هيرست: بن زايد عرض على بومبيو برنامجا لاغتيال قادة طالبان

الخميس 21 مارس 2019 05:03 ص

كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، الخميس، أن ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" عرض على وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" تنظيم برنامج اغتيالات سري يستهدف كبار القيادات بحركة طالبان الأفغانية، بهدف إضعاف موقفها التفاوضي.

وذكر "ديفيد هيرست"، في تقرير نشره "ميدل إيست آي"، أن "بن زايد" قدم العرض أثناء زيارة "بومبيو" إلى الإمارات في 12 يناير/ كانون الثاني الماضي، وسط خلافات بينهما بشأن تقدم محادثات السلام بين الولايات المتحدة وطالبان.

ونقل الموقع عن مصدر، قال إن معلومات مفصلة عن اللقاء توفرت لديه، أن ولي عهد أبوظبي أخبر "بومبيو" بأن واشنطن تخاطر بالسماح لأفغانستان بأن تسقط مرة أخرى في أيدي "المتخلفين والملتحين الأشرار"، وحذره من أن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان ينطوي على خطر إعادة عقارب الساعة إلى عام 2001، أي إلى ما قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بحكومة طالبان هناك.

واقترح "بن زايد" على وزير الخارجية الأمريكي استئجار "مرتزقة" لاغتيال قادة الصف الأول بطالبان، على نمط عمليات "بلاك ووتر"، بما يسهم في إجبار الحركة على قبول سقف منخفض من المطالب، ويمنعها من تحقيق أهدافها السياسية الرئيسية من التفاوض.

وبحسب المصدر فإن "بومبيو" بدا مصدوما بما سمعه من "بن زايد"، لكنه لم يعلق على العرض.

و"بلاك ووتر" هي الشركة الأمنية التي أسسها "إريك برينس"، واستأجرتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) عام 2004 للقيام بعمليات سرية تشمل تحديد مواقع نشطاء القاعدة وتصفيتهم.

واكتسبت الشركة سمعة سيئة بسبب نشاطاتها في العراق، حيث فتح عدد من العاملين بصفوفها النار على مدنيين عزل في بغداد عام 2007 فقتلوا منهم 14 وأصابوا 17 آخرين بجراح.

 

مبادرة وسخط

 

وتعود علاقة الإمارات بملف المفاوضات الأمريكية مع طالبان إلى ديسمبر/كانون الثاني 2018، حيث أيدت جهود الولايات المتحدة للتوسط لإبرام صفقة سلام مع الحركة الأفغانية، واستضافت أول جولة من المفاوضات المباشرة بينهما بأبوظبي.

وأوردت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية آنذاك بأن جولات أخرى من المحادثات ستنعقد في أبوظبي "لاستكمال عملية المصالحة في أفغانستان".

 لكن "بن زايد" شعر بالإحباط والسخط بسبب نقل جولات المحادثات التالي، بإلحاح من قادة طالبان، إلى الدوحة، حيث تحتفظ الحركة هناك بمكتب سياسي لها منذ عام 2013.

ومضى "بومبيو" قدماً في نقل المحادثات رغم سخط "بن زايد"، مبررا ذلك بأن الجانب الأمريكي لا يهتم بمكان المحادثات بقدر ما يهتم بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أفغانستان.

وتأمل الولايات المتحدة في أن يسمح لها إتمام صفقة عبر التفاوض مع طالبان، قبل نهاية عام 2019، بالبدء في سحب ما يقرب من 14 ألف جندي أمريكي في أفغانستان، وهو ما تخشاه أبوظبي.

 

انسحابات مقلقة

 

لكن المصدر أكد، في حديثه مع "ميدل إيست آي"، أن "بن زايد" منزعج من هكذا توجه، خاصة في ظل إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أنه يرغب في سحب جميع القوات الأمريكية الموجودة في سوريا أيضا.

و قام "بومبيو" آنذاك بجولة في المنطقة لطمأنة حلفاء الولايات المتحدة والتخفيف من روعهم حيال التداعيات المحتملة للانسحاب الأمريكي المفاجئ من سوريا، وألقى خطابا في القاهرة ركز على انتقاد سياسات الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" في الشرق الأوسط، قائلا: "عندما تتراجع أمريكا فإن الفوضى تتوالى"، في رسالة قرئ منها تراجع ضمني عن إعلان سحب جميع القوات الأمريكية.

