الشركات الإماراتية تهرول نحو سوريا.. السياسة والاقتصاد توأمان

الأحد 17 مارس 2019 09:03 ص

لم تكن عودة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والنظام السوري، وإعادة فتح أبوظبي سفارتها في دمشق، إلا مقدمة، لعودة العلاقات الاقتصادية، بين البلدين، انطلاقا من مبدأ أن السياسة والاقتصاد توأمان لا يمكن الفصل بينهما وأحدهما يكمل الآخر.

تقارير صحفية، انتشرت مؤخرا، حول عودة بعض الشركات الخليجية للعمل في سوريا، في محلولة لحجز مكانها في مرحلة إعادة الأعمار، وخاصة تلك التي تملك مشاريع استثمارية عقارية وسياحية متوقفة منذ بداية الأزمة.

هذه التقارير، أكدتها وزارة السياحة في حكومة النظام السوري، التي قالت إن المراسلات مستمرة مع هذه الشركات، ونقلت نيتها العودة للعمل قريبا.

حتى إنه في منتصف العام الماضي، نقل موقع "روسيا اليوم"، عن مصادر وصفها بالمطلعة، اجتماعا بين شركة "الفطيم"، وموظفين في وزارة السياحة في حكومة النظام السوري، لمعاودة تمويل وتنفيذ المشاريع المتعاقد عليها قبل الثورة.

كما أن اتحاد غرف السياحة السورية، سمى أيضا مجموعة "داماك"، وقال إنها بدأت متابعة مشاريعهما المتوقفة في سوريا، والسعي نحو إقامة مشاريع جديدة.

خمس شامات

والسبت، نقل موقع "سيرياستيبس" الموالي لنظام "بشار الأسد"، أن لديه معلومات مؤكدة، أن شركة "الفطيم" العقارية، بدأت تتحرك نحو دمشق، لتنفيذ مشروعها "خمس شامات".

ويبلغ تكلفة المشروع المذكور 4 مليارات دولار، وكانت الشركة قد بدأت العمل فيه خلال 2010، ثم توقفت عن الاستمرار به في 2012، بسبب الثورة في سوريا.

وحسب الموقع، فإن أكثر من وفد من شركة "الفطيم"، زار دمشق وعبر عن رغبته باستئناف مشروع الشركة وبناء عليه تم الحصول على الرخص التي تمكن الشركة من البدء بتنفيذ بعض مرافق البنى التحتية الضرورية لتطوير مشروعها "خمس شامات"، والواقع في منطقة الصبورة غرب مدينة دمشق.

وبين الموقع أنه من المقرر أن تقوم شركة "الفطيم"، وعلى نفقتها الخاصة، باستكمال أعمال البنى التحتية المتعلقة بزراعة وتنسيق وتشجير واجهة المشروع على طرفي أوتوستراد دمشق بيروت الدولي، إضافة إلى أعمال الربط الطرقي للمشروع مع الاتوستراد والعقدة الطرقية للمحلق الشمالي.

ومشروع "خمس شامات" كان يعتبر المشروع السياحي الأكبر والأول في سوريا.

ولم يصدر عن شركة "الفطيم"، ما يشير إلى أنها تنوي الاستمرار في مشاريعها بسوريا، حتى أن موقعها الالكتروني يخلو من أي معلومات يفيد بتحركها نحو حكومة النظام السوري من أجل تنفيذ مشروع "خمس شامات" الذي هو عبارة عن مول تجاري كبير يقع في منطقة يعفور غرب دمشق، وتبلغ مساحته 1.1 مليون متر مربع، وتبلغ تكلفته الإجمالية نحو 4 مليارات دولار ويضم فعاليات ومنشآت سياحية وتجارية متنوعة.

"داماك" على الخط

وشركة "الفطيم" العقارية، ليست الشركة الأولى في الإمارات التي هرعت للتعاون الاقتصادي مع نظام "بشار الأسد"، فقد سبقتها، "داماك" العقارية، حيث تسعى أبوظبي إلى جني ثمار تلك العلاقة التي ظلت بعيدة عن الأنظار طوال سنوات الحرب، بالبحث عن موطئ قدم لها في دمشق.

وكشف موقع "الاقتصادي"، عن زيارة لوفد من شركة "داماك" العقارية إلى دمشق، حيث بحث مع إدارتي "مجموعة تلسا" و"شركة الديار الدمشقية" (مملوكة لوزير الاتصالات السوري الأسبق محمد غازي الجلالي)، سبل التعاون في مجال التطوير العقاري خلال المرحلة المقبلة.

مشروعات سابقة

وكانت الإمارات حاضرة في سوريا قبل الثورة باستثمارات كبيرة، إذ نجح النظام باستقطاب المستثمرين الإماراتيين، وتم الاتفاق على عدة مشاريع ضخمة أبرزها مشروع "البوابة الثامنة" في دمشق بإشراف شركة "إعمار" الإماراتية، وتبلغ القيمة التطويرية للمشروع 500 مليون دولار.

إضافة إلى مشروع "مدينة بنيان" السياحية والعقارية، في منطقة جبل الشيخ قرب مدينة قطنا بريف دمشق، والتي يعود لشركة "بنيان الدولية" الإماراتية، وتم الاتفاق عليه في 2006، بخطة تنفيذ تصل إلى 12 عاما، بتكلفة تبلغ 15 مليار دولار.

وفي تصريح لوزير تطوير القطاع الحكومي بالإمارات "سلطان بن سعيد المنصوري"، في يناير/كانون الثاني 2008، بحسب التلفزيون السوري، قال إن حجم الاستثمارات الإماراتية كافة في سوريا بلغ 20 مليار دولار.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، عبر بيان رسمي عودة العمل بسفارتها في دمشق، بعد سبع سنوات على إغلاقها عام 2011 على خلفية الثورة في سوريا.

وحينها، برر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية "أنور قرقاش"، هذه الخطوة، بالقول، إنها "لإعادة تفعيل الدور العربي في سوريا، كونه أصبح أكثر ضرورة تجاه التغول الإقليمي الإيراني والتركي".

وحسب مراقبين، فإن النظام السوري سيحاول تطوير علاقاته مع الإمارات وشركاتها، لصالحه من أجل الاستفادة من خبرتها، في إنشاء الحكومة الإلكترونية، والبنية التحتية التي يحتاجها النظام، لجعل دمشق واجهة استثمارية وملاذا ضريبيا آمنا، إضافة إلى أن النظام يحتاج إلى الأموال الموجودة في دبي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإارات إعادة الإعمار سوريا استثمارات داماك الفطيم

مصر: تصريحات شكري عن عودة سوريا للجامعة العربية اجتزأت

توازن الإماراتي يشتري  50% من بي بي تكنولوجي الروسية