اطمن انت مش لوحدك.. بارقة أمل للمصريين وصافرة إنذار للسيسي

الخميس 14 مارس 2019 03:03 ص

لم يدر بمخيلة القائمون على الحملة، أن إطلاق الصافرات الحقيقية أو الإلكترونية، أو الطرق على الأواني، أو الكتابة على العملات النقدية الورقية، أن تتسبب في قلق وصداع مزمنين لنظام الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي".

حملة "اطمن انت مش لوحدك" دخلت أسبوعها الثالث على التوالي، وسط زخم سياسي وإعلامي، دفع بوسائل إعلام محسوبة على النظام إلى شن هجوم قاس على الإعلامي "معتز مطر"، الذي دشن الحملة عبر برنامجه "مع معتز" على قناة "الشرق" التي تبث من الخارج. 

ويبدو أن القلق من تنامي الحملة، أصاب أجهزة أمنية، عبرت عن ذلك بشن حملة اعتقالات طالت العشرات من الشباب، فضلا عن تعليمات رسمية من البنك المركزي المصري بحظر تداول أية عملات مدون عليها عبارات نصية.

زخم للحملة

الحملة التي بدأت بالصافرات، ثم إطلاق الألعاب النارية، والطرق على الأواني، خلال ساعة محددة من ليل كل أربعاء، تطورت إلى الكتابة على العملات الورقية والجدران والتدوين عبر الرسم، واعتلاء هاشتاغ "ارحل يا سيسي" ترند مصر على مواقع التواصل، وسط تفاعل كبير من المصريين الذي يبحثون عن وسيلة احتجاج تتجاوز حالة القمع التي تسود البلاد. 

 

وتهدف الحملة إلى إعادة بث الروح الثورية في الشارع وطمأنة الثوار أنهم الأغلبية، وكذلك طمأنة كل مناصر للثورة بأنه ليس وحيدا، وذلك عبر فاعليات رمزية، يبدو أنها دفعت الموالين إلى القلق، والرد بعدة هاشتاغات من نوعية "#خاف_انت_لوحدك"، و"#اطمن_ياسيسي_انت_مش_لوحدك" .

وفي خطوة زادت من زخم الحملة، أعلن "مطر" انضمام زميله الإعلامي "محمد ناصر" مقدم برنامج "مصر النهادرة" على فضائية "مكملين" التي تبث أيضا من الخارج، وهي خطوة حظيت بإشادات رواد مواقع التواصل، وفي المقابل حملات هجوما من قبل الإعلام المصري على "مطر" و"ناصر".

وقال "ناصر" إن الحملة نجحت، داعيا المصريين للانضمام إليها محذرا من أن "السيسي" يريد أن يستسلم الشعب وهو ما تسعى الحملة لمنعه.

ويمكن القول أن "مطر" و"ناصر" نجحا في ما فشلت فيه الأحزاب والقوى السياسية، ونجحا في تحريك الشارع المصري ولو بشكل رمزي، وتوحيده في اتجاه ثوري بعيدا عن الانقسام السياسي، وجدلية عودة "محمد مرسي" أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد. 

ويحظى "مطر" و"ناصر" بنسب مشاهدة عالية، فضلا عن تحقيق انفرادات ببث تسريبات خطيرة تخص أروقة الدولة المصرية.

و"مطر" هو أحد أشهر الإعلاميين المعارضين للانقلاب العسكري في مصر، وصدر ضده عام 2015، حكم بالحبس غيابيًا عشر سنوات، لاتهامه بمحاولة "قلب نظام الحكم".

كذلك صدر حكم غيابي ضد "ناصر" بالحبس 8 سنوات، وذلك لاتهامه بالتحريض "على قلب نظام الحكم وبث شائعات كاذبة والتحريض على قتل ضباط الشرطة".

قلق السيسي

ويبدو أن الجلبة التي أحدثتها الحملة، وصلت إلى آذان القابع في قصر الاتحادية، شرقي القاهرة، والذي حذر مجددا من محاولة "إسقاط الدولة"، واصفا شائعات مواقع التواصل بأنها أخطر من طلقة الرصاص، هدفها كسر مفاصل الدولة بالتشكيك في ولاء قيادتها والتقليل من حجم الإنجازات.

وقبل أيام، جدد "السيسي"، تحذيراته من "حروب الجيل الرابع والخامس"، ومحاولة دفع المجتمع إلى حالة مماثلة لحالة ما قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

وفي تعبير لافت عن هذا القلق، استهدفت للمرة الأولى، حملة اعتقالات عشوائية عائلة "مطر"، وأخفت قسريا 9 من أفرادها بحسب "المنظمة العربية لحقوق الإنسان".

واعتقلت السلطات والدة "مطر" التي تبلغ من العمر (66 عامًا) من منزلها دون سند قانوني بعد اقتحامه وتفتيشه وإتلاف محتوياته، ثم اعتقلت شقيقيه "مهند" و"معتصم" وزوجتيهما و4 من أبنائهما في اليوم التالي، ثم اقتيدوا جميعا إلى مكان مجهول.

 

وامتد القلق إلى الحليف الإماراتي، بحسب تغريدات المغرد الشهير "طامح"، الذي أكد أن حملة "مطر" أزعجت ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد".

وأكد حساب "طامح" على "تويتر"، أنه تم إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين المخابرات الإماراتية والمصرية للتعامل مع الحملة.

 

ويعزز قوة الحملة، تزايد الغضب الشعبي بعد المحرقة التي التهمت أحد الجرارات بمطحة القطارات الرئيسية في القاهرة، وراح ضحيتها أكثر من 20 قتيلا، وذلك بعد أيام من إعدام شباب في قضايا ذات صبغة سياسية، وفي محاكمات لا تتوافر فيها معايير النزاهة.

ويزيد من حدة الغضب في الشارع المصري، تمرير تعديلات دستورية على عجل، تمنح "السيسي" حق البقاء في السلطة حتى 2034، وهو ما يعني استمرار معاناة المصريين من حكم الطوارئ، وكبت الحريات، واعتقال الآلاف، فضلا عن تدهور الأوضاع المعيشية، وتفاقم البطالة والغلاء.
 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر اطمن انت مش لوحدك عبد الفتاح السيسي معتز مطر محمد ناصر

أيمن نور: السعودية والإمارات ستدفعان ثمن دعمهما للسيسي