصدد تشكيلها والتشاور فيما يخصها ونقول بصدق إن هذه التشكيلة سوف تكون تشكيلة تمثل كل الطاقات وخاصة الشبانية من بنات وأبناء وطننا".

ودعا "بدوي" الجميع للاتحاد من أجل بناء الدولة الجديدة، مشددا على ضرورة أن يضع كل جزائري، "نصب عينيه الشهداء الجزائريين الذين ضحوا من أجل أن تسترجع البلاد أمنها واستقرارها".

وفيما يتعلق بانتقادات المعارضة لتأجيل الانتخابات باعتبارها بلا سند قانوني، اعتبر "بدوي" أن "بوتفليقة ردّ سريعا على مطالب الشّعب الجزائري وهل هناك أسمى من الشّعب؟".

وبشأن الصيغة القانونية التي ستسمح لـ"بوتفليقة" للبقاء في الحكم، بعد يوم 28 أبريل/نيسان المقبل، قال "بدوي" إن "المرحلة الانتقالية والندوة التي قررها بوتفليقة استجابة لمطالب الشعب هي الصّيغة".

وحول المظاهرات المقرر خروجها الجمعة أوضح "بدوي" أن "القيم التي يتحلى بها الجزائري، المتمثّلة في الاستماع والحوار هي التي ستسمح باحتواء كل الخلافات التي تجعلنا نتقدّم للأمام في هذه المرحلة".

لكنه في المقابل، رد قياديون بارزون في ميادين الاحتجاجات الجزائرية بأن المحادثات مع الحكومة ونظام "بوتفليقة" ليست مطروحة، على الأقل في الوقت الحالي.

وقال "فضيل بومالة" (أحد زعماء المحتجين) "نحن نرفض التفاوض مع النظام على فترة انتقالية، لا مفاوضات، بحسب ما نقلته "رويترز".

وأضاف: "ميزان القوى في صالحنا، لنعزز حركتنا. نحن بحاجة إلى مواصلة الضغط لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع".

وقال ناشطون إنه إلى جانب "بومالة" (48 عاماً) وهو مفكر معروف وأستاذ جامعي، يضم زعماء المحتجين رئيس الوزراء السابق "أحمد بن بيتور" (73 عاماً) الذي استقال في 1999 اعتراضا على السياسات الاقتصادية لـ"بوتفليقة"، و"زبيدة عسول" (63 عاماً) وهي محامية وزعيمة حزب سياسي صغير.

وذكر ناشطون أن من بين أبرز زعماء الاحتجاجات المحامي والنشط الحقوقي "مصطفى بوشاشي" (67 عاماً).

وفي حين لم يتم إجراء تصويت رسمي، قال الناشطون إن الأربعة من بين مجموعة تلعب دوراً بارزاً في حركة الاحتجاجات ويحظون بثقة المحتجين.