ولذا حرص ولي عهد أبوظبي  على تذكير "بومبيو" بخطابه قائلا: "أنتم تتركون سوريا لتكون تحت هيمنة الإيرانيين والأتراك (..) سوف يتصرفون ضدكم وضد مصالحنا"

كما عرض "بن زايد" تحمل الإمارات لتكلفة بقاء القوات الأمريكية في سوريا من ميزانيتها الخاصة إذا ما تراجعت الولايات المتحدة عن قرارها، بحسب المصدر.

ورفضت الخارجية الأمريكية التعليق حينما تواصل معها "ميدل إيست آي"، الذي طلب أيضاً من الحكومة الإماراتية التعليق، ولم يصله رد منها حتى وقت نشر التقرير.

 

نسخة يمنية

 

وذكر التقرير أن مؤسس "بلاك ووتر" استقر في أبوظبي وكلفه "بن زايد" ببناء جيش من المرتزقة داخل الإمارات للتصدي لأي انتفاضات محتملة قد يقوم بها العمال أو أنصار الديمقراطية، وهو ما يوافق معلومات أوردتها صحيفة "نيويورك تايمز" عام 2011 مفادها أن كتيبة تتكون من 800 مقاتل أجنبي جيء بهم إلى الإمارات.

كما أرسلت الإمارات مرتزقة أجانب للقتال كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية داخل اليمن، حيث نفذت برنامج اغتيالات استهدف زعماء حزب التجمع اليمني للإصلاح، الفرع المحلي لجماعة الإخوان المسلمين، بحسب التقرير.

وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، كشف "أبراهام غولان"، وهو مقاول أمني يحمل جنسية إسرائيلية مجرية مزدوجة، عن تفاصيل برنامج الاغتيالات باليمن، في حديث مع موقع "بازفيد نيوز" الإخباري.

وقال التجمع اليمني للإصلاح في أغسطس/ آب من العام الماضي إن 9 من قياداته قتلوا منذ عام 2015، ضمن 17 رجل دين أطلقت عليهم النيران من عربات منطلقة، في مدينة عدن الجنوبية والمناطق المحيطة بها، على أيدي مليشيات غير معروفة الهوية.

ونقل "ميدل إيست آي"، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن عضو الحزب اليمني "محمد عبدالودود" أنه يعتقد بأن "بن زايد" يقف من وراء تلك الاغتيالات.

وأضاف "عبدالودود": "أعتقد أن محمد بن زايد أقنع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشن حرب على الإخوان المسلمين في اليمن، والأخير لا يتأخر عن إقرار كل الخطوات التي تتخذها الإمارات في اليمن"

ومع ذلك حافظ "بن زايد" على علاقاته بزعماء "الإصلاح"، واستضافهم في محادثات جرت في أبوظبي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ولذا وصف المصدر، في تصريحه لـ "ميدل إيس آي"، مقترحه باستهداف قادة حركة طالبان، أثناء إجراء محادثات السلام معهم، بأنه نسخة طبق الأصل بما فعله الإماراتيون ضد زعماء الإخوان في اليمن.

 

موقف طالبان

 

وبينما رجح الموقع البريطاني أن قادة طالبان على دراية بمقترح "بن زايد"، إلا أن ناطقاً باسم الحركة في الدوحة قال إنه ليس بإمكانه التعليق على مدى صحة هذا الزعم.

وأضاف: "أي تهديد وابتزاز من أي نوع ومن أي مصدر سيُنهي الفرصة المتاحة حالياً للتوصل إلى سلام وسوف ينجم عنه حالة من عدم الثقة غير قابل للإصلاح"

فيما عبر رئيس وفد المفاوضات الأمريكي مع الحركة "زلماي خليل زاد"، عن ارتياحه بعد انتهاء آخر جولة من المحادثات في 12 مارس/آذار الجاري قائلاً إن "ظروف تحقيق السلام قد تحسنت".

وغرد "خليل زاد" عبر تويتر: "من الواضح أن جميع الأطراف ترغب في إنهاء الحرب. وبالرغم من التأرجح الحاصل ما بين تقدم وتراجع إلا أننا أبقينا على الأمور في الطريق الصحيح وحققنا تقدماً حقيقياً"

 

 

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الإمارات محمد بن زايد طالبان أفغانستان مايك بومبيو زلماي خليل زاد ديفيد هيرست أبوظبي الدوحة قطر بلاك ووتر سوريا إيران التجمع اليمني للإصلاح اليمن

إعلامي إسرائيلي يوجه رسالة شكر إلى محمد بن زايد

صحف الخليج تكشف تجسس السعودية وتطبيع البحرين وتآمر الإمارات