استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تحية صادقة للشعب والجيش وقوى الأمن الجزائري

الثلاثاء 19 مارس 2019 05:03 ص

تحية صادقة للشعب والجيش وقوى الأمن الجزائري

بعض المحيطين بالرئيس بوتفليقة لا يريدون به خيرا وإلا لما أوصلوه الى ما وصل اليه حال الجزائر اليوم.

لا أشك بوطنية بوتفليقة ووطنيته وعروبته وقدراته وصفاء ذهنه لكن عليه ان يترجل قبل ان يشوه تاريخه.

لو كان بوتفليقة يدرك جيدا حال الجزائر والجزائريين ومطالبهم اليوم لما بقي ساعة واحدة على هرم السلطة.

*     *     *

أعترف بأني أحد أصدقاء الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة قبل وبعد أن أصبح رئيسا للجمهورية الجزائرية، وكنت من أنصار توليه قيادة الجزائر بعد ما اصابها من جراح دامية وآلام في تسعينات القرن الماضي.

وذلك لكونه احد رجال جبهة التحرير الجزائرية والذي مر بتجربة دبلوماسية وسياسية تشهد لها القارة الافريقية والمنطقة العربية. ويشهد على علاقتنا الكثير من الدبلوماسيين الجزائريين واسمي احدهم دون انتقاص من مكانة الاخرين، وهو الأخ احمد أويحيى رئيس الوزراء السابق الذي كان عضوا في الوفد الدائم للجزائر لدى الامم المتحدة.

طبعا جرى بين الرئيس بوتفليقة والكاتب حوارات طويلة في نيويورك والدوحة عن كيفية الاطاحة بالرئيس الراحل احمد بن بلا، وعلاقة جبهة التحرير الجزائرية بفتحي الديب أحد رجال الامن المصري في الحقبة الناصرية وعلاقة الجزائر بمصر بعد الانقلاب على الرئيس الراحل احمد بن بيلا في عهد عبد الناصر، ومن بعده السادات، ومسألة الصحراء (البوليساريو)، وما دار بين بومدين وبوتفليقة من حوارات مع محمد حسنين هيكل مندوب عبدالناصر عشية الانقلاب على بن بيلا.

كانت حواراتنا تلك قبل ان يتسلم قيادة الجزائر ولست في حال الحديث عما دار بيننا في تلك المسائل وفي تقدير الكاتب ليس هذا وقته. لا أشكك في وطنية الرجل وحبه للجزائر والعروبة ولا أشكك في قدراته وصفاء ذهنه لكني اقول صادقا عليه ان يترجل قبل ان يشوه تاريخ الرجل.

*     *     *

الرئيس بوتفليقة هده المرض، وتدهورت صحته، وبالكاد تسمع صوته ولم يعد قادرا على قيادة الجزائر صاحبة المليون شهيد. لم اكن اتمنى ان يصل الحال ببوتفليقة الى ما وصل اليه، ولو كان يدرك جيدا حال الجزائر والجزائريين ومطالبهم اليوم لما بقي ساعة واحدة على هرم السلطة.

إن بعض المحيطين بهذا الرجل لا يريدون به خيرا وإلا لما أوصلوه الى ما وصل اليه الحال اليوم في الجزائر، كان بإمكانهم مساعدته لإنهاء حقبته في التاريخ المحدد بالانتخابات الشهر القادم معززا مكرما ولا يخرج مطرودا من قصر الحكم.

المسيرات المليونية في شوارع العاصمة الجزائر وبقية المدن يوم الجمعة الماضي سار فيها كبار السن وصغارهم، شخصيات تاريخية مثل جميلة بو حيرد وغيرها من الماجدات الجزائريات والمجاهدين الجزائريين واحفادهم.

مسيرات جمعت كل اطياف الشعب الجزائري بكل فئاته، اتسمت بالانضباط الجماهيري والالتزام بالحفاظ على امن المؤسسات العامة والخاصة وسمو الخلق بين الشباب، وكان رجال الأمن الجزائري يتمتعون بحس وطني منقطع النظير.

فلم نشاهد سيارت الأمن بخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين ولم نر قنابل الغاز المسيلة للدموع ولا هراوات الشرطة لضرب المتظاهرين على رؤوسهم وتفريق جمعهم. ما اروع تلك الحشود وما اعظم الجيش الجزائري ورجال الامن الذين لم يعكروا صفو المتظاهرين المطالبين برحيل النظام القائم ورجاله.

القيادة السياسية الجزائرية والتي يطالب الشعب برحيلها لم تسلك سلوك النظام السياسي في سورية الحبيبة الذي دمر البلاد وشرد وقتل وشتت جمع العباد حتى هذه الساعة.

كانت وما برحت القيادة الجزائرية الراهنة تحاول معالجة الامور بالطرق السلمية، ولكن آن لها ان تستجيب لمطالب الشعب. والحق ان يدي على قلبي خوفا من ان ينفرط العقد في الجزائر وتدخل-لا سمح الله-في اتون العنف والذي لن يبقي ولن يذر.

فالمحرضون من الداخل والخارج كثر والمصابون بمرض التشبث بالسلطة أكثر وأصحاب المصالح الذاتية والجهوية لا يهمهم امر الشعب الجزائري بقدر ما تهمهم مصالحهم وارضاء سادتهم عبر الحدود.

من الواجب علينا ألا نقارن حال الجزائر بحال السودان اليوم، فالقيادة السودانية شنت حملة اعتقالات بين المتظاهرين السلميين، واعلان حالة الطوارئ ومطاردة المتظاهرين في شوارع المدن السودانية بالحديد والنار وقنابل الدخان المسيل للدموع. وعلى ذلك يستحق الشعب والجيش والامن الجزائري التحية والاشادة به.

*     *     *

تناقلت وكالات الانباء العربية والدولية والكواليس الجزائرية ان الرئيس بوتفليقة يتجه الى الاخضر الابراهيمي شخصية جزائرية مرموقة وله تجارب دولية لتكليفه بترؤس "الندوة الوطنية لمناقشة المستقبل السياسي للجزائر" ولكنه لم يحقق اي نجاح في اي من المهام التي كلف بها من قبل.

كان مبعوث الامم المتحدة في لبنان عام 1989 لحل النزاع المتفجر هناك، كان مبعوث الجامعة العربية في لبنان لذات الهدف 1989ـ 1991 ولم يوفق. كان مبعوث الامم المتحدة في اليمن عند اشتداد الازمة اليمنية عام 1994، ومبعوث الامم المتحدة في العراق 2004 أبان احتلال امريكا وبريطانيا للعراق عام 2003 وتعيين السفير الامريكي بريمر الحاكم الفعلي للعراق.

ولم يوفق في انتشال العراق من ربقة الاحتلال وزبانيته، وفي سورية ايضا 2012 وكذلك افغانستان، والانجازات التي حققها في كل تلك المهام متواضعة جدا ان لم تكن منعدمة.

فهل يستطيع القيام بمهام ناجحة ومؤثرة في الجزائر اليوم؟

احتراما لتاريخ الرجل فإن الكاتب يتمنى ان ينضم الابراهيمي الى المطالبين برحيل النظام سلميا بدلا من محاولات ترويض وتخدير الشعب ليتمكن النظام من الهيمنة.

آخر الدعاء: يا رب احفظ الجزائر من الوقوع في براثن الفتنة والاقتتال. يارب احفظ الجزائر من عاديات الزمان ومن مؤامرات البترو دولار. واحمها ممن لا يخافك ولا يرحم أهل الجزائر.

* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

الجزائر الجيش الجزائري مسيرات مليونية عبد العزيز بوتفليقة الأخضر الإبراهيمي محمد كوثراني

مظاهرات الجزائر.. 5 محطات تاريخية أحدثت تغييرا