استبعد مسؤولون أتراك احتمال عقد أنقرة صفقة مع الولايات المتحدة لشراء منظومة باتريوت الصاروخية، مشيرين إلى أن بلادهم رفضت شروط واشنطن بدفع مليار دولار خلال أسبوع، والتخلي عن خطط الحصول على منظومة الدفاع الصاروخي الروسية "إس -400".

واعتبر المسؤولون الأتراك المشاركون في المفاوضات مع الجانب الأمريكي أن العرض الأمريكي "لم يكن عرضا جادا"، حسب ما نقله موقع "ميدل إيست آي".

وأخبر المسؤولون الأمريكيون نظراءهم الأتراك بشكل غير رسمي بأن أمامهم أسبوعا واحدا فقط لاتخاذ قرار بشأن شراء الصواريخ الأمريكية من عدمه.

كما أصر الأمريكيون كذلك على دفع مقدم ما بين 800 مليون دولار ومليار دولار خلال الإطار الزمني نفسه، رغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا نتيجة تراجع قيمة الليرة مقابل الدولار.

واعترف متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن بلاده قدمت خطاب عرض وقبول إلى تركيا لشراء نظام باتريوت في يناير/كانون الثاني الماضي، وأن العرض كان مشروطا بإلغاء تركيا شراء منظومة "إس 400".

وأضاف المتحدث الأمريكي: "لقد أوضحنا أنه إذا حصلت تركيا على صواريخ إس 400، فلن نعطيها صواريخ باتريوت"، وفقا لـ"ميدل إيست آي".

ووفقا للموقع البريطاني، فوتت الحكومة التركية موعدا نهائيا مبدئيا حددته واشنطن لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستشتري نظام "باتريوت" وقيمته 3.5 مليارات دولار، بينما ينتهي العرض رسميا بنهاية مارس/آذار الجاري.

وسعت واشنطن إلى إقناع تركيا بشراء "باتريوت"، لكن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" قال إن أنقرة ما تزال ملتزمة باتفاق شراء "إس 400".

وقال مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى الأسبوع الماضي إن عرض بيع "باتريوت" لتركيا لا يزال قائما، وإن الجانبين لا يزالان يتفاوضان بشأنه.

لكن المسؤولين الأتراك قالوا إن الشكوك لا تزال قائمة حول إمكانية قيام واشنطن بتنفيذ أي اتفاق، كما أعربوا عن خيبة أملهم إزاء الرسائل المختلطة التي بعث بها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" والدبلوماسيون الأمريكيون.

وقال مسؤول تركي لـ"ميدل إيست آي": "عرض الأمريكيون صفقة باتريوت بوصفها شيئا غير عادي، لكن ليس لديهم في الواقع إجابات عن جدول زمني مناسب للتسليم، ومتى تنصب الصواريخ، ومتى يتم تدريب الضباط العسكريين الذين سيقومون بتشغيل هذه الأنظمة